شبكة الكهرباء العراقية تحتاج الى 20 مليار دولار لتغطية النقص

قال مسؤول امريكي بارز يوم الاحد إنه يتعين على دول الخليج العربية وغيرها من الدول الاجنبية مساعدة العراق في بناء محطات كهرباء جديدة في الوقت الذي يتراجع فيه الاستثمار الامريكي في قطاع الكهرباء بعد ثلاثة اعوام من مساعدات إعادة البناء.

الا انه قد تكون هناك حاجة الى حوالي 20 مليار دولار من الاستثمارات للبدء في تلبية الطلب العراقي على الكهرباء بالكامل ولا تلوح في الافق نهاية سريعة للنقص الحاد في الكهرباء وهي احدى اكبر شكاوى الشعب العراقي.

واثناء قيامه بجولة في منشأة للكهرباء بنتها الولايات المتحدة توفر نحو ستة في المئة من الكهرباء المتاحة الان في شبكة العراق قال الدبلوماسي الامريكي دانييل سبيكهارد ان الحكومة الجديدة في "وضع ملائم" من اجل "تحول الى الاعتماد على الذات" في الكهرباء بتمويل من عائدات حكومية تاتي الى حد كبير من تصدير النفط.

وقال سبيكهارد الذي يشرف على جهود اعادة بناء للسفارة الامريكية للصحفيين الذين وجهت اليهم الدعوة لزيارة محطة الكهرباء التي تعمل بالغاز وطاقتها 325 ميجاوات في تازة قرب كركوك "لا ننفذ مشاريع بناء جديدة".

واضاف ان الحكومة الامريكية تقدم اموالا للتدريب وبرامج الصيانة لشبكة كهرباء قادرة في الوقت الراهن على تقديم نصف احتياجات البلاد فقط وتسعى للحصول على مزيد من الاموال من الكونجرس من اجل هذا.

ولكن فيما يتسق مع الاستراتيجية الامريكية الشاملة بعد ثلاثة اعوام من الغزو فان التركيز ينصب الان على تشجيع العراق على تمويل اعادة بنائه من خلال مبيعات النفط والضغط على حكومات اخرى ومؤسسات دولية لتقديم مساعدات.

وقال سبيكهارد "توجد الان مجموعة تنسيق عاملة للمانحين من اجل الكهرباء.. نتطلع الى قروض من اليابان ونتطلع الى قروض من البنك الدولي."

ومضى يقول ان "دول الخليج تستطيع ان تفعل ما هو اكثر بكثير في المنطقة." واشار الى ان بعض التقديرات تضع تكلفة مضاعفة قدرة العراق على توليد الكهرباء بما يفي بالاحتياجات عند حوالي 20 مليار دولار.

واضاف ان المانحين اليابانيين مشاركون في ترميم محطة كهرباء رئيسية في المسيب الى الجنوب مباشرة من بغداد.

وخصصت واشنطن 20 مليار دولار تقريبا للمساعدة في اعادة البناء في العراق لكن من المقرر الى حد كبير ان تنتهي البرامج هذا العام وذهب قسم كبير بشكل غير متوقع على النفقات الامنية مما اثار الانتقاد في العراق والولايات المتحدة بشان فعالية المشروع.

وينتقد مسؤولون امريكيون اوجه القصور في الاخطاء غير المقصودة والتبذير والفساد في ادارة ميزانية المساعدات.

وقال مهندسون يعملون في منشاة توزا للكهرباء التي لها قوة شرطة خاصة بها لحمايتها من هجمات المسلحين ان التخريب لم يؤثر بشكل مباشر على المنشأة التي بنيت على مدار عامين تحت اشراف الولايات المتحدة بتكلفة 178 مليون دولار.

الا ان الوف الكيلومترات من خطوط الكهرباء التي تمتد في انحاء البلاد اضافة الى خطوط الغاز التي تزود المنشأة من حقل كركوك النفطي القريب معرضة للهجمات.

وقال سبيكهارد ان تركيز هجمات المسلحين على خطوط الكهرباء الواصلة الى بغداد التي يعيش بها ثلث العراقيين حدت من نصيب سكان العاصمة من الكهرباء الى ست ساعات يوميا في الاسبوع الماضي مقابل متوسط يبلغ 13 ساعة على مستوى البلاد.

وعلى النقيض قال سكان في كركوك لرويترز ان لديهم كهرباء لا تنقطع تقريبا في الوقت الحالي.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان الطاقة الانتاجية القصوى تضاعفت تقريبا منذ الغزو وانهم امنوا توزيعا اكثر عدلا مما كان عليه الحال في حكم صدام حسين عندما لم تكن الكهرباء تنقطع الا قليلا في العاصمة بينما لم يكن لدى بعض المحافظات سوى القليل من الكهرباء.

لكن الطلب تزايد ايضا ووصل الى حد اقصى هو 8845 ميجاوات في الصيف الماضي مقارنة بقدرة انتاجية قصوى تبلغ 5400 ميجاوات نصفها يمكن ان ينقطع بسبب التخريب ومشاكل الصيانة.

مصدر مسؤول في دائرة الكهرباء الشمالية قال يوم الاثنين إن المسؤول الاقتصادي بالسفارة الامريكية ببغداد، زار محطتي الكهرباء اللتين تم تشغيلهما مؤخرا فى تازة جنوب كركوك.

وأضاف المصدر أن السيد دانيال سبيس هاد ووفد مرافق له زار يوم أمس محطتي كهرباء تازة جنوب المدينة وتم الاطلاع على المشروع الذي تم الانتهاء منه قبل فترة.

وأضاف المصدر أن المحطتين اللتين تم تشغيلهما ضمن محطات تازة الشمالية بلغت طاقتها الانتاجية 315 ميجاوات، وأن تشغيلهما سوف يساهم في رفع قدرة انتاج الكهرباء في المدينة وباقي محافظات القطر وان المحطتين تعملان من خلال الغاز السائل الطبيعي.

وأشار إلى أن المحطتين تم تمويلهما من قبل الجانب الامريكي فى اطار انشاء محطات كهرباء بالمدينة.

ولم يشر المصدر إلى كلفة انشاء المحطتين.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 2/ايار/2006 -3/ربيع الثاني/1427