تشكيل الحكومة سيكون مع  خطة جديدة لخفض عدد القوات الاميركية في العراق

اعلن مستشار الامن القومي في العراق موفق الربيعي الخميس ان لدى العراق خطة جديدة قد تؤدي الى خفض حجم القوات الاميركية خلال العام الحالي وانسحاب معظم القوات الاميركية خلال السنتين القادمتين.

وقال الربيعي خلال ندوة بحضور وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد الذي لم يعلق على التصريحات "لدينا خطة مؤكدة تتضمن اتفاقية بين الحكومة العراقية وحكومة الولايات المتحدة تهدف الى ان يتحمل العراقيين المسؤولية بصورة تدريجية".

واضاف "بالتأكيد في نهاية العام الجاري سيكون هناك خفض في عديد القوات الاميركية في العراق" معبرا عن امله في ان "نشهد خلال العامين القادمين انسحابا لمعظم قوات التحالف وتعود ادراجها بسلام".

وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد قال الاربعاء للصحافيين ان "مسألة بقاء قواتنا في العراق ستعتمد على الواقع على الارض ومناقشات مع الحكومة العراقية ستجري حول تطور الاوضاع في المستقبل".

واضاف "بعد ان تشكلت الحكومة نرى انه من المناسب لنا ان نبدأ مناقشات مع الحكومة الجديدة حول ظروف الواقع على الارض والاسس التي سنعتمدها فيما يتعلق بتسليم المسؤولية الامنية في القواعد العسكرية في المحافظات".

واشار الى ان "قانون الامم المتحدة المتعلق بالقوات المتعددة الجنسيات سينتهي العمل به خلال نهاية العام الحالي".

وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انه على الرغم من تدريب 250 ألف جندي عراقي إلا ان القوات العراقية ليست جاهزة للاضطلاع وحدها بمسؤولية الأمن في العراق ولا يمكن تحديد إطار زمني لسحب القوات الأمريكية.

وفي جلسة استماع في الكونجرس تساءل مشرعون ديمقراطيون عن السبب في انه لا يمكن سحب بعض القوات الامريكية في العراق التي يبلغ قوامها أكثر من 130 ألف جندي اذا كان قد تم تدريب ربع مليون من قوات الامن العراقية مثلما تزعم ادارة الرئيس جورج بوش.

وقال بيتر رودمان مساعد وزير الدفاع الامريكي ان بوش وقادته العسكريين لم يقرروا بعد الحجم الذي ستكون عليه القوات الامريكية بحلول نهاية العام.

واضاف قائلا "لا يمكنني ان أحدد مهلة ولا يمكنني أن اقدم لكم موعدا يمكن فيه ان نعيد القوات الى الوطن." ومضى قائلا ان بعض اجزاء من بغداد واجزاء كبيرة من العراق هي الان تحت سيطرة القوات العراقية.

وقال رودمان "هذه عملية مستمرة.. انها ليست شيئا يحدث بين ليلة وضحاها."

وسلم البريجادير جنرال مايكل جونز بأن مستويات التدريب متباينة بين قوات الامن العراقية التي يبلغ قوامها 250 ألفا. واضاف قائلا "ذلك لا يعني بالضرورة ان ذلك هو الحجم المناسب لقوة فعالة."

"استطيع أن أقول انهم ليس بمقدورهم حتى الان الاضطلاع بتلك المسؤولية بشكل مستقل."

وقال جونز ان الولايات المتحدة تأمل في أن يصل عدد القوات العراقية التي يتم تدريبها الى 325 ألف جندي للسيطرة على الوضع الامني في العراق.

بدورها قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الخميس انها ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وجدا ان القادة الذين يشكلون الحكومة العراقية الجديدة لديهم افكار وانهما طالبا الجميع بالعمل بروح الفريق من أجل كل العراقيين.

وقالت رايس للصحفيين في السفارة الامريكية بالمنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة "كل هؤلاء الزعماء العراقيين يدركون التحديات التي تواجههم ويدركون أن الشعب العراقي يتوقع من حكومته أن تكون قادرة على مواجهة هذه التحديات."

وأضافت رايس أن ممثلي الحكومة الذين التقيا بهم ومن بينهم رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي ورئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري ورئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي "يعرفون ما يريدون" وأنهم "جادون".

وتابعت رايس قائلة "الشيء المهم الآن هو أن تبدأ الحكومة في العمل واختيار وزراء متمكنين يعكسون قيمة وجود حكومة وحدة وطنية وبعدها يبدأون التعامل مع الوضع الامني والوضع الاقتصادي."

وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني قد طلب في مطلع هذا الاسبوع من المالكي تشكيل حكومة تضم الشيعة ويمثلون أغلبية في العراق والسنة العرب والاكراد في مسعى لوقف الهجمات المسلحة الدامية وانهاء العنف الطائفي المتزايد الذي يهدد بانزلاق العراق إلى حرب أهلية.

