عدد أعضاء مجلس النواب العراقي هو275 نائبا موزعين على 12 کيانا
فائزاً في الانتخابات الأخيرة وبينهم 70 امرأة.
إذن المرأة العراقية تتصدر أكثر من ربع المقاعد البرلمانية وهذا عدد
ليس بالقليل وهومن بركات الديمقراطية العراقية الفتية التي باتت على
قاب قوسين اوأدنى من الشلل فالموت المحتم، وبلغة الأرقام ومنطق الأعداد
أيضا:
عدد المقاعد التي تتصدرها المرأة في مجلس النواب العراقي الجديد لا
تقل عن عدد المقاعد التي حصلت عليها كل من الكتل الـ 12 الفائزة عدا
كتلة واحدة... نعم واحدة فقط وهي أكبر الكتل البرلمانية اي الائتلاف
العراقي الموحد الذي فاز بـ 128 مقعدا أي بتقدم 58 مقعدا فقط لصالح
الائتلاف... أجل عدد المقاعد التي حصدتها المرأة في مجلس النواب
العراقي الجديد أكثر بـ 17 مقعدا مما فاز به التحالف الكردستاني
وهوثاني كتلة برلمانية حجما، وهوأكثر بـ 26 مقعدا مما فازت به جبهة
التوافق العراقية وهوثالث كتلة برلمانية حجما، وهوأكثر بـ 26 مقعدا
مما فازت به جبهة التوافق العراقية الكتلة البرلمانية الرابعة حجما،
وهوأكثر بـ 45 مقعدا مما فازت به القائمة العراقية الوطنية الكتلة
البرلمانية الخامسةحجما
وهوأكثر بـ 59 مقعدا مما فازت به الجبهة العراقية للحوار الوطني
الكتلة البرلمانية السادسة حجما وهوأكثر بـ 65 مقعدا مما فاز به
الاتحاد الاسلامي الكردستاني الكتلة البرلمانية السابعة وهوأكثر بـ 67
مقعدا مما فازت به كتلة المصالحة والتحرير الكتلة البرلمانية الثامنة
وهوأكثر بـ 68 مقعدا مما فازت به قائمة الرساليون الكتلة البرلمانية
التاسعة وهوأكثر بـ 69 مقعدا مما فازت به كل من القوائم والكتل
الباقية أي: الجبهة التركمانية العراقية وقائمة الرافدين المسيحية
وقائمة الامة العراقية والحركة الازيدية.
طبعا الأعداد المذكورة تقريبية لأن البرلمانيات العراقيات الـ 70
موزعات على القوائم الفائزة الـ 12 المذكورة نفسها لكن التقدم واضح
وكبير ولا يضر لوكتب الله لهذه الإستغاثة إستجابة من قبل البرلمانيات
العراقيات
لتكون قدوة للرجال وأسوة لنساء العالم في الإيثار والدفاع عن الحرية
والديمقراطية والقيم والمبادئ العالمية وكما عودتنا دائما فهي الرمز
والمثل الأعلى في العطاء اللامحدود في ساحات المسؤولية والعمل والأسرة
كأم وزوجة وشقيقة.
أتصور أن الديمقراطية الدستورية العراقية التي دفع الشعب ثمنها بعد
ديكتاتورية طويلة وطويلة جدا باتت في خطر كبير من الشلل الذي فرض نفسه
في كل مكان جراء الإنسداد الذي وصلت إليه مفاوضات تشكيل الحكومة
العقيمة الطائفية التوافقية المتخالفة مع الدستور في اكثر الأحيان
ويمكن للبرلمانيات العراقيات أن يحسمن النزاع التعيس المرهق المقزقز
الذي لا يتقدم الى الأمام خطوة إلا ويتراجع 1000 خطوة الى الوراء.
