أمريكا ترحب بانفراج مأزق تشكيل الحكومة في العراق وتعتبره خطوة كبيرة على طريق النصر

رحبت الولايات المتحدة يوم السبت بانفراجة للمأزق السياسي في العراق وقالت ان السياسي الشيعي الذي اختير لرئاسة حكومة جديدة شخص يمكن لواشنطن ان تعمل معه.

وبعد أشهر من العنف المتصاعد والمشاحنات السياسية كلف الرئيس العراقي جلال الطالباني السياسي الشيعي جواد المالكي برئاسة أول حكومة للعراق لولاية كاملة منذ أن غزت الولايات المتحدة البلاد في مارس اذار 2003 وأطاحت بصدام حسين.

ووصفت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الاعلان عن تكليف المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة بأنه "علامة هامة" على الطريق.

وقالت للصحفيين "هذا يوم طيب للعراق. ويوم مهم للعراق."

وأضافت قائلة في إشارة الى المالكي "هذا شخص يمكن أن نعمل معه ونحن نتطلع للعمل معه."

وكانت رايس قد ذهبت بنفسها الى العراق في وقت سابق من هذا الشهر لمحاولة إنهاء المأزق.

وأثناء زيارتها أوضحت رايس أن صبر الولايات المتحدة يوشك أن ينفد فيما ألقت واشنطن باللوم على الفراغ السياسي في اذكاء العنف الطائفي الذي تدهور بعد تفجير مزار ديني شيعي في فبراير شباط الماضي.

ومع تدني شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش واقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني تأمل ادارة بوش ان تؤدي حكومة وحدة تجمع الشيعة والعرب السنة والاكراد الى زيادة الاستقرار وتمكينها من البدء في إعادة قواتها في العراق التي يبلغ عددها أكثر من 130 ألف جندي.

وسُئلت رايس عن وجود القوات الأمريكية فلم تشر الى موعد محتمل لإعادتها لكنها قالت ان الولايات المتحدة ستواصل دعم تدريب قوات الامن العراقية.

وأضافت قائلة "الزعماء العراقيون الذين تحدثت معهم... يتطلعون في شغف الى اليوم الذي يمكنهم فيه ان يقوموا بهذه المهمة بأنفسهم وهو ما نتطلع اليه ايضا لكنهم يدركون انهم لم يصلوا بعد الى تلك المرحلة."

ودعا السناتور الديمقراطي جون كيري الذي خسر انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2000 ادارة بوش الى العمل مع رئيس الوزراء العراقي الجديد لوضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية العام الحالي.

وقال كيري في كلمة في بوسطن "مثلما حدث في فيتنام فاننا بقينا وحاربنا وموتا حتى على الرغم من أننا نعتقد أن الوقت كان قد حان لان نرحل."

ومضى قائلا "نصف اعضاء القوات المسلحة في القوائم المدونة على سور فيتنام التذكاري توفوا بعد أن أدرك زعماء امريكا ان استراتيجيتنا لن تنجح. كان تصرفا غير أخلاقي في ذلك الوقت وسيكون غير اخلاقي الان أن نتورط في نفس الخداع."

وأشادت رايس بالمالكي الذي لم تلتق به حتى الان ووصفته بانه شخصية قوية قادرة على العمل بكفاءة ووصفته بانه عراقي وطني مهتم بسيادة بلاده.

وأمام المالكي وهو مسؤول بأقدم حزب اسلامي في العراق مهلة تستمر شهرا لتشكيل مجلس وزراء وتقديمه الى اقتراع في البرلمان. وهو يسعى لان ينفض عنه صورته كشيعي متشدد ويقدم نفسه على أنه رجل قادر على توحيد الشيعة والعرب والسنة والاكراد.

وقالت رايس انه ما زال هناك الكثير من العمل لاختيار باقي اعضاء مجلس الوزراء وانه سيتعين على الحكومة الجديدة ان تعالج الوضع الامني خصوصا في بغداد.

وأضافت قائلة "انها قائمة طويلة لكن من الواضح أن الوضع الأمني سيكون في مقدمة الأولويات."

