زيارة غامضة لمسؤول إيراني كبير لواشنطن تثير تساؤلات حول حقيقة العلاقات الامريكية الايرانية

اكدت وزارة الخارجية الامريكية ان مسؤولا ايرانيا كبيرا موجود في الوقت الراهن في العاصمة الامريكية لكنها لن تشأ القول متى وصل الى واشنطن ولماذا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون ماكورماك ان محمد نهونديان المستشار الاقتصادي لكبير مفاوضي الملف الايراني علي لاريجاني موجود في واشنطن.

واضاف «حسب علمي، لم يأت لعقد اجتماعات مع مسؤولين في الحكومة الامريكية، وبالتأكيد ليس مع مسؤولين في الخارجية الامريكية».

واوضح المتحدث ان المسؤول الايراني لم يطلب تأشيرة دخول إلا انه جاء الى الولايات المتحدة بطريقة شرعية.

ويأتي وجود هذا المسؤول الايراني الكبير في العاصمة الامريكية في وقت تبحث الولايات المتحدة في عقوبات يمكن ان تفرضها الامم المتحدة على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وتسبب هذا المسؤول الايراني في احراج واشنطن بوجوده بالبلاد في زيارة هذا الشهر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون ماكورماك يوم الثلاثاء انه سمع ان محمد نهاونديان وهو احد كبار مساعدي علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين لإيران في واشنطن لكنه لم يجتمع مع مسؤولين امريكيين ويجري بحث وجوده.

وقال ماكورماك للصحفيين "انه موضوع يحظى بالاهتمام بالنسبة لنا واذا توفرت لدي أي معلومات بشأن هذا الموضوع اليوم أو في الايام القادمة فانني سأبلغكم بها."

ودخول نهاونديان الولايات المتحدة مسألة محرجة لواشنطن التي تدفع بشدة غيرها من الدول لفرض قيود على سفر المسؤولين الايرانيين في محادثات موسكو هذا الاسبوع.

ورفض ماكورماك الخوض في كيفية وصل نهاونديان الى الولايات المتحدة حيث تفرض قواعد صارمة على المسؤولين الايرانيين الذين يرغبون في الزيارة.

وقال ان نهاونديان موجود في الولايات المتحدة بشكل قانوني ولكنه لم يدخل بتأشيرة. واضاف ان هذا يعني انه اما لديه اقامة قانونية دائمة في الولايات المتحدة او انه يسافر حاملا جواز سفر دولة لا تعد التأشيرة مطلوبا لرعاياها.

وقال "ليس لدينا سجل لإصدار تأشيرة لشخص بهذا الاسم." ولاحظ ان الولايات المتحدة ليس لها علاقات دبلوماسية بإيران وهناك قيود واضحة على سفر المسؤولين الايرانيين.

وعلى سبيل المثال فان الدبلوماسييين الايرانيين في الامم المتحدة لايمكنهم ان يتنقلوا الا في نطاق منطقة محدودة.

وكانت صحيفة فاينانشال تايمز نقلت عن مستشار ايراني هذا الشهر قوله ان نهاونديان في واشنطن للترويج لفكرة المحادثات المباشرة بين البلدين.

ولكن ماكورماك استبعد اي امكانية لالتقاء مسؤولين امريكيين مع نهاونديان واكد على ان الولايات المتحدة لن تعقد محادثات مباشرة مع ايران حول برنامجها النووي.

وقال "اننا لم نصدر دعوة لأي فرد في المرحلة الحالية وليس لدينا خطط لذلك."

وفي الوقت الذي ترفض فيه ادارة الرئيس جورج بوش اي محادثات حول برنامج ايران النووي الا انها سمحت لسفيرها في العراق زلماي خليل زاد بالالتقاء بمسؤولين ايرانيين.

غير ان هذه المحادثات ستكون مقصورة على العراق.

ودعا السناتور الجمهوري البارز ريتشارد لوجار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ادارة بوش على إجراء محادثات مباشرة مع طهران وهو اقتراح يرفضه المسؤولون الامريكيون.

هذا وكان سناتور امريكي بارز قد دعى لاجراء محادثات مباشرة مع ايران في تناقض واضح مع استراتيجية حكومة الرئيس جورج بوش، وقال السناتور ريتشارد لوجار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي انه ينبغي للولايات المتحدة أن تجري محادثات مباشرة مع ايران بشأن برنامجها النووي وتبطئ من توجهها نحو فرض عقوبات.