وهلْ هناك من هوأولى منهن بالدفاع عن الديمقراطية ؟
أبدا لأن المرأة العراقية هي التي دفعت القسط الأكبر من التضحيات في
ظل مأسي النظام السابق، وهي مازالت كذلك في ظل الإرهاب والتهجير
والحقوق المهدورة منذ عهود وعهود، وهي ستفقد اليسير مما حققته في فجر
العراق الجديد وتعاني أكثر إذا سمحت لما يسمى بالحرب الأهلية أن تقوم
في العراق المثخن بالجراح، اوسمحت للديمقراطية الدستورية العراقية أن
تـُذبـح بأسم اللوي جركه اومجلس الأمن الوطني اوحكومة الوحدة الوطنية
اوحكومة الإنقاذ الوطني والحبل على الجرار فالإبداع والإبتكار متواصل
على قدم وساق وليل نهار وليت كل ذلك الإبداع والإبتكار والإختراع يجير
لحماية الديمقراطية الفتية وتقديس الدستور وتسريع تشكيل حكومة فاعلة
مستقرة غير منقسمة مع معارضة قوية برلمانية مدعومة مسلطة كالسيف على
رقبة الحكومة والمسؤولين وكل ذلك في إطار المتاح دستوريا وديمقراطيا.
الطريق الى الحسم
انه طريق صعب وشائك لكن المسؤولية كبيرة وإستثنائية والمخاطر
المحدقة كبيرة وكثيرة وباتت معروفة للجميع، وهذا العدد الكبير المبارك
من المقاعد للبرلمانيات العراقيات يجعل مسؤوليتهن أكبر وأكبر في ظل
العجز المتواصل المتنامي على طريق تشكيل اول حكومة عراقية دائمة طبقا
للدستور والإستحقاق الإنتخابي وبما يكرس ويأصل الوحدة الوطنية.
والإستغاثة تتلخص بـتفكير البرلمانيات العراقيات في بنود نداء
الإستنجاد التالية:
1- بعد إنجاز المقدمات والمشاورات الضرورية اللازمة البدء بالتلويح
بتشكيل كتلة برلمانية موحدة بأجنحة داخلية متعددة داخل البرلمان
العراقي الجديد تضم جميع البرلمانيات العراقيات في صف مرصوص واحد
لتسريع تشكيل الحكومة الدائمة المستقرة الفاعلة ذات المعارضة الأكثر
دقة وفاعلية بسلاسة وشفافية على طريق الدفاع عن الديمقراطية الدستورية
العراقية الفتية المهددة والتي لا بديل عنها لضمان حقوق المراة بصورة
مستدامة.
2- توجيه إنذار نهائي يتضمن مهلة زمنية محددة ومحدودة الى زعماء
الكتل البرلمانية لحل أزمة تشكيل الحكومة حلا ديمقراطيا دستوريا في
الأطر المتقدمة بعده يصار الى الإنفصال عن الكتل البرلمانية المذكورة
للعمل في إطاركتلة المرأة العراقية المستقلة والتحرك سريعا الى معالجة
المسائل المرتبطة بتحويل الكتلة المذكورة الى كيان مستقل وقائم بذاته
يمكنه ان يدخل الإنتخابات القادمة ويحصد مقاعده البرلمانية بنفسه دون
منة اومساومة.
انها فكرة تستحق الدراسة والإنضاج لتقلب الموازين غير النظيفة رأسا
على عقب وتحدث زلزالا في العالم وتصدر مثالا وقدوة جديدة الى العالم
كله ومن المرأة العراقية التي سجلت أرقاما قياسية عالمية في الصبر
والتحمل والتضحية والكفاح من أجل الحرية والكرامة والتقدم.
