23 نيسان اليوم العالمي للكتاب وحقوق التاليف والنشر فرصة للتشجيع على القراءة

يعيش الكتاب اليوم وسط اجواء تنافسية قوية مع الوسائل التكنولوجية الحديثة من شبكة الانترنت والاجهزة المرئية والمسموعة والاقمار الاصطناعية المختلفة مما ادى الى انخفاض الاقبال على القراءة في عصر السرعة.

لذا رات منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اثناء انعقاد المؤتمر العام للمنظمة عام 1995 بباريس اختيار يوم 23 من ابريل ليكون اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف كتعبير عن تقديرها للكتاب وللمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة واحترام حقوق الكتابة عبر تخصيص هذا اليوم في السنة لابراز اهمية القراءة ودورها في نشر المعرفة.

وحول هذه المناسبة قال استاذ قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية الاساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور فهد اللميع لوكالة (كونا) ان الكتاب والقراءة هما عصب الحياة وسرها واصل الحضارة الانسانية ونموها وتطورها فمن منابع الخير للانسان المسلم انه يؤجر على قراءة القران الكريم وكل حرف يقراه بعشر حسنات.

واضاف ان تاريخ حضارات الامم سواء في الماضي او الحاضر مقرون بالاهتمام بالعلم والعلماء (الكتاب والقراءة) فالكتاب يمثل العلم والعلماء يمثلون القراءة.

واوضح اللميع ان العالم العربي يعيش اليوم ازمات كثيرة ومتنوعة اثرت تاثيرا سلبيا في الذات العربية والاسلامية واهمها ازمة العزوف عن القراءة والتي ترجع الى عوامل مختلفة منها العوامل الاجتماعية او ما يسمى بالجو الاجتماعي العام الذي لا يهتم بالقراءة وانشغال الناس بالحياة المادية ومتطلباتها.

وبين ان هناك دور كبير للعامل الاقتصادي في هذه الازمة والمقصود بها اسعار الكتب التي فيها غلاء واضح والتي ربما خلقت سببا في عدم الاهتمام بشراء واقتناء الكتب الى جانب عصر الفضائيات الذي ساهم بشكل كبير في هذه الازمة خاصة في المجتمعات العربية.

وذكر ان من العوامل التي ساعدت على قلة الاقبال على القراءة ايضا هي جودة الكتب حيث ان كثير ممن يهتمون بالنشر لا يهتمون بالجودة وانما بقدر ما يدره هذا الكتاب من ارباح للمؤلف ودور النشر لذا يعيش المثقفون في ازمة حقيقية مع نوعية هذه الكتب.

وافاد اللميع ان دور المدرسة يبقى مسالة جدلية في هذه الازمة وهي مرتبطة ايجابا وسلبا بالعوامل المذكورة سابقا ففي التعليم يتعلم الشاب القراءة وهي من المهارات الاساسية بالتعليم الاساسي (المرحلة الابتدائية) الا ان النظرة الى القراءة يجب ان لا تكون فقط لاجتياز المراحل الدراسية فهي نظرة قاصرة اذ يكون حاجز يصعب اجتيازه في نمو المجتمع ورقي افراده.

-واكد اللميع اهمية ان يكون كل كتاب ينشر عاملا ايجابيا مساعدا في نمو الشخصية خاصة في التوجهات الفكرية والعقلية مبينا ان المفاهيم الدراسية التي تحتويها الكتب المدرسية يجب ان تكون عامل يخلق الدافعية لمواصلة القراءة وان تحاكي اهتمامات التلاميذ وواقعهم النفسي والاجتماعي.

واشار الى ان لتحقيق ذلك يوجب على المدرسة ان تهيا لجميع الطلبة اثناء اليوم المدرسي الفرص المناسبة للقراءة الاضافية.

من جهته قال الباحث في التراث الكويتي والذي اعد مجموعة من المؤلفات صالح خالد المسباح في لقاء مماثل مع (كونا) ان الامثال تناولت اهمية الكتاب والتي منها "وخير جليس في الانام الكتاب" وقال الشاعر"ولم اجد لي وافيا الا كتاب".

وبين المسباح ان البيت الذي يتربى به الفرد ويرى فيه القدوة من الاباء او الامهات او الاخوة من خلال حبهم للقراءة والاطلاع والتزود بالعلم الى جانب اشباع رغبة الاطفال في سماع القصص من حكايات البطولة والفروسية والتشويق سوف ينمي حب الطفل للكتاب والاستماع الى القصص باستمرار.

واضاف ان القراءة ترفع من سمات الشخصية للفرد وتعلو بها كما يكون لديه حصيلة علمية وادبية وتاريخية واسعة يفيد بها نفسه والاخرين لذا لابد من التشجيع المتواصل وتسليط الاضواء اعلاميا على المكتبات والكتاب والمؤلفين والمؤرخين والباحثين مع اقامة جولات للطلبة الى المطابع لمعرفة كيفية طباعة الكتاب ليشعر بدورة الكتاب من الفكرة والورقة والقلم الى ان تتحول الى كتاب يقرا ويباع في الاسواق .

واوضح ان حقوق التاليف بحاجة الى متابعة وتعريف للجمهور حيث تكون احيانا مخترقة ومتعدية لحقوق الاخرين من خلال سرقة جهود المؤلفين دون الايعاز للمرجع مشيرا الى ان المؤلف يطمح ان يجد لكتابه طريقا للجميع سواء من خلال المكتبات العامة والتجارية ومعارض الكتب بالاضافة الى التشجيع من مؤسسات الدولة ومساعدته في عملية الطباعة والتسويق.

وفي ختام حديثه شدد المسباح على ضرورة ان يباع الكتاب بسعر مخفض للشباب وطلاب المدارس كي يقبلوا على القراءة الى جانب اقامة معرض دائم في الكويت تحت اسم "معرض الكتاب الكويتي".

يذكر ان منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اختارت هذا اليوم لانه ذات اليوم الذي توفى به الاديبان العالميان شكسبير وسرفانتس كما شهد ذات اليوم ولادة او وفاة عدد من المؤلفين المشهورين مثل فلاديمير ناباكوف وموريس دروان وغيرهم.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 23/نيسان/2006 -24/ربيع الاول/1427