البطالة .. في الخارجية الأمريكية !!

عادل مرزوق الجمري

قد يكون كل ما أنفقته الإدارة الأمريكية على "مشروع الشرق الأوسط الكبير" بالإضافة إلى سلسلة اللقاءات والندوات الدولية والسجالات الدبلوماسية التي أفضت لتعديل المشروع في نسخته الأخيرة المعدلة مجرد إهدار للمال ومضيعة للوقت!!.

لابد أن نلاحظ أن إدارة الرئيس "بوش"، ومنذ بدء دورته الثانية قد سارعت إلى سبات سياسي مذهل، وقد يكون "الداخل" الأمريكي سبباً رئيسياً في هذا السبات الطويل، إلا أن إنطفاء الخارجية الأمريكية عن تفعيل دبلوماسيتها نحو المزيد من الإصلاحات السياسية في الشرق الأوسط يعتبر خيبة أمل للداخل والخارج الأمريكي على حد سواء.

يعتبر خيبة أمل للداخل الأمريكي فأمن الأمريكيين لا يزال "غير مضمون"، المجموعات الإرهابية لا زالت نشطة، وليست حملة المداهمات الأخيرة لقوات الأمن السعودية وإعتقالها لأكثر من أربعين عنصراً مجهزين بالمال والسلاح إلا دلالة هامة على أن الخطر لازال قائماً، وعلى الأمريكيين أن لا ينتظروا أن مشاهدة ضحايا أمريكيين جدد.

وخيبة أمل للخارج، فشتى القوى السياسية كانت قد إستبشرت بمشروع الشرق الأوسط الكبير وما إحتواه من دلالات مشجعة على أن المنطقة برمتها ستكون في زحف لا يتوقف نحو المزيد من الإصلاحات السياسية، إلا أن الولايات المتحدة – وقد يكون الوضع في العراق سبباً في ذلك – تراجعت بما لا يدعو للشك في القيام بما تعهدت به.

ما بين الخيبتين تهديد أخر، فالحزب الجمهوري يكاد أن يفقد بريقه السياسي في الداخل الامريكي، وإذا ما صحت التوقعات فإن مرشحة الحزب الديمقراطي "هيلاري كلينتون" ستكون خصماً قوياً لا يستهان فيه.

وعليه، الجمهوريون مطالبون بصناعة بريق داخلي، وهذا السبات السياسي الأمريكي مدعاة لتقويض الجمهوريين وطموحاتهم في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، وهذا ما يجعل خيبة الخارجية الأمريكية مضاعفة في كل زاوية من زوايا التحليل السياسي.

على السيدة "كونداليزا رايس" أن تزيد من أناقتها السياسية قبال أناقتها في ملابسها، والتي بدأت في الإهتمام بها مؤخراً بطريقة فاضحة!!. فالظاهر لنا أن الدبلوماسية الأمريكية تمر بمرحلة ركود سياسي، وهذا يعود بالدرجة الأولى لمسألة ثقافية بحتة، فالأمريكيون لا يهدرون أوقاتهم ولا يضيعون أموالهم، ولذا، لم يكن مشروع الشرق الأوسط الكبير مجرد تسلية، أو علاجاً مرحلياً لبطالة سياسية مقنعة تعيشها واشنطن.

العديد من البلدان في الشرق الأوسط قطعت شوطاً في المسير نحو الديمقراطية، إلا أنها تحتاج للمزيد من الضغوط، وعلى الإدارة الأمريكية ان تنتهي مما بدأت فيه، فشعوب المنطقة لسيت مجبرة على الإطلاق في أن تصدق أن ما نحن عليها في هذه المنطقة هو سقفنا الأعلى من الديمقراطية والحرية.      

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 27/نيسان/2006 -28/ربيع الاول/1427