وقالت ان أولوية أخرى ستكون لتشكيل وزارة للداخلية تحظى بثقة الشعب العراقي ويعمل بها اناس على أسس غير طائفية. وتعرضت وزارة الداخلية لاتهامات باذكاء العنف الطائفي الذي وصل الى ذروته في الأشهر القليلة الماضية.

وقالت ان كيفية اندماج الجماعات المسلحة في الجيش العراقي هي مسألة سيجري مناقشتها فيما بعد.

وقالت رايس "أخيرا سيكون هناك حكومة عراقية دائمة."

واضافت أنها لم تلتق شخصيا بالملكي لكن من المعتقد انه شخصية قوية قادرة على العمل بكفاءة. ووصفته بانه "عراقي وطني" مهتم بسيادة العراق.

وأمام المالكي وهو مسؤول بأقدم حزب اسلامي في العراق مهلة تستمر شهرا لتشكيل مجلس وزراء وتقديمه الى اقتراع في البرلمان. وهو يسعى لان ينفض عنه صورته كشيعي متشدد ويقدم نفسه على أنه رجل قادر على توحيد الشيعة والعرب والسنة والاكراد.

وقالت رايس انه ما زال هناك الكثير من العمل لاختيار باقي أعضاء مجلس الوزراء وانه سيتعين على الحكومة الجديدة ان تعالج الوضع الأمني خصوصا في بغداد.

وأضافت قائلة "انها قائمة طويلة لكن من الواضح أن الوضع الأمني سيكون في مقدمة الأولويات."

وقالت ان أولوية أخرى ستكون لتشكيل وزارة للداخلية تحظى بثقة الشعب العراقي ويعمل بها أناس على أسس غير طائفية. وتعرضت وزارة الداخلية لاتهامات باذكاء العنف الطائفي الذي وصل الى ذروته في الأشهر القليلة الماضية.

وقالت رايس ان الولايات المتحدة ستعمل جاهدة لضمان ان تصبح الوزارات العراقية أكثر كفاءة وأن يبقى انتاج النفط عند مستوى يمكنه أن يدعم حاجات الميزانية للحكومة الجديدة.

بدوره دعا السفير الامريكي لدى العراق الذي كان قوة ضاغطة على السياسيين لكسر الجمود بشأن تشكيل حكومة جديدة جواد المالكي رئيس الوزراء المكلف الى اختيار وزراء أقوياء وأكفاء يستطيعون توحيد الشعب العراقي.

وقال زلماي خليل زاد الذي تحدث فور تكليف الرئيس العراقي جلال الطالباني للمالكي بتشكيل حكومة وحدة وطنية ان هذه الخطوة حاسمة لإنهاء عمليات إراقة الدماء التي تجتاح البلاد والسماح للقوات الامريكية بالعودة الى أرض الوطن.

وأبلغ خليل زاد مؤتمرا صحفيا "نعتقد أن من المهم ان يكون من يتم اختيارهم ... وزراء أكفاء واقوياء ينزعون لتوحيد (الامة) ويستطيعون كسب ثقة الشعب العراقي."

وقال "بحثت هذه القضية مع القادة العراقيين". وأضاف انه التقى مع المالكي يوم الجمعة عندما أعلن الائتلاف الشيعي ترشيحه كما التقى به مرة أخرى يوم السبت.

وتابع خليل زاد "مع تشكيل حكومة وحدة وطنية وبرنامج جيد ووزراء أكفاء سيوضع العراق على الطريق الصحيح وسوف يتحسن المناخ الامني مع مرور الوقت."

ويتهم الزعماء العرب السنة وزارة الداخلية التي يقودها الشيعة بادارة فرق إعدام تستهدف السنة. وينفي الشيعة غض الطرف عن تشكيل فرق إعدام.

وقال خليل زاد ان تزايد قدرة العراق على ضمان أمنه سوف يسمح للولايات المتحدة بخفض مستويات قواتها ولكنه لم يضع جدولا زمنيا لذلك.

ومع تصاعد أعمال العنف الطائفي بين الشيعة والاقلية السنية بعد تفجير مزار شيعي في فبراير شباط قاد خليل زاد ضغوطا أمريكية علنية بشكل متزايد لدفع الزعماء العراقيين الى تشكيل حكومة تضم الطائفتين اضافة الى الاكراد.

