
اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاحد ان اي اجراءات قمعية
لن تتخذ بحق النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب بشكل مناسب.
وقال بعد الاعلان عن حملة للشرطة بهذا الخصوص اثارت القلق في صفوف
النساء "ان النساء الايرانيات محترمات (...) لا حاجة للقيام باجراءات
قمعية لنشر ثقافة الحجاب".
واضاف "التأكيد على ان النساء هن وراء مشاكل المجتمع عندما نتحدث عن
الفساد الاجتماعي امر غير عادل". وانتقد الذين يقولون في صفوف
المحافظين ان "تصرف فئة صغيرة من النساء والرجال الذين لا يحترمون كليا
القيم الدينية يعرض للخطر اسس العائلة" في ايران.
واوضح الرئيس الايراني "لا يمكننا ان نحل المشاكل الثقافية بين ليلة
وضحاها (...) للاسف يعتقد البعض ان الحل الوحيد هو التصرف جسديا (ضد
النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب بشكل مناسب) وبناء جدران في الشوارع"
للفصل بين الرجال والنساء.
وتابع قائلا "يجب ان نمنع باي ثمن الاعمال الطائشة والحؤول دون تحول
المسائل الثقافية الى نقاشات ونزاعات سياسية".
وكانت الصحف الايرانية نقلت عن قائد شرطة طهران الجنرال مرتضى طلائي
قوله انه لن تتخذ اجراءات قمعية ضد النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب
بشكل مناسب.
ونقلت صحيفة "ايران" الحكومية عن الجنرال طلائي قوله ان "دورياتنا
ستتحرك ضد النساء والرجال في الشارع الذين يهددون امن المجتمع"
واضاف ان "دورياتنا لن تتدخل في مسالة الحجاب" مشيرا الى انه مع
اقتراب الصيف شكلت الشرطة 50 دورية مؤلفة كل منها من اربعة شرطيين
وشرطيات بدأوا منذ السبت التجوال في شوارع العاصمة.
واوضح الجنرال "اننا نطمئن جميع الناس اننا لا ننوي التحرك ضدهم
(...) سنتحرك ضد اولئك الذين يقومون بازعاج النساء".
وكان قائد الشرطة اعلن الثلاثاءاطلاق حملة جديدة لارغام النساء
الايرانيات على الالتزام بشكل افضل باللباس الاسلامي لا سيما الحجاب
وذلك بعد سلسلة اعتراضات صدرت عن مسؤولين محافظين.
ونقلت وكالة انباء "فارس" التي يسيطر عليها المحافظون عن المسؤول
الايراني قوله "سنتحرك خلال الحملة ضد النساء والشابات اللواتي يرتدين
السراويل القصيرة ويكشفن جزءا من سيقانهن".
واضاف "سنتحرك ايضا ضد النساء اللواتي يضعن مناديل قصيرة على رؤوسهن
واللواتي يرتدين معاطف ضيقة او قصيرة او يسرن مع حيوانات اليفة في
الشارع او في الحدائق" مشيرا الى ان الحملة ستطال ايضا "الاشخاص الذين
يتسببون بازعاج صوتي" من خلال الموسيقى.
واضاف المسؤول في الشرطة ان صانعي المعاطف ومحلات الالبسة النسائية
يجب ان يلتزموا ايضا بهذه التعليمات وان تتوقف عن بيع المعاطف واغطية
الرأس غير الاسلامية.
وينص قانون الجمهورية الاسلامية على وجوب ان ترتدي المراة اما
التشادور التقليدي الذي يغطي الجسد من الراس حتى القدمين واما ان تضع
منديلا مع سروال ومعطف طويل يغطي كل الجسد.
وذكرت الصحف الايرانية ان مسؤولين محافظين نددوا خلال الايام
الاخيرة بعدم التزام النساء باللباس الاسلامي وطلبوا من الشرطة التدخل.
ووجه اعضاء المجلس البلدي في طهران رسالة في هذا الصدد الى قائد
الشرطة.
لكن بعض المحللين قالوا ان الاسلوب الاكثر تساهلا في الحملة هذا
العام قد يكون سببه أن الحكومة لا ترغب في اغضاب أي فئة من السكان في
وقت تتعرض فيه لضغوط دولية متصاعدة بسبب برنامجها النووي.
وقال المحلل السياسي مسعود ميرزاي "يجب ألا تنتهج الحكومة نهجا
متشددا في القضايا الاجتماعية سعيا لارضاء مؤيديها المتشددين."
وأضاف "الحكومة تحتاج الى دعم الشعب بسبب الضغوط الدولية المتزايدة."
وهددت الدول الغربية بالسعي لفرض عقوبات دولية على ايران اذا لم
تستجب للدعوات التي تطالبها بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. ولم تستبعد
الولايات المتحدة العمل العسكري لكن ايران قالت انها لن توقف انشطتها
النووية.
وأصبح تطبيق القوانين الاخلاقية الصارمة التي تحكم ملابس النساء
والموسيقى الغربية والاختلاط بين الجنسين أكثر تساهلا بعد انتخاب
الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي في عام 1997 على أساس برنامج يدعو
للاصلاح الاجتماعي والسياسي.
لكن حتى في عهد خاتمي كانت لا تزال هناك حملات على فترات متقطعة
وتحديدا مع بدء فصل الصيف واعتقل متطوعون اسلاميون وشرطة الاداب الكثير
من الشابات اللاتي لا يلتزمن بالزي الاسلامي.
ومنذ وصول أحمدي نجاد للسلطة بعد أن حقق فوزا ساحقا في الانتخابات
العام الماضي بتأييد من رجال الدين المحافظين والميليشيات الدينية يضغط
المتشددون من أجل فرض قيود أشد على "السلوك المنافي للاخلاق".
وانتخب أحمدي نجاد استنادا الى وعد بالعودة الى قيم الثورة
الاسلامية التي قادها اية الله روح الله الخميني في عام 1979.
وتمتليء شوارع طهران ولاسيما المناطق الراقية بشابات يضعن مساحيق
الوجه بتكلف ويرتدين أغطية للرأس صارخة الالوان لا تكاد تستر شعورهن.
والتزام النساء بالزي الاسلامي أقوى في الاحياء الفقيرة والمناطق
الريفية. |