استمرار مسلسل استهداف الجامعات والجامعيين واليونسكو توجه نداء للتضامن مع رجال الفكر العراقيين

وجهت منظمة ( اليونسكو) الدولية نداء عاجلا للتضامن مع الجامعيين ورجال الفكر العراقيين ،مطالبة بتوفير الحماية لهم.

وقال بيان أصدره المكتب الإعلامي لوزارة الثقافة يوم الأحد:

" تلقت وزارة الثقافة بياناً صحفياً من منظمة اليونسكو ، أعلنت فيه عن تضامنها ومؤازرتها مع الجامعيين ورجال الفكر العراقيين ،مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ التدابير لحمايتهم من العنف."

وأوضح بيان وزارة الثقافة أن مدير عام اليونسكو قال في بيانه " إني أناشد المجتمع الدولي أن يظهر تضامنه مع الجامعيين ورجال الفكر العراقيين ،إذ هم ضحايا حملة عنف شنعاء."

وتابع "فهم يتعرضون الآن إلى حالات من التهديد والإختطاف والإغتيال ، إستهدفت الكثيرين منهم.. لأجل أن يمنعوا من ممارسة عملهم ويفكرون في مغادرة البلاد ،في وقت ثبت فيه أن إلهامهم لا غنى عنه لإعادة بناء العراق."

وأشار البيان إلى تدهور الحالة الأمنية داخل الحرم الجامعي "مما يشوش ظروف عمل الطلبة ،ويقوض جهودهم."

وقال البيان إن " اليونسكو تدرس مقترحات تتعلق بدعم الجامعيين ورجال الفكر العراقيين وحمايتهم ،إذ أن اليونسكو تعهدت أن تعمل كل ما بوسعها لمساعدة العراق على إعادة بناء نظامه التعليمي وتنمية قدراته ،إضافة لمشاركة السلطات العراقية العمل على إنشاء شبكة تضامن دولية بين الجامعات العراقية والأجنبية."

وأضاف " لقد صدر عن المشاركين في مؤتمر جامعة ( وستمينستر ) بالمملكة المتحدة ، الذي إنعقد بتاريخ ( 8) نيسان إبريل الحالي ، نداء وجهوه إلى المنظمات الدولية.. بما فيها اليونسكو ، يناشدونها مد يد المساعدة للجامعيين ورجال الفكر في العراق."

بدورها إستنكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "حوادث التفجيرات الإرهابية" التي طالت الجامعة المستنصرية والمعهد التقني في بغداد يوم الإثنين .

وقال بيان صادر عن الوزارة إن "هذه الأعمال الإرهابية التي إستهدفت ( الجامعة المستنصرية) وعدد من تشكيلات هيئة التعليم التقني في منطقة ( الباب المعظم ) ،إنما تعبر بوضوح عن حقد منفذيها من قوى الغدر والظلام ،على حاضر العراق ومستقبله."

وأشار البيان إلى أن تلك التفجيرات " أسفرت حصيلتها الأولية عن إستشهاد ثلاثة من طلاب الجامعة.. وإصابة العشرات من الضحايا الأبرياء من منتسبي كليات ومعاهد الجامعة وهيئة التعليم التقني ،فضلاً عما سببته من خسائر مادية جسيمة."

وذكر بيان وزارة التعليم العالي أن " إستهداف المؤسسات الأكاديمية برغم ما لها من حرمة ودور تنويري وريادي في المجتمع ،وكونها ملكا للعراقيين أجمع وملاذاً لهم من براثن الجهل والتخلف.. وبرغم حرص الوزارة على النأي بها عن الصراعات والتجاذبات بأشكالها كافة."

وتابع ".. فإنما يؤكد ضرورة تصدي القوى الخيرة في المجتمع والدولة لهذه القوى الباغية التي تحاول بث سموم الفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد الموحد بهمة الغيارى والشرفاء من أبناء الوطن."

وشدد المصدر على أن هذه الأعمال " لا يمكن أن تنال من همة أو عزيمة منتسبي التعليم العالي ،أو تثنيهم عن أداء دورهم العلمي والتربوي الرائد ورسالتهم النبيلة."

ودعا البيان أن " يتغمد الله العزيز الجليل شهداء التعليم العالي والعراق بواسع رحمته ، ويسكنهم فسيح جناته ،ويلهم أهلهم وذويهم وزملاءهم الصبر والسلوان."

هذا وكان الدكتور سامي المظفر وزير التعليم العالي والبحث والعلمي قد أعلن سابقا أن 92 أستاذاً جامعياً قتلوا فيما غادر نحو 300 آخرين البلاد منذ سقوط النظام السابق في نيسان 2003 ، مشيرا بالمقابل إلى أن الوزارة عينت خمسة آلاف أستاذ في كل الاختصاصات للمدة نفسها.

وقال الوزير إن " الوزارة والجامعات العراقية قدمت تضحيات كبيرة تمثلت باستشهاد 92 أستاذاً جامعياً منذ نيسان عام 2003."

وتابع أن " نحو 300 من الكفاءات العراقية تركت المجال التدريسي وغادرت العراق بصورة رسمية للمدة نفسها، نتيجة للضغوط الأمنية التي تعرضوا لها."

وزاد أن "الوزارة عينت خلال هذه المدة أكثر من 5000 من الكفاءات العلمية المتقدمة في جميع الاختصاصات، فضلا عن استقطابها عددا لا بأس به من الملاكات العلمية العراقية المتواجدة في الخارج بعد توفير الأجواء العلمية والمعاشية المناسبة لهم".

وفي وقت سابق كانت مصادر الشرطة قد أعلنت أن مسلحين «مجهولين» فتحوا النار على سيارة يستقلها أربعة أساتذة جامعيين فقتلوا ثلاثة منهم، بينهم امرأة، بينما اصيب الرابع بجروح خطيرة جنوب بعقوبة. وأوضحت المصادر أن «الحادث وقع في منطقة خان بني سعد» (51 كيلومتراً جنوب بعقوبة). وبين الضحايا رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية في جامعة ديالى وزوجته التي تعمل هي الأخرى أستاذة جامعية.

وكانت رابطة الاساتذة الجامعيين في بغداد قد أعلنت الشهر الماضي أن عدد الاساتذة الجامعيين الذين اغتيلوا في العراق ومنذ نيسان ابريل من العام 2003 بلغ أكثر من 150 شخصا اكثرهم من حملة شهادة الدكتوراه.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 25/نيسان/2006 -26/ربيع الاول/1427