هل تبحث عن بطل.. عليك بادارة مؤشر التلفزيون العراقي!

دعك من الضربات الجوية الامريكية والاسلحة المتقدمة انها قوة الشعب التي ستهزم المسلحين في العراق..

 عينان حادتان ومكالمة هاتفية وربما مركزا للعبة الكاراتيه وربما حذاء مصوبا جيدا يمكنها اجبار المفجرين على الاذعان.

هذه هي الرسالة التي يبثها التلفزيون الرسمي العراقي للمشاهدين ليلة بعد ليلة عبر عشرات الاعلانات مرفقة بأرقام هواتف ساخنة تابعة للشرطة ويبدو أنها مخصصة لدعم الروح المعنوية للشعب وسط أعمال العنف اليومية.

وفي أحد تلك الاعلانات التي تبث حاليا يلمح أحد المواطنين العاديين أحد المسلحين الملثمين يزرع قنبلة فينزع بكل بساطة حذاءه ويقذفه على يد المفجر الذي يفر مفزوعا ويطارده بعدها حشد من المواطنين.

ويعتقد عدد قليل من العراقيين الذين أصابهم الضجر جراء التفجيرات الانتحارية وعمليات اطلاق النار وقطع الرقاب أن التعامل مع العمليات المسلحة لن يكون بهذه السهولة.

غير أنه بالنسبة للمذيعين بقناة العراقية الرسمية فان الرسالة تمس أكثر من مجرد الواقع القاسي الذي تعيشه البلاد التي تقترب بشكل خطير من الحرب الطائفية الاهلية.

تعتقد القناة التي فقدت عددا من الصحفيين التابعين لها على أيدي المسلحين ان برامجها ستحشد دعما شعبيا للقوات العراقية وتضمن وصول المعلومات التي ستؤدي الى الاعتقالات.

وقال باسم الفضلي رئيس قطاع الاخبار بالقناة لرويترز ان لها فوائد جمة وان الالاف من الناس قدموا لها معلومات.

وأضاف أنهم عندما استطلعوا اراء بعض الناس وجدوا أنها أثرت فيهم كثيرا.

والبرامج متناقضة تماما مع تلك التي كانت تبث خلال حكم الرئيس المخلوع صدام حسين عندما كان التلفزيون الرسمي يبث ثناء غير محدود للرئيس المخلوع وتغطيات تفصيلية لكل خطوة من خطواته بدءا من تلقيه مذكرة من مسؤول غير مشهور وحتى عيد ميلاده.

غير أن الدعاية لا تزال فكرة رئيسية ومن بينها عرض بثت خلاله "اعترافات" لرجال مصابين برضوض عرفوا على أنهم مسلحون متهمون بقتل وتفجير واغتصاب ضحايا أبرياء.

وتعرض هذا العرض لانتقادات من جانب مراقبي حقوق الانسان التابعين للامم المتحدة كما يتهم بعض زعماء السنة قناة العراقية بالانحياز الطائفي لصالح الحكومة التي يقودها الشيعة.

ورغم أن طريقة العرض المسرحية للاحداث من جانب القناة قد لا تكون مقنعة الا أنها توضح كيف أن الجانب الاكبر من مصير العراق يقع على عاتق قوات الجيش والشرطة التي تدعمها القوات الامريكية البالغ عددها نحو 132 ألفا.

وتريد حكومة بغداد من قوات الامن أن تواجه في النهاية المسلحين كما تأمل واشنطن أن تتمكن تلك القوات من انجاز ذلك قريبا حتى يمكن للقوات الامريكية البدء في الانسحاب.

ومن غير المحتمل أن يحدث ذلك في وقت قريب كما لا يبدي المسلحون أي بوادر على التراجع.

غير أن ذلك ليس الموقف الذي تعرضه قناة العراقية.

والى جانب المواطن الشجاع الذي قذف الارهابي بحذائه وأنقذ ضاحيته من انفجار كبير تحاول القناة طمأنة العراقيين عن طريق عرض قصص بطولية لجنود بالجيش والشرطة بشكل مستمر.

ويلتف العراقيون حول البرامج الاخبارية اليومية والبرامج التي تتم المشاركة بها عبر الهاتف والمسلسلات المصرية والافلام الغربية التي تعرض بين الحين والاخر.

وتقف قوات عراقية متراصة في أوضاع فنية عسكرية وتتحدى المسلحين الاشرار بينما تقوم قوات أخرى باعتقال "الارهابيين" من المنازل فيما يظهر في الصورة اباء يحتضنون أطفالهم بينما تنسال الدموع من أعينهم. ويطلق أحد الجنود رصاصة تقتل عددا من الارهابيين في وقت واحد.

وقال الفضلي ان التمويل يأتي من عدة مصادر من بينها الحكومة العراقية والجامعة العربية والقوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة.

وبعيدا عن الجمهور المحلي لقناة العراقية تجري الحملة لكسب الثقة في القوات العراقية على قناة العربية الفضائية.

وفي أحدى المناشدات المفعمة بالعواطف الى العراقيين الذين شجعوا على الاتصال بالخطوط الساخنة يقوم جنود عراقيون بشكل سريع بتفكيك شحنة ناسفة كانت متصلة بقذيفة مدفعية كبيرة عن طريق أسلاك.

ثم يقف الجنود بعد ذلك وسط حشد من الاطفال.

ويبلغ أحد الصبيان المشاهدين بأن القوات أنقذت مدرستهم من "كلب ارهابي" مما اثار ابتسامة عريضة من أحد الجنود.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 30/نيسان/2006 -1/ربيع الثاني/1427