لمكافحة السمنة..  خداع المعدة بالتكنولوجيا !

الشركة التي انتجت منظم ضربات القلب تطبق نفس التكنولوجيا لخداع مرضى السمنة بالاعتقاد بأن معدتهم ممتلئة.

وشركة ميدترونيك أكبر شركة للأجهزة الطبية في العالم ليست الوحيدة التي تسعى للدخول بمنتج جديد في سوق مكافحة السمنة التي يبلغ حجمها نحو مئة مليار دولار.

وفي حين تحاول ميدترونيك تطوير جهاز تنظيم معوي يعمل بالبطاريات يجعل المعدة تنقبض ويرسل إشارة بالشبع الى مركز الشهية في المخ تعمل شركة جديدة صغيرة مع مستشفى مايو الشهير على جهاز يستخدم الكهرباء لشل المعدة لخفض او وقف انقباضاتها التي تسحق الطعام كجزء من عملية الهضم.

ويتطلع الأطباء والشركات في مختلف أرجاء الولايات المتحدة لتكنولوجيات مختلفة لمكافحة السمنة منها تحفيز المخ.

 وهذه الاساليب رغم انها غير مفهومة بالكامل بين الاطباء الا انها قد تكون مفضلة عن جراحات علاج السمنة اذ ان الجهاز يمكن وقف استخدامه كما ان آثاره الجانبية أقل.

وعلى الرغم من فشل بعض الاجهزة حتى الان في الاختبارات التي تجرى في المستشفيات الا ان الشركات تمضي قدما عن قناعة بان الاجهزة الطبية هي مفتاح مكافحة السمنة.

وقالت ميدترونيك انها مازالت ملتزمة بايجاد حل لمشكلة السمنة التي لم تشهد محاولات تذكر في مجال الاجهزة الطبية على الرغم من إقرار الطبيب ريتشارد كانتز المختص بقسم الأعصاب في الشركة ان جهاز منظم انقباضات المعدة المزروع فشل في تجربة أُجريت في المستشفى في اثبات كفاءته في احداث خفض كبير في الوزن بعد عام كامل من استخدامه.

وذكر كانتز ان سوق مكافحة السمنة التي تشمل جميع أساليب العلاج حجمها مئة مليار دولار بينما يتراوح حجم سوق مكافحة السمنة الشديدة من خمسة الى عشرة مليارات دولار.

وأضاف في حديث أجراه في الفترة الأخيرة من مقر الشركة في منيابوليس بولاية مينيسوتا "نحن نعتقد ان هذه بيانات محافظة...ونعتقد ان السوق يمكن ان تنمو بسرعة كبيرة."

وجهاز ميدترونيك الذي لا يزيد حجمه عن ساعة التوقيت والذي حصلت عليه الشركة من خلال شرائها شركة ترانسنيورونيكس العام الماضي يزرع تحت جلد البطن وتثبت اسلاكه على جدار المعدة. ويتحكم الجهاز في انقباضات المعدة عن طريق إرسال تيارات كهربائية ضعيفة تجعل المعدة تنقبض.

وقال كانتز ان همته لم تثبط بعد بفشل المحاولة لان مازالت هناك أسئلة متعلقة بضبط الجهاز مثل القوة الكهربية وسرعة تواتر ارسال التيار الكهربائي المحفز.

وتابع كانتز وهو طبيب قلب ان الشركة تتطلع كذلك لتكنولوجيا تحفيز المخ التي تستخدم أقطابا كهربائية صغيرة تزرع في مناطق معينة من المخ للتأثير على السلوك والحركة وغيرها من الوظائف كعلاج محتمل للسمنة.

وتحسنت في الوقت الراهن تكنولوجيا تحفيز المخ في الولايات المتحدة لتشمل علاج اختلالات الحركة مثل ما يسببه مرض الشلل الرعاش والاكتئاب الحاد.

وقال كانتز "اذا تمكنا من انقاذ جهاز ضبط انقباضات المعدة فان هذا سيكون على الارجح أسرع طريق لنا للوصول للسوق." واضاف ان ذلك قد يحدث في غضون ثلاث أو أربع سنوات من الآن.

وفي معمل آخر في منيابوليس المدينة التي كانت ذات يوم تدور حول أربعة مطاحن وأصبحت الآن مركزا مزدهرا للتكنولوجيا الطبية تعمل شركة انتروميديكس الناشئة مع مستشفى مايو على جهاز خاص يزرع لمكافحة السمنة.

ولكن بدلا من تحفيز المعدة كما يفعل جهاز ميدترونيك فان جهاز شركة انتروميديكس الخاصة يحاول تثبيط وظيفة الاعصاب باستخدام التيارات الكهربائية لوقف عصب فاجوس وهو واحد من خمسة أعصاب في الجمجمة.

ويقول وليام ساندبورن أحد أطباء المعدة بمستشفى مايو ويعمل مع انتروميديكس ان الجهاز واسمه (مايسترو) يزرع أيضا تحت جلد البطن وتثبت اسلاكه على جدار المعدة وتوقف نبضاته الكهربائية عصب فاجوس وتشل المعدة وذلك يوقف انقبضاتها التي تسحق الطعام في اطار عملية الهضم.

وأضاف "أسلوب استخدام الجهاز مازال يجري تطويره." وأشار الى ان التجربة الأولية شملت 15 شخصا فقط. والهدف هو ابطاء الهضم فلا يشعر المريض بالجوع بسرعة. ويوقف الجهاز كذلك عمل البنكرياس وافراز انزيمات الهضم. وهذه العملية تجعل الجسم يمتص القليل مما يأكله.

وقال مارك نودسون رئيس انتروميديكس وهي شركة يعمل بها 40 موظفا فقط بعضهم من ميدترونيك انه يأمل في اعلان نتائج تجارب المستشفى على البشر هذا العام.

والجهاز الطبي الوحيد المُجاز لعلاج السمنة هو جهاز لاب باند الذي تنتجه شركة اليرجان.

ويقول أطباء ان جراحات علاج السمنة ومنها عمليات تصغير المعدة بجهاز لاب باند هو الحل الوحيد الدائم. ويضيفون ان التوصل الى جهاز يزرع بالجسم على مستوى تجاري قد يتطلب سنوات طويلة في الولايات المتحدة.

وقاد ميتشل روزلين كبير جراحي علاج السمنة في مستشفى لينوكس هيل بنيويورك تجارب شركة سايبرونيكس على تحفيز عصب فاجوس لعلاج السمنة لكن التجارب لم تحقق الأهداف المرجوة.

وقال روزلين انه يعتقد أن مستقبل علاج السمنة سيعتمد على الاجهزة لكن البيانات المتاحة اليوم غير كافية.

وأضاف "عندما نأكل ونشعر بالامتلاء تحفز الاعصاب. ويمكن تحفيز المعدة بعصب فاجوس لكن كل ما نعرفه هو تشغيل هذا التحفيز. لا نعرف ما الذي ننقله ... لذلك لا نحقق سوى نجاحات عشوائية."

ويدرس علي رضائي طبيب الاعصاب في مستشفى كليفلاند مؤشرات محتملة اخرى على التحفيز العميق للمخ. ويقول "نحن نعرف أين تقع مراكز الجوع والشعب بالمخ... لكن في هذه المرحلة لا توجد بيانات حقيقية...مع اتضاح الصورة بدرجة أكبر سنتمكن من تحديد المشكلات وسيقودنا ذلك الى عهد جديد لكيفية علاج هذه المشكلات."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 2/ايار/2006 -3/ربيع الثاني/1427