من مكتبة النبأ: السياسات المقارنة في وقتنا الحاضر

الكتاب: السياسات المقارنة في وقتنا الحاضر نظرة عالمية

المؤلفون: جابرييل إيه. آلموند جي. بنجهام باويل الابن

المترجم: هشام عبد الله

مراجعة: سمير نصّار

الناشر: الدار الأهلية للنشر والتوزيع

(عمان – الأردن)

الأوليات: الطبعة الأولى 1998م

(1043) صفحة من القطع الكبير

(... نتيجة للتراجع التاريخي في الهيمنة الأمريكية خلال العقود الماضية، والتزايد السريع في اعتماد دول العالم على بعضها البعض، فإننا بحاجة الآن إلى وضع الولايات المتحدة في منظور يتضمن بشكل واضح، أُمماً وثقافات أخرى واستخدام مقاييس موحدة في تحليلها. وبالمثل فإن إضافة اليابان إلى قائمة دراستنا عن البلدان، يطلعنا على حالة الديمقراطية متقدمة لديها اقتصاد من أقوى الاقتصاديات في العالم، ارتفعت بسرعة من أصول ثقافية وتاريخية تختلف اختلافاً كلياً عن العالم الغربي، ولها نموذجها الخاص من الثقافة السياسية للديمقراطية، والمؤسسات السياسية، وطريقتها الخاصة في تغيير القيم والتحول).

نطالع في (مقدمة) الكتاب:

... العمل بمجمله يأخذ في حسابه الطرق التي تغيرّ بها العالم السياسي خلال السنوات القليلة الحاسمة التي انقضت... فالاتجاه الرئيسي لمواضيع السياسات المقارنة في التسعينات هو التغيير، والانتقال، والتحوّل، إضافة إلى تحرير الاقتصاد والتوجه الديمقراطي. وقد بدأ التحول في أواسط السبعينيات بإنهيار الأنظمة السلطوية في جنوب أوروبا – اليونان، والبرتغال، وإسبانيا، وعودة الأنظمة الديمقراطية إليها. وهي العملية التي امتدت إلى أمريكا اللاتينية – الأرجنتين، والبرازيل، والتشيلي، ودول أخرى، وإلى شرق آسيا – كوريا الجنوبية، وتايوان، والفلبين، وبعدها، وبشكل أكثر درامية من أي مكان آخر، بدأت دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي في التغيير، متنقلة بخطوات متباينة إلى الحكم الديمقراطي واقتصاد السوق.

... يبدو أن التوجه الديمقراطي الناجح قد جاء نتيجة أزمة اقتصادية أضعفت الثقة في الفئات الحاكمة، مع إستراتيجية معتدلة للتحول الديمقراطي مقترنة بالمساومة لإيجاد نوع من التوافق بين النخب المستبدة بالحكم والحركات المناوئة لها. أما في دول أمريكا اللاتينية فقد سهلت هذه الإستراتيجية التوفيقية التحول إلى الديمقراطية أكثر مما ساعدت على تحرير اقتصادياتها... وتشكّل المكسيك حالة مهمة ومعاكسة لهذا الوضع... فقد مارست تحريراً ملموساً لاقتصادها وتوجهاً أقل نحو الديمقراطية.

ونطالع في الجزء الأول فقرة (تمهيد) وضمن الفصل الأول (دراسة السياسات المقارنة) الذي يليه تعريف (أليكس دي توكفيل): (من دون إجراء المقارنات لن يعرف العقل سبيله):

تبين... هذه العبارة المقتبسة عن الفيلسوف الاجتماعي الفرنسي (دي توكفيل) أن المقارنة شيء أساسي للفكر البشري، علاوة على أنها جوهر المنهج العلمي فمقارنة ماضي أمتنا وحاضرها، ومقارنة تجاربنا بتجارب الأمم الأخرى يعمق من رؤيتنا لمؤسساتنا الخاصة، ويتيح لنا تفحص سياسات المجتمعات الأخرى رؤية مدى أوسع من البدائل السياسية ويلقي الضوء على فضائل حياتنا السياسية وعيوبها. وبإخراجنا من شبكة المسلّمات والترتيبات المألوفة التي اعتمدنا العمل من خلالها، فإن التحليلات المقارنة تساعدنا على توسيع وعينا للإمكانات الكامنة في السياسة.

كما تساعد التحليلات السياسية المقارنة على تطوير التفسيرات واختبار النظريات الخاصة بالطريقة التي تتم بها العمليات السياسية... إن العالم السياسي لا يستطيع أن يصمم تجارب يتفحص من خلالها الترتيبات السياسية ويراقب النتائج... قبل ألفي عام استعرض أرسطو في كتابه (السياسة) البنى الاقتصادية والاجتماعية للعديد من دول المدن اليونانية في مسعى لمعرفة كيف تؤثر البيئة الاجتماعية والاقتصادية على المؤسسات والسياسات.

ثم نطالع في الفصل الثاني (بيئة النظام السياسي):

تساهم البيئات المحلية والدولية للأمم في تشكيل مواضيع سياساتها وتواجه هذه البيئات الأنظمة السياسية بمجموعة من المشاكل مثل البطالة، التضخم، والنمو الاقتصادي، والصراعات العرقية، والتهديدات الخارجية، قد تكون المصادر المتاحة كافية بطريقة ما لمعالجة هذه المشاكل.

وكذلك نطالع في الفصل الثالث (التأهيل السياسي والثقافة السياسية):

اعتدنا على استخدام تعبير التأهيل الاجتماعي للإنارة إلى الطريقة التي يتعرّف بها أطفالنا على قيم وتوجهات مجتمعهم والتأهيل السياسي هو جزء من هذه العملية التي تعطي التوجهات السياسية شكلها. ويكتسب معظم الأطفال أنماطاً سلوكية وتوجهات سياسية أولية، إلا أنها مميزة، من مرحلة مبكرة نسبياً من حياتهم. وقد تتبلور بعض هذه التوجهات أو يعاد النظر فيها. ويبقى القسم الآخر جزءاً من الذات السياسية للفرد طيلة العمر.

وأيضاً نقرأ في الفصل الرابع (التوظيف السياسي والبنية السياسية):

البنى السياسية هي الطرق المنظمة التي ينجز الناس نشاطاتهم السياسية عن طريقها. وأكثر البنى السياسية وضوحاً هي المؤسسات السياسية المألوفة، مثل الأحزاب، والانتخابات، والهيئات التشريعية والتنفيذية، والدوائر الحكومية.

ومما نطالع في الفصل الثامن (السياسة العامة):

خلال القرن الماضي تحوّلت الدول الغربية من أنظمة الحكم السلطوية أو الأوليغركية مع حق اقتراع محدود إلى الأنظمة الديمقراطية. وتزايد استخدام سلطة الدولة لتلبية احتياجات الناس ومطالبهم. وأنتجت العملية السياسية الديمقراطية دولة الرفاه.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 22/نيسان/2006 -23/ربيع الاول/1427