تاريخ التهجير
في تاريخ مظلومية الشيعة يعد التهجير القسري احد اوضح الوجوه التي
تؤكد حقيقة الظلم الذي احاق بالتاريخ الشيعي منذ العصر الاسلامي الاول،
والتهجير يكتسب صفة القسرية وهو ليس هجرة طوعية ولعل تاريخ التهجير
يبدأ بأبي ذرالغفاري رضوان الله عليه (ت 34 هجرية)، ذلك الثائر الابي
الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، فبسبب يقينه الحقيقي، ودفاعة الدائم
عن الحق ولانه شايع عليا امير المؤمنين عليه السلام، وبعد ان واجه
عثمان بن عفان (ت 35 هجرية)، وكشف تلاعبه باموال المسلمين، نفاه هذا
الاخير الى الشام ليكون تحت عين معاوية، لكن هذا ايضا ارعبته شجاعة
الثائر الابي فاعاده الى المدينة لينفيه عثمان مرة اخرى الى الربذة
ليموت فيها شهيدا مسجلا اسمه كاول مهجر تهجيرا قسريا في التاريخ
الاسلامي، وتستمر حركة التاريخ لتشهد عمليات التهجير تكاثرا مستمرا حتى
امتلأت الاصقاع بالشيعة المهجرين والمهاجرين، وفي صيف 1997 دعيت لألقاء
محاضرة في جامعة بينانج و اخرى في المركز الاسلامي في كوالالامبور
عاصمة ماليزيا ومن هناك اتيحت لي الفرصة ان اثبت تاريخيا هجرة الشيعة
الاوائل الى جنوب شرق اسيا بعد التهجير القسري على اثر ثورة الامام
الشهيد الحسين بن علي واستشهاده في كربلاء في (61 هجرية) فقد وجدت
قبورا ترجع الى القرن الاول الهجري تعود للشيعة المهجرين منذ العصر
الاموي وبعدها في العصور العباسية/ ملامح من التاريخ الاسلامي في جنوب
شرق اسيا.
ويشهد القرن الخامس الهجري تهجير احد اعلام الشيعة الشيخ ابو
جعفر محمد بن الحسن الطوسي(ت 460) ففي عام 448 للهجرة وعلى اثر الاحداث
التي اثارها دخول طغرل بك السلجوقي بجيوشه الى بغداد، وتعمده اثارة
النعرات الطائفية فقرب السنة وطعن الشيعة وتمت مهاجمة دار شيخ الطائفة
الطوسي في الكرخ – بغداد فتم احراق البيت والمكتبة وكرسي الدرس الذي
كان الطوسي يتخذه لدروسه فابعد الى كربلاء المقدسة سنة 448 للهجرة
ومنها الى النجف الاشرف سنة 449 للهجرة ليؤسس فيها منذ ذلك التاريخ
حوزة النجف العلمية كجامعة ومنارة للعلم والفكر الشيعي حتى الان.
وما يحدث الان من تهجير قسري وارهابي للشيعة من مناطق سكناهم
وخاصة حول بغداد انما يكشف عن حقيقة المنهج التكفيري الذي يتبعه احفاد
ابن تيمية ومن ابناء مدرسة الخلافة، وهذا النوع من الارهاب يجب ان تسن
له قوانين دولية صارمة لايقافة ولارجاع الحقوق لاهلها، وليس غريبا ان
الاعلام يعرف ان من وراء هذه الاعمال هم من اتباع جماعة علماء المسلمين،
وكما اعلن الشيخ جلال الدين الصغير صراحة اتهامة للضاري والدليمي في
ضلوعهما واتباعهما في تفجير جامع براثا الاثري، فاني اضم صوتي له في
اتهامهما بالتخطيط والتاييد لكل عمل ارهابي يحدث وما تصريحاتهما بالنفي
الا من باب ذر الرماد في العيون.
إتهامات عربية ودولية
الموقفان العربي والدولي يشهدان انحيازh كاملا ضد الموقف الشيعي
حتى باتت الاتهامات توجه من هنا وهناك، وكما في تاريخ امريكا لكل رئيس
حربi الخاصة، ايضا في تاريخ الدول العربية لكل رئيس او ملك، حصته من
توجيه الاتهامات للشيعة فبعد تصريحات عبدالله ملك الاردن بالمخاوف
المزعومة من الهلال الشيعي، والتي اراد منها تجميع كل الافكار وتحفيزها
ضد الشيعة وخاصة في الجانب الغربي من العراق، يخرج علينا الرئيس المصري
حسني مبارك ليتهم الشيعة باطلا في وطنيتهم وولائهم للعراق، وبالتأكيد
فأن توقيت التصريحين لم يكن اعتباطيا ولا من بناة افكار الرجلين
فكراهيتهما للفكر الشيعي واضحة مترافقة مع جهلهما التام بالتاريخي
الشيعي الحقيقي، أما اليمن السعيد وعبد الله صالح الحليف السابق لصدام
فيقوم بدور أخر في ضم اكثر من الف عائلة من اتباع الطاغية المخلوع بعد
ان وفر لهم التشريعات القانونية التي تمكنهم من البقاء والعمل في مراكز
متقدمة في الدولة هناك، ونحن نسأل كم من الاموال تصرف لتمويل تجمع
سياسي وارهابي مناهض للعراق الحديث؟؟!! ومن وراء هذا التمويل ؟؟!!
وطبعا للاعلام دور كبير في التحريض، وما جاء في صحيفة القدس العربي من
ان كربلاء صارت مرتعا لتجارة الحشيش الا من هذا الطعن، اما الطعون
والانتهاكات من الداخل فحدث ولاحرج، فكلهم قد اكتشف ان الشيعة اعداء
له، ولا باس من توحيد الصفوف ضد الشيعة، ولا باس من موت الالاف حرقا و
تذبيحا! وعجبا كيف انهم نجوا من المقابر الجماعية!!! وكأنهم يتأسفون ان
صداما لم يقض على كل الشيعة في العراق ليوفر لهم جوا من راحة البال،
وليته رمى بهم جميعا في المقابر لتطمئن نفوس البعض!
البعث والدور السعودي
ينفي طارق الهاشمي علمه بان السعودية تدرب ضباطا بعثيين وفق
مخطط محدد، وممول من حسابات سعودية خاصة للقيام بانقلاب عسكري في
العراق، يسمح بعودة البعث ولو بصيغ جديدة وباشراف سعودي مدعوم امريكيا،
الهاشمي ينفي وكانه يبعد التهمة عن نفسه، ومن المعلوم في اللعبة
السياسية ان مجرد هذا النفي الان هو اعتراف بالحقيقة، واذا كان الهاشمي
يتهم شيعة العراق بولائهم لايران، افليس من الاولى ان نتهمه بولائه
للسعودية؟؟ والا يحق لنا ان نبحث في مصادر تمويل الهاشمي وامثاله من
المتباكين على النظام الطاغوتي المباد؟؟
المملكة المتحدة – لندن
albayatiws@hotmail.com |