وينظر الى هذا التحالف الذي يضم أطياف الشعب العراقي كأفضل وسيلة لتخفيف حدة التوتر وتجنب الانزلاق الى حرب أهلية شاملة.

واشاد الرئيس الاميركي جورج بوش السبت بتعيين رئيس وزراء جديد في العراق معتبرا ان التقدم الحاصل في تشكيل حكومة جديدة من شأنه ان "يجعل اميركا اكثر امانا".

وقال بوش ان "الاتفاق يعكس ارادة الشعب العراقي الذي تحدى الارهابيين بتصويته لاختيار الرجال والنساء الذين سيدفعون الامة الى الامام". واضاف ان "هذا الهدف التاريخي الذي تحقق بفضل عزم العراقيين سيجعل اميركا اكثر امانا".

وكان البرلمان العراقي الجديد وافق السبت على تعيين جواد المالكي رئيسا جديدا للوزراء لتشكيل حكومة خلال مهلة ثلاثين يوما.

ووصف بوش الاتفاق حول المالكي بانه "خطوة كبيرة على طريق النصر" واشار الى ان الحكومة الجديدة ستتمتع بسلطة دستورية كاملة لم تكن تتمتع بها الحكومة الانتقالية السابقة بالاضافة الى تفويض شعبي للتصدي "للتحديات الاقسى على المدى الطويل" في البلاد وخصوصا استمرار اعمال العنف في العراق. واوضح "ستكون امام الحكومة الجديدة مسؤولية نشر القوة المتصاعدة لقوات الامن العراقية من اجل دحر الارهابيين والمتمردين والسيطرة على الميليشيات".

وقال الرئيس الاميركي ايضا ان "الحكومة الجديدة ستتحمل المسؤولية المتصاعدة للامن في بلدها. وبقدر ما سيتم تعزيز القوات العراقية بقدر ما ستتخلى القوات الاميركية عن هذا الدور". واكد ان "العراقيين اظهروا للعالم ان الديموقراطية تستحق ان ننتظرها وان الحرية تستحق التضحية من اجلها".

في لندن اشادت بريطانيا مساء السبت بالاعلان عن الاتفاق الذي توصلت اليه مختلف الاحزاب السياسية العراقية لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيعي جواد المالكي.

وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو "اشيد بالطلب الذي تقدم به مجلس الرئاسة لجواد المالكي رئيس الوزراء المقبل في العراق لتشكيل حكومة". واضاف سترو في بيان نشرته وزارة الخارجية في لندن "امل ان يساعد هذا الاجراء على تشكيل ادارة جديدة تكون قادرة على مواجهة المشاكل العديدة الصعبة التي يواجهها العراق". واوضح "لا يشك احد ان السنوات الاربع المقبلة ستكون قاسية ولكن يمكن للادارة الجديدة ان تتأكد ان بريطانيا ستكون صديقة وحليفة قوية".

كما هنأ سترو جلال طالباني على اعادة انتخابه رئيسا للعراق.

في طوكيو رحبت اليابان الاحد بقرار تكليف رئيس وزراء جديد في العراق تشكيل الحكومة ووصفت ذلك بانه "خطوة كبيرة" على طريق تشكيل حكومة عراقية جديدة في البلد المضطرب.

وجاء في تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية يوشينوري كاتوري "نامل في ان تشكل حكومة جديدة مستقرة في اقرب وقت ممكن".

في سيدني اشاد رئيس وزراء استراليا جون هاورد الاحد بتكليف جواد المالكي بتشكيل حكومة جديدة في العراق واكد على ضرورة ان يشكل حكومة وحدة وطنية.

وقال هاورد في بيان له "ارحب بالانباء بان الرئيس العراقي الذي اعيد انتخابه جلال طالباني كلف جواد المالكي تشكيل حكومة". واضاف "ان الوضع الامني في العراق يجعل من الحتمي ان تكون الحكومة التي سيشكلها المالكي الان حكومة وحدة وطنية". وتابع "يجب ان يتولى الاكراد والسنة مناصب مهمة (في الحكومة) الى جانب الاغلبية الشيعية".

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 24/نيسان/2006 -25/ربيع الاول/1427