وخلافا لاصرار حكومة بوش على اتباع نهج متعدد الاطراف من خلال مجلس الامن الدولي قال لوجار ان اجراء محادثات مباشرة مع ايران يمكن ان يكون مفيدا كجزء من حوار واسع حول الطاقة.

وقال لوجار لتلفزيون (ايه.بي.سي.) انه من المبكر جدا الضغط بشدة من اجل فرض عقوبات ترمي الى وقف برنامج ايران المشتبه به لصنع اسلحة نووية.

وقال السناتور الجمهوري عن ولاية انديانا "انني اعتقد في اللحظة الحالية اننا ينبغي ان نبطيء من هذا التوجه ايضا. نحن بحاجة الى تحقيق تقدم اكبر على الصعيد الدبلوماسي."

واستبعد بوش الذي يحاذر من اي جهد ايراني لاحباط الدبلوماسية المتعددة الاطراف اجراء محادثات ثنائية مع طهران بشأن برنامجها النووي. على الرغم من فتحه الباب امام محادثات مباشرة مع ايران حول العنف الطائفي في العراق.

وردا على سؤال عما اذا كان ينبغي اجراء محادثات مباشرة مع ايران الان قال لوجار "اعتقد ان هذا سيكون مفيدا...الايرانيون جزء من الصورة فيما يخص الطاقة."

وأضاف "من الواضح ان علاقتهم مع الهند والصين - فضلا عن غيرهما - تعتبر حاسمة بالفعل (بالنسبة لقضايا الطاقة الدولية)."

وقال "نحن بحاجة الى الحديث عن ذلك. ربما كنا في حاجة لان نقلل تركيز اهتمامنا حاليا على اجهزة الطرد المركزي عنه على كيفية خروج الطاقة...الى كل هذه البلدان بطريقة اكثر ارضاء لهم."

وردا على سؤال حول العقوبات قال لوجار "احبذ الامتناع عنها في الوقت الراهن حتى نصبح متأكدين من انها ستكون فعالة."

وأضاف "وهي لن تكون فعالة بدون اصدقائنا الاوروبيين الداخلين معنا في التفاوض بمعزل عن الصينيين والهنود وغيرهم."

بدوره قال ريتشارد كلارك رئيس مكافحة الارهاب في البيت الابيض سابقا في مقال في صحيفة نيويورك تايمز يوم الاحد ان صراع امريكا مع ايران ربما يكون أكثر اضرارا بالمصالح الامريكية من الحرب مع العراق.

وقال كلارك في مقال في صفحة الرأي أعده بالاشتراك مع ستيفن سيمون وهو مسؤول سابق بوزارة الخارجية الامريكية وعمل ايضا لحساب مجلس الامن القومي ان التقارير التي قالت ان ادارة الرئيس بوش تفكر في قصف المواقع النووية في ايران اثارت القلق من أنها" ستبدأ ببساطة عملية تصاعدية متعددة الخطوات."

وحذر كلارك وسيمون من ان رد ايران المحتمل سيكون "استخدام شبكتها الارهابية لضرب اهداف امريكية حول العالم بما في ذلك داخل الولايات المتحدة.

"ايران تملك قوات لان قيادتها تفوق بكثير اي شيء تستطيع القاعدة في اي وقت ان تدفع به." مشيرين الى علاقات ايران مع حزب الله.

وقالا ان بوسع ايران ايضا ان تجعل الامور اسوأ بكثير في العراق. واضافا "هناك كل ما يدعو للاعتقاد بأن ايران لديها مثل هذه الموجة الصادمة الانتقامية مخططة وجاهزة."

وقال كلارك وسيمون ان بوش قد يوافق وقتئذ على مزيد من القصف على امل ان يطيح الايرانيون بحكومة طهران ولكن"الاكثر ترجيحا ان تضمن الحرب الامريكية ضد ايران عقودا اكثر من السيطرة للنظام."

واختتم الاثنان المقال بالتحذير من ان"الامور الموازية لفترة الاعداد للحرب مع العراق كانت كلها لافتة جدا للنظر ..تذكروا انه في مايو 2002 اعلن الرئيس بوش انه لا توجد (خطة حرب على مكتبي) على الرغم من انه قضى اشهرا بالفعل يعمل على خطط مفصلة لغزو العراق."

وقالا ان الكونجرس"لابد الا يسمح للادراة بشن حرب اخرى لا يمكن معرفة نتيجتها ..."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 20/نيسان/2006 -21/ربيع الاول/1427