إصدارات جديدة: الرسول الأعظم رسول الإنسانية والسلام

الكتاب: الرسول الأعظم رسول الإنسانية والسلام

مقتطفات من كتاب لأول مرة في تاريخ العالم

المؤلف: آية الله العظمى السيد محمد حسيني الشيرازي (قدس سره)

الناشر: لجنة سيد الشهداء الخيرية

الدعية – الكويت

الأوليات: الطبعة الأولى 1427هـ - 2006م

(237) صفحة من القطع المتوسط

(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)

سورة الأنبياء: آية 107.

قراءة: قسم المتابعة

(... لا بد من قراءة جديدة له في نهجه الأخلاقي المتسم بالحلم والصفح وسعة الصدر والعفو عن الأعداء ومداراة الناس ومدرسة سماوية إلهية.. بعثه الله رحمة للعالمين).

(الناشر)

نقرأ من كلمة (الإهداء):

لقد إرتأت لجنة سيد الشهداء (ع) طباعة مقطفات من كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) للإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره) وذلك لأهميته في هذا الظرف الأخير الذي أسيء فيه إلى نبي الإسلام محمد (ص).

لقد مَنْ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ظلال مبين) سورة آل عمران آية 164.

لم تبرز على طول التاريخ الإنساني وقد اعتبر أحد الكُتاب الغربيين في كتابه (الخالدون مائة) الرسول (ص) في المرتبة الأولى من عظماء التاريخ البشري، كما واعتبره أعظم شخصية في تاريخ العالم بما حققه من نجاح عظيم في إبلاغ رسالته وتأسيسه لدولة إسلامية كبيرة، وحضارة عريقة ظلت تغذي العالم بالعلم و المعرفة والعطاء لقرون عديدة، حيث يقول الدكتور مايكل هارث أستاذ الرياضيات والفلك والفيزياء في الجامعات الأمريكية وخبير هيئة الفضاء الأمريكية:

لقد اخترت محمداً (ص) في أول هذه القائمة.. ولا بد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك، ولكن محمد (ص) هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحاً مطلقاً على المستوى الديني والدنيوي. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً، وبعد 14 قرناً من وفاته فإن أثر محمد (ص) ما يزال قوياً متجدداً.

وتظهر عظمة الرسول (ص) من خلال ذلك الإعجاز الهائل الذي غير به ظاهرة الجزيرة العربية وأخرجها من بؤس الجاهلية وشقاء التقاليد الوثنية... وإن الذي يقارن بين الجزيرة العربية قبل البعثة وبعد البعثة يُصاب بالذهول مما يراه من التحول الإعجازي الجذري الذي حصل فيها...

يقول الكاتب الروسي الكبير تولستوي:

ومما لا ريب فيه أن النبي محمد (ص) كان من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه أهدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهذا عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أُوتي قوة، ورجل مثل هذا لجدير بالاحترام والإجلال.

ويقول الكاتب الكبير برناردشو:

إني أكنُّ تقدير لدين محمد (ص) لحيويته العجيبة فهو الدين الوحيد الذي يبدو لي أنه له طاقة هائلة لملائمة أوجه الحياة المتغيرة وصالح لكل العصور، لقد درست حياة هذا الرجل العجيب وفي رأي أنه يجب أن يسمى منقذ البشرية.

يقول المستشرق الفرنسي جاك بيرك:

لم يكن الإسلام في أي يوم عدو الديانات الأخرى، بل أنه الديانة الوحيدة التي حافظت على حقوق أبناء الديانات الأخرى، وهذا موقف ساحر بكل تأكيد، وقلما شاهدنا في تاريخ الديانات هذا المستوى من السحر الذي نشاهده في الإسلام.

إن دراسة تاريخ النبي محمد (ص) يعطينا زخماً كبيراً من الأفكار والتجارب الذي يوفر لنا الكثير من المعلومات التي يمكن الاستفادة منها في حاضرنا والنجاح في إنقاذ العالم الإسلامي من مشاكله. إذ أن حركة الرسول (ص) كانت حركة ناجحة كلياً شهد بذلك الأصدقاء والأعداء، وهذا يعني أنه يمكن أن تصبح هذه التجربة نبراساً نهتدي بها لتحقيق النجاح في حياتنا، ولكن بعد أن نستفيد منها بصورة جادة وواقعية، وندرسها بدقة وحزم، ونفهم ظروفها وحدودها والأُسس التي قامت عليها.

ثم نقرأ من عنوان (الله أرحم بكم):

ومما يذكر وقوعه في غزوة ذات الرقاع: أن رجلاً جاء وفي يده فرخ طائر حتى إذا وصل إليهم رأوا أن أبوي هذا الفرخ يرفرفان فوق رأسه، فلما استقر الرجل بينهم طرحا أنفسهما على فرخهما، ولم يعبثا بالخطر شفقة ورحمة بفرخهما، فتعجب الناس من ذلك.

فالتفت إليهم رسول الله (ص) وقال: أتعجبون من هذا الطائر، أخذتم فرخه، فطرح نفسه رحمة بفرخه؟ والله لربكم أرحم بكم من هذا الطائر بفرخه. ثم التفت (ص) بعد ذلك إلى الرجل وأمره بإطلاقه.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة  5/ايار/2006 -6/ربيع الثاني/1427