وإذا حدث ذلك الإنفصال فيصبح عدد الكيانات الفائزة 13 كيانا وتصبح
كتلة المرأة العراقية المستقلة هي الكتلة الثانية الأكبر في البرلمان
العراقي الجديد بعد كتلة الائتلاف العراقي الموحد ومن المحتمل جدا أن
تدفع مجموعة اخرى من البرلمانيين العراقيين الى إنتهاج نفس الطريق
لتجاوز الأزمة المستعصية فمنذ 3 أسابيع تقريبا نقلت مصادر وثيقة
الاتصال بمجلس النواب العراقي أن هناك بوادر إنقلاب بين عدد من الأعضاء،
الذين يمثلون قوائم مختلفة، على زعماء الكتل البرلمانية.وأضافت هذه
المصادر "هؤلاء الأعضاء أمهلوا زعمائهم فترة يومين لتعديل مواقفهم
وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، بعيدا عن التصريحات الإعلامية، تقود
البلاد للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد".وأشارت الى "أن النواب
المتمردين بلغ عددهم لحد الآن 16 نائبا، قابل للزيادة، أعلنوا بأنهم
مستغربون بان ما يطرح خلال جلسات الزعماء السياسيين المغلقة حول مساع
تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي يجب ان تضم جميع أطياف وألوان الشعب
العراقي، لا يتطابق مع ما يتم الاعلان عنه إعلاميا".وأوضحت المصادر "أن
هؤلاء الأعضاء لا يعدون تصرفهم بمثابة حركة تمرد، الا انهم يسعون
لإيقاف المشاورات التي وصفوها بالهزيلة والتي لن تنجح في تشكيل سوى
حكومة لا تمثل طموحات البلاد بعد اكتشافهم ان المشاورات التي تجري بين
الزعامات السياسية لا تتعدى كونها جلسات مجاملة ومآدب طعام ومحاصصات
طائفية للمناصب، ولا تتطابق مع التصريحات الإعلامية التي يدلون بها
لوسائل الإعلام". ولم يستبعد هؤلاء النواب "تأسيس كتلة برلمانية جديدة
تمثل ثقلا يستندون إليه لفرض أرائهم السياسية على مجلس النواب".. وأكدت
أكي تلك الأخبار في الـ 25 من الشهر الماضي.
يبدو حاليا انه لا طريق اخر لإنقاذ الديمقراطية الدستورية سوى هذا
الطريق فهل سيستجبن البرلمانيات العراقيات لهذه الإستغاثة إنها المرأة
العراقية التي يمكنها أن تنقذ الديمقراطية العراقية من الشلل فالموت
لتبحر بالعراق بعيدا عن الحرب الأهلية التي ستغرق المنطقة بالدمار
والخراب والعالم بالصراع وعدم الإستقرار وتتوجه بالعراق نحو شاطئ
الأمان وتنشر الأمن والمثل الأعلى للمرأة في كل مكان.
اني متفائلة بحذر فربما إرث التمييز الطويل يحول دون تحقيق الأماني
لكن متيقنة بأن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة: الرسول الأكرم صلى الله
عليه واله وأم المؤمنيين خديجة الكبرى عليها السلام، الإمام علي بن ابي
طالب وفاطمة الزهراء عليهما السلام، الإمام الحسين واخته زينب عليهما
السلام.
طبعا الحالة الصحية والطبيعية تتطلب دعم وحدة وتماسك جميع الكتل
البرلمانية القائمة لكن وكما يقال اخر الدواء الكي. هذا من جهة ومن جهة
أخـرى فأن اي تكتل جديد سوف لن يُكتب له النجاح في إنقاذ العراق من
أزمته إلا إذا كان تعدديا متنوعا ( ذا أجنحة متعددة ) وكما هوالشعب
العراقي وكانت الديمقراطية الفاعلة ( غير المشلولة ) هي الأساس والمحور
من القاعدة وحتى القمة فالبيت المنقسم على ذاته الرافض للحل الوسط
الذي تقره الديمقراطية لحل إختلافاته لايبقى قائما.
معهد الإمام الشيرازي الدولي
للدراسات – واشنطن
http://www.siironline.org |