
فشلت الولايات المتحدة في كسب التأييد لحملتها من اجل فرض عقوبات
دولية على ايران بسبب برنامجها النووي في اجتماع يوم الثلاثاء للقوى
الكبري في موسكو.
وقال مسوؤل امريكي ان نيكولاس بيرنز ثالث اكبر مسؤول بوزارة
الخارجية الامريكية ابلغ مسؤولين كبارا من روسيا والصين والمانيا
وفرنسا وبريطانيا انه يجب فرض عقوبات على ايران خاصة بعد ان اعلنت
طهران الاسبوع الماضي انها تهدف الى انتاج اليورانيوم لاغراض الصناعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كيسي في واشنطن بعد ان احاطه
مسؤولون امريكيون علما بالاجتماع ان روسيا والصين تعارض فرض عقوبات وان
الاطراف لم تتوصل الى اجماع في موسكو.
وقفزت أسعار النفط متخطية 71 دولارا للبرميل لاول مرة منذ نحو
ثمانية اشهر اذ اثار مواصلة ايران لبرنامجها النووي مخاوف في الاسواق
من ان تقوم الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية
المنتجة للنفط.
وتعارض روسيا والصين بقوة فرض عقوبات أو استخدام القوة. وباستثناء
الولايات المتحدة تعارض الدول الاخرى دائمة العضوية بما فيها بريطانيا
الحليف القوي لواشنطن العمل عسكري.
وفي الاسبوع الماضي أعلنت ايران انها خصبت اليورانيوم لاستخدامه في
محطات الطاقة الامر الذي أجج الخلاف الدبلوماسي مع الغرب الذي يشتبه في
أن طهران تحاول صنع قنبلة نووية. وتقول ايران انها تسعى للحصول على
الطاقة النووية لتوليد الكهرباء فحسب.
وقالت الولايات المتحدة التي تفرض بالفعل عقوبات واسعة ضد ايران
انها تريد من مجلس الامن أن يكون مستعدا لاتخاذ تحرك دبلوماسي قوي بما
في ذلك اجراءات محددة مثل تجميد أصول وفرض قيود على السفر.
وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن
"اننا فعلنا في هذه المرحلة كل ما هو متاح في يدنا. ولم يبق سوى الفستق
والابسطة" في اشارة على ما يبدو الى فرض حظر على اهم صادرات ايران.
وتقول الولايات المتحدة انها لا تسعى الى فرض قيود على قطاعي النفط
والغاز الايرانيين لانها لا ترغب في خلق مصاعب للشعب الايراني. وتعد
ايران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم.
وانتقد مسؤول ايراني بارز تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية
كوندوليزا رايس الاسبوع الماضي قالت فيها انه يجب على مجلس الامن ان
يدرس اتخاذ اجراءت قوية ضد ايران مثل اصدار قرار يمكن ان يؤدي الى فرض
عقوبات او يضع الاساس لاستخدام القوة ضد طهران.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن علي لاريجاني
الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني قوله "اعتقد ان عصر
التهديدات والترهيب قد ولى.. وعلى اي مستوى فان هذه التصريحات لن
تثمر."
بدوره رفض الرئيس الامريكي جورج بوش استبعاد توجيه ضربة نووية الى
ايران اذا فشلت الجهود الدبلوماسية في وضع حد للطموحات الذرية
للجمهورية الاسلامية.
وقال بوش في واشنطن انه سيناقش أنشطة ايران النووية مع الرئيس
الصيني هو جين تاو هذا الاسبوع وتجنب استبعاد الرد النووي اذا فشلت
الجهود الدبلوماسية.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت خياراته تشمل التخطيط لضربة نووية
كما اشارت بعض التقارير الاخبارية قال بوش "كل الخيارات مطروحة على
الطاولة. نريد حل هذه القضية دبلوماسيا ونحن نعمل بكل جد من اجل ذلك."
وتصاعدت التكهنات حول الهجوم الامريكي منذ قال تقرير لمجلة نيويوركر
في الشهر الحالي ان واشنطن تفكر في خيار استخدام اسلحة نووية تكتيكية
لضرب مواقع ايران النووية تحت الارض.
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في استعراض عسكري سنوي ان
الجيش مستعد للدفاع عن البلاد.
واعلن نجاد "سنقطع ايدي اي معتد وسنجعل اي معتد يندم على ذلك."
وفي الكويت قال الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني انه يشك
في ان يستخدم الامريكيون القوة. وقال "ليس من المرجح ان يدخلوا مثل هذا
الوضع المحفوف بالمخاطر الذي قد لا يستطيعون الخروج منه."
وقال احمدي نجاد في كلمة مقتضبة قبل بدء العرض العسكري السنوي ومرور
القوات والصواريخ من امامه "الجيش الايراني اليوم واحد من أقوى الجيوش
في العالم وسيدافع بقوة عن الحدود السياسية للبلاد وعن الامة.
"سيقطع أيدي المعتدي وسيجعل أي معتد يندم."
وأدى الاف من أفراد الجيش والبحرية والقوات الجوية التحية العسكرية
لاحمدي نجاد خلال مرورهم من أمامه. وحملت دبابات على شاحنات كبيرة فيما
حلقت طائرات حربية روسية الصنع في تشكيلات وهبط منها مظليون.
وضم العرض الذي مر امام رئيس ايران طوربيدات وغواصات صغيرة فضلا عن
صواريخ (نازعات 10) و(زلزال 1).
ويقول الموقع الامني لمواجهة التهديد النووي على شبكة الانترنت
ومقره الولايات المتحدة ان مدى الصاروخ (نازعات 10) الذي يعمل بالوقود
الصلب يبلغ 150 كيلومترا بينما يبلغ مدى الصاروخ (زلزال 1) ويعمل ايضا
بالوقود الصلب 125 كيلومترا.
ولم تستعرض ايران صاروخها الابعد مدى (شهاب 3) الذي تقول انه قادر
على اصابة أهداف على بعد الفي كيلومتر مما يضع اسرائيل والقواعد
الامريكية في الخليج في نطاقه.
وقامت ايران بمناورات عسكرية في الخليج في وقت سابق هذا الشهر أجرت
خلالها تجربة على صاروخ قالت ان الرادار لا يستطيع رصده وعلى طوربيد
سريع لا يمكن رصده بالموجات الصوتية ومعدات أخرى طورتها البلاد.
ويقول محللون ان معظم العتاد العسكري الايراني عتيق الطراز الا أنهم
يقولون ان القوات الايرانية مازالت تستطيع تعطيل الطرق الرئيسية لشحن
النفط وأضافوا أن هذه هي الرسالة التي هدفت الى توصيلها باجراء
المناورات.
وأقيم العرض العسكري اليوم امام ضريح اية الله روح الله الخميني
مؤسس الجمهورية الاسلامية. وتقع عشرات الالاف من مقابر قتلى حرب ايران
والعراق التي امتدت من عام 1980 الى عام 1988 على مقربة.
وقال عبد الرحيم موسوي رئيس أركان الجيش الايراني قبل العرض العسكري
"كنا رحماء بأعدائنا خلال الحرب مع العراق ولكننا اذا وقفنا في وجه
امريكا فلن يرحم أي من أبناء شعبنا (القوات الامريكية)."
وصرح للتلفزيون الحكومي "أمتنا ستدافع عن نفسها بكل ما أوتيت من
قوة."
وشارك في الاستعراض أعضاء ميليشيا (الباسيج) وهم متطوعون يعتبرون
أنفسهم حراسا للقيم الثورية وارتدوا عصابات للرأس كتب عليها "محمد رسول
الله". |