40 الف انتحاري جاهزون للدفاع عن ايران النووية

قالت جماعة متشددة يوم الاحد ان نحو 200 ايراني تطوعوا خلال الأيام القليلة الماضية للقيام "بمهام استشهادية" ضد أهداف أمريكية وبريطانية اذا ما تعرضت ايران لهجوم بسبب برنامجها النووي.

وتتهم الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية ايران بالسعي لامتلاك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم من أجل صناعة اسلحة نووية وهو اتهام تنفيه ايران.

وقال محمد على صمدي المتحدث باسم لجنة تخليد ذكرى شهداء الحملة الاسلامية العالمية ان المخاوف الجديدة من هجوم امريكي محتمل على المواقع النووية الايرانية ساعد في جذب متطوعين في آخر محاولات الحملة لجذب متطوعين.

وقال صمدي لرويترز بالهاتف "بسبب التهديدات الاخيرة بدأنا تسجيل المزيد من المتطوعين من يوم الجمعة."

واضاف "سجل نحو 200 شخص اسماءهم لتنفيذ عمليات ضد أعدائنا. أمريكا وبريطانيا يعتبران من الاعداء بالتأكيد."

وسجل المتطوعون أسماءهم بمبنى السفارة الامريكية السابقة في جنوب طهران وهم يهتفون "الموت لأمريكا" و "التكنولوجيا النووية حقنا."

ووقعوا ورقة تحمل عنوان "التسجيل لعمليات طلب الشهادة" وتعهدوا "بالدفاع عن مصالح الجمهورية الاسلامية."

وقال على وهو متطوع مُلثم (25 عاما) بعد ان ملأ نموذج التسجيل "سنلقن أولئك الذين يجرؤون ويهاجمون بلادنا درسا بليغا."

وعندما سُئل لماذا غطى وجهه قال "لا أُريد التعرف علي عندما أُسافر الى الخارج للإضرار بالمصالح البريطانية والامريكية."

وشكلت لجنة تخليد ذكرى شهداء الحملة الاسلامية العالمية التي تقول انها لا تنتمي الى الحكومة في عام 2004. ومنذ ذلك الحين يقول صمدي ان 52 الف شخص سجلوا أسماءهم لكي يشاركوا في هجمات محتملة.

وقالت صحيفة صنداي تايمز التي تصدر في لندن نقلا عن مسؤول ايران لم تحدد هويته ان هناك 40 الف مفجر انتحاري مدرب جاهزون لضرب أهداف غربية اذا ما هوجمت ايران.

وقال التقرير "القوة الرئيسية التي تحمل اسم الوحدة الخاصة لطلاب الشهادة في الحرس الثوري شوهدت للمرة الاولى في الشهر الماضي عندما سار أعضاؤها في عرض عسكري."

ولكن صمدي نفى التقرير.

وقال "الحرس الوطني لا علاقة له بعمليات طلب الشهادة. اننا المجموعة الوحيدة لطلاب الشهادة في ايران."

ولا يُعتقد ان ايرانيين قاموا بصورة مباشرة بتنفيذ تفجيرات انتحارية خلال السنوات الاخيرة. ولكن الولايات المتحدة تتهم ايران بانها دولة راعية للارهاب.

وقال خبير سابق في مكافحة الارهاب بالبيت الابيض لصحيفة نيويورك تايمز يوم الاحد ان رد فعل ايران على هجوم عسكري امريكي سيتمثل في استخدام "شبكتها الارهابية في ضرب اهداف امريكية في انحاء العالم."

وكتب ريتشارد كلارك مسؤول مكافحة الارهاب السابق في البيت الابيض وستيفن سايمون مسؤول وزارة الخارجية السابق "ايران لديها قوات تحت قيادتها تفوق كثيرا كل ما استطاعت شبكة القاعدة تجنيده على الاطلاق."

ويتزامن التسجيل "للشهادة" مع مؤتمر حول القضية الفلسطينية. وترفض ايران الاعتراف باسرائيل وتدعم الجماعات المناوئة لاسرائيل مثل حماس وحزب الله.

وداخل السفارة كانت الجدران مزينة بصور الانتحاريين الفلسطينيين. كما ظهرت على شاشة كبيرة صور فيديو لهجمات الجيش الاسرائيلي على الفلسطينيين. كذلك كانت هناك كتب واسطوانات مدمجة حول الانتفاضة الفلسطينية معروضة للبيع.

في عام 1979 جرى الاستيلاء على السفارة الامريكية واحتجز موظفوها رهائن على يد طلبة متشددين. واطلق سراح الرهائن الامريكيين بعدما امضوا 444 يوما في الاسر.

واعلنت طهران انها قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5% في التاسع من نيسان/ابريل الجاري في تحد لرغبة مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية مثيرة بذلك العديد من ردود الفعل السلبية في العالم.

من جهته صرح نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي لصحيفة "اعتماد-ملي" ان "هذه الدول يجب ان تقبل الواقع وتقبل بالتحدث الى بلد يتحكم بتكنولوجيا (التخصيب) ويريد تطويرها. يجب الا يتخذوا قرارات لا تتلاءم مع الواقع".