وأوفد الرئيس الامريكي جورج بوش الذي حث على تشكيل حكومة وحدة وطنية رايس ورامسفيلد إلى العاصمة العراقية يوم الاربعاء لاجراء محادثات مع المالكي.

وتلقي زيارتهما الضوء على الاهمية التي تعلقها واشنطن على نجاح المالكي في تشكيل حكومة قالت رايس إنها يجب "الا تتسم بالنزعة الطائفية".

وصرح المالكي وهو شيعي بأنه يريد اعلان تشكيل حكومته خلال أسبوعين لكن دستوريا أمامه مهلة شهر تبدأ من مطلع الاسبوع الحالي ليطرح تشكيلة الحكومة على البرلمان للموافقة عليها.

ولدى سؤاله عما تحتاج الحكومة الجديدة أن تفعل حتى تكتسب مصداقية وتخمد العنف قال رامسفيلد "الخطوة الاولى هي تشكيل حكومة واختيار وزراء للوزارات المختلفة سريعا واختيار أشخاص يظهرون للشعب العراقي الذي ذهب وأعطاهم صوته أنهم أقدموا على تحمل مسؤولية أمتهم ذات السيادة ثم مواصلة العمل لتنمية قوات الامن العراقية."

والتقى رامسفيلد أيضا مع القادة العسكريين الذين يعملون على التوصل إلى سبل أفضل لمواجهة التهديد الذي تمثلة القنابل التي تزرع على جوانب الطرق والمعروفة باسم العبوات الناسفة بدائية الصنع والتي توقع أكبر الخسائر البشرية بين صفوف القوات الامريكية في العراق.

وقال اللفتنانت جنرال بيتر تشياريللي الرجل الثاني في القيادة الامريكية بالعراق للصحفيين ان القوات الامريكية تواجه تهديدا كبيرا من عبوات ناسفة بدائية الصنع خاصة لدى دخول المناطق الريفية التي يسهل على المقاتلين اخفاء متفجراتهم فيها.

وشهد شهر ابريل نيسان اكبر عدد للقتلى من القوات الامريكية خلال عام 2006 وخص الجيش بالذكر العبوات الناسفة بدائية الصنع بوصفها أحد الاسباب.

وتأتي زيارة رامسفيلد ورايس وسط تدني التأييد الشعبي داخل الولايات المتحدة للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات والتي قتل خلالها 2400 من أفراد القوات الامريكية.

وقال وزيرا الخارجية والدفاع الامريكيان كوندوليزا رايس ودونالد رامسفيلد يوم الاربعاء عقب لقائهما برئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي انهما أعجبا بتعهده بتوحيد البلاد.

وارسل الرئيس الامريكي جورج بوش الذي دعا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في بغداد للمساعدة في هزيمة المسلحين من العرب السنة وانهاء أعمال العنف الطائفية كلا من رايس ورامسفيلد الى بغداد لإجراء محادثات مع المالكي.

وقالت رايس للصحفيين بعد لقائها مع المالكي الذي أنهى ترشيحه الاسبوع الماضي حالة من الشلل السياسي في بغداد مستمرة منذ أكثر من اربعة أشهر بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة "لقد كان جديرا بالاعجاب حقا."

وعادت رايس الى بغداد بعد ثلاثة أسابيع فقط من زيارتها السابقة التي ساهمت في الاسراع برحيل سلف المالكي ابراهيم الجعفري الذي لاقى معارضة من الكتلتين السنية والكردية.

ورغم الاستياء الشديد بسبب الوجود العسكري الامريكي بعد ثلاث سنوات من اطاحة قوات تقودها الولايات المتحدة بصدام حسين الا أن كثيرا من الزعماء العراقيين يرون القوات الامريكية على أنها مانع لأعمال عنف أكبر.

وقال رامسفيلد انه التقى ورايس عددا من الزعماء العراقيين وان ايا منهم لم يشر الى تخفيض عدد القوات الامريكية في العراق.

وأضاف وزير الدفاع الذي شاهد تدريبات للقوات العراقية "الوضع الامني بحاجة الى مواصلة التحسن."

ولم يخض رامسفيلد أو الجنرال جورج كيسي قائد القوات الامريكية بالعراق في تفاصيل بشأن عدد الجنود الامريكيين الذين قد يتم سحبهم من العراق وموعد ذلك.

ووصف كيسي تعيين المالكي بأنه "خطوة مهمة" وقال ان الامور تمضي في مسارها الى حد كبير بالنسبة له للتوصية بتخفيض عدد القوات.

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 28/نيسان/2006 -29/ربيع الاول/1427