من مكتبة النبأ: مفاهيم الأحزاب السياسية للديمقراطية الأمريكية

الكتاب: مفاهيم الأحزاب السياسية للديمقراطية الأمريكية

(عواطف ومصالح)

المؤلف: جيرالد م. بومبير

ترجمة: محمد نجّار

مراجعة: د. فيصل الرفوع

الناشر: دار النسر للنشر والتوزيع – عمان – الأردن

الأوليات: طبعة سنة 1999م

(169) صفحة من القطع الكبير

 (... إن هذه الدراسة، في نوعية التفكير والتركيز الفكري للحجج المطروحة، وفي مدى المعرفة المطبقة ومركزية المواضيع المذكورة، وفي خلق وأصالة المشروع ككل... عند نقطة من زمن معين، تتلقى الأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم اهتماماً متجدداً لأساسية مساهماتها في الإنجاز الديمقراطي...)

 

نطالع من (مقدمة) الكتاب:

تشكل الديمقراطية والأحزاب السياسية الجدائل المتشابكة لهذا الكتاب. إذ يقترنان على ثلاثة مستويات: شخصي وتجريبي ونظري. والارتباط الشخصي، على الرغم من وجوده إلا أنه الأقل أهمية للقارئ، وقد حركت الديمقراطية والأحزاب السياسية كُلاً من اهتماماتي الفكرية وانفعالاتي العاطفية منذ أن أصبحت مدركاً للسياسات العالمية الكبيرة، حيث كانت قاعة تاماني Tammany hall تجاور مدرستي الابتدائية في نيويورك، وكانت في الوقت ذاته تعتبر دائرة تصويت انتخابية محلية. كما أن الرابط ما بين الأحزاب السياسية والديمقراطية كان مادياً بشكل واضح بالنسبة لي...

وعلى المستوى التجريبي، أثار التاريخ والعلوم السياسية مزيداً من الارتباط العلمي. ويمكننا أن نرى هذا الارتباط بينهما من خلال ابتداع لفكرة أول حزب سياسي شعبي...، وقد سارت عملية نشوء ونمو الأحزاب السياسية وامتداد الديمقراطية في مسارات متوازنة. والأحزاب السياسية المتنافسة تسهل هذه العملية، مع أنها لا تضمن درجة بارزة من الاشتراك والإشراف وتقرير السياسة. فبدونها، من المحتمل جداً أن تتبع الحكومة أساليب الديكتاتورية والعنف والقمع، وقد قال راجيف غاندي مرة بأن أعظم مطلب سياسي للهند كان وجود حزب معارضة قوي، وتأكدت هذه النقطة دموياً باغتياله اللاحق.

إن الأمر الأهم هو الارتباط النظري، وهذا الكتاب معني بربط مجالين ضمن نظام العلوم السياسية: أي دراسة الفلسفة السياسية ودراسة الأحزاب. والربط بينهما قد يكون مبنياً بشكل ضعيف هنا.

ونطالع في الفصل الأول (مفاهيم الأحزاب السياسية) المستهل بعبارة محتج روماني، 1989:

شهد العالم خلال الفترة من عام 1989 إلى عام 1991، تحولاً نجم عن الثورات السياسية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي، وكان الأمر المركزي لأحداث هذه الحقبة هو التوق لوجود أحزاب سياسية متنافسة.

لم تكن الصرخة المدوية في المسيرات الجماهيرية، خاصة في أوروبا الشرقية، تشمل شعار الجمهورية الفرنسية الذي يدعو إلى (الحرية، الإخاء، المساواة) ولا شعار الثورة البلشفية أيضاً: (السلام، الخبز، الأرض) وبدلاً من ذلك كان يوجد تفهم رئيسي، وإن كان أحياناً ناقصاً وبدائياً، من أن الحرية تتطلب وجود أحزاب سياسية متعددة تسعى للسلطة عن طريق انتخابات عادلة وحرة. وبعد هذه الأحداث التاريخية بوقت قصير، ألزمت معظم دول العالم نفسها رسمياً (بالمبادئ الأساسية لديمقراطية الأحزاب المتعددة).

ومما نطالع في الفصل الثالث (المصالح المشتركة: الحزب حاكم والحزب كمدافع عن قضية):

شعر وودرو ولسون، وهو يقسم القسم الرئاسي في عام 1913 بالفخر لفوز حزبه الديمقراطي الجديد وتوليه السلطة في كل من الكونغرس والسلطة التنفيذية، وكانت نتائج الانتخابات – بالنسبة له، تعني (تغييراً في الحكومة.. أكثر بكثير من كونه نجاحاً حزبياً فحسب. وقد أعلن ولسون أن الانتصار الديمقراطي في الانتخابات (يعني انتصاراً صغيراً إلا إذا استخدمت الأمة ذلك الحزب من أجل تحقيق هدف كبير ومحدد).

وعلى مدى الخمسين عاماً التالية: وفي عام 1965، تحدث ليندون جونسون أمام الكونغرس بكونه رئيساً جديداً منتخباً، فبعد أن طلب من الناخبين الموافقة على برنامج حزبه، طلب بعدئذٍ من الكونغرس الديمقراطي تحقيق التفويض الشعبي المفترض (من أجل العمل باتجاه إنجاز مجتمع عظيم) وفي عام 1981 تحدث رئيس أمريكي آخر هو رونالد ريغان بلهجة مشابهة أمام مجلس كونغرس آخر من أجل تحقيق إيديولوجية مضادة... فقد حث الهيئة التشريعية لتقوم بسن قانون من أجل تنفيذ برنامج الحزب الجمهوري لتقليص الضرائب وتشكيل حكومة محدودة أكثر.

لقد نجح كل من هذين الرئيسين في تغيير نهج السياسة الأمريكية العامة. فكل منهما طرح، ولو بشكل ضمني على الأقل، سياسته من منطلق المفهوم الحزبي السياسي كحزب حاكم.

وكذلك نطالع في الفصل التاسع (الحوافز المشتركة: الأحزاب الأمريكية والديمقراطية الأمريكية):

يعتبر أفضل ما هو مرغوب إن في السياسة أو في الحياة هو ما يمكن تحويله للخير. كما أن الأحزاب السياسية ليست عبارة عن جمعات مثالية من أجل تحقيق الديمقراطية.

ولقد تم تجنب الأحزاب بسبب المتطرفين السياسيين، وقد تجنبها حتى بعض المنادين بالديمقراطية، إذ اعتبرت ككيانات قادرة على إضعاف وتفويض إدارة الشعب المتحد، ومع ذلك استمرت الأحزاب في الظهور وكانت من فترة لأخرى تكتسب الثناء لدورها الضروري في تعزيز ممارسة الديمقراطية...

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  18/نيسان/2006 -19/ربيع الاول/1427