واضاف سعيدي ان "تعليق نشاطات اليورانيوم (في 2003) كان يهدف الى كسب ثقة" الاسرة الدولية موضحا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية "قالت مرارا ان البرنامج النووي الايراني لم يسجل اي انحراف (عن المسار المدني) لذلك ليس هناك اي سبب لمواصلة التعليق".

وتشتبه الولايات المتحدة والدول الاوروبية بان ايران تريد استخدام برنامجها النووي المدني لانتاج سلاح ذري.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين ان المفتشين الدوليين يعتزمون هذا الاسبوع مواجهة طهران بشأن تصريح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس بان طهران "تجري حاليا ابحاثا" على اجهزة الطرد المركزي بي-2 مما اثار قلق المفتشين من ان البرنامج النووي الايراني اكثر تطورا مما كان يعتقد.

وذكرت الصحيفة ان تصريح الرئيس الايراني يتضمن ادعاء ايرانيا بانه رغم ان طهران بدأت في تخصيب كميات صغيرة من اليورانيوم الا انها تسعى الى استخدام طرق اكثر تطورا لانتاج الوقود الذري.

وفي حال ثبوت انتقال ايران الى مرحلة تتعدى الابحاث وبدئها في تشغيل الالات فربما يدفع ذلك اجهزة الاستخبارات الاميركية الى اعادة النظر في تقديراتها حول المدة التي تحتاجها ايران لتصنيع قنبلة ذرية في حين تقدر هذه الاجهزة حاليا ان ايران لن تتمكن من بناء تلك القنبلة قبل 2010 أو 2015 حسب الصحيفة.

وقال روبرت جوزيف مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون مراقبة الاسلحة والامن الدولي في مقابلة السبت ان تصريحات الرئيس الايراني هي "اول مرة اسمع فيها الايرانيين يقرون" بانهم يعملون بجد على التكنولوجيا المتقدمة طبقا للصحيفة.

هذا وقال مركز امريكي للبحوث ان ايران وسعت منشآتها الخاصة بتحويل اليورانيوم في اصفهان وعززت منشأة تخصيب اليورانيوم المقامة تحت الارض في نطنز في غمرة بواعث قلق متزايدة بخصوص احتمال لجوء الولايات المتحدة الى العمل العسكري.

وتصدر الحديث عن هجوم امريكي قائمة اهتمامات وسائل الاعلام الدولية منذ افاد تقرير لمجلة نيويوركر هذا الشهر بأن واشنطن تبحث خيار استخدام اسلحة نووية تكتيكية لضرب مواقع ايران النووية تحت الارض.

وقال الرئيس الايراني الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني يوم الاحد ان أي هجوم تشنه الولايات المتحدة على ايران بسبب برنامجها النووي سيزعزع الاستقرار في المنطقة.

وحذر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ايضا من أن التدخل العسكري الامريكي في ايران ليس الحل الامثل لتسوية الازمة النووية في حين دعا سناتور أمريكي بارز لمحادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وايران.

وقال معهد العلوم والامن الدولي الامريكي في رسالة بعث بها لوسائل الاعلام بالبريد الالكتروني وارفق بها صورا ملتقطة بالاقمار الصناعية ان ايران شيدت نفقا جديدا كمدخل لمحطة اصفهان حيث يتم معالجة اليورانيوم قبل تخصيبه.

واضاف المركز الذي يرأسه ديفيد اولبرايت الخبير النووي ومفتش الاسلحة السابق في الامم المتحدة "هذا المدخل الجديد يشير لمنشأة جديدة تحت الارض او توسعة للمنشأة الموجودة."

كما وزع المعهد اربع صور التقطت بالاقمار الصناعية بين عام 2002 ويناير كانون الثاني 2006 وقال انها تظهر قاعتين تحت الارض في محطة نطنز تدفنان تحت طبقات متعاقبة من التربة ثم ألواح من الخرسانة على ما يبدو فطبقات اخرى من التربة ومواد اخرى.

وذكر المعهد ان الصور تبين حاليا ان القاعتين على عمق ثمانية امتار تحت الارض.

لكن محللين يقولون ان ايران ليست مستعدة للمخاطرة.

وابلغ اولبرايت رويترز في اتصال هاتفي من واشنطن بان ايران "تتخذ احتياطات غير عادية لحماية منشاتها النووية. ولكن الحديث المتزايد عن القضاء على البرنامج النووي الايراني من الجو سطحي للغاية."

ورغم نفي بوش فقد قال رفسنجاني إن طهران لا تستطيع استبعاد احتمال لجوء واشنطن لعمل عسكري.

وقال رفسنجاني الذي يرأس مجمع تشخيص مصلحة النظام خلال زيارة لسوريا "نشدد في الوقت نفسه انه لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة ولا مصلحتنا."

واضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع "الضرر لن يمس ايران وحدها بل المنطقة والجميع."

وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان طهران ما زالت تسعى لحل دبلوماسي للأزمة. ولكنه أضاف "يتعين على امريكا أن تدرك انها ليست في وضع يسمح لها بخلق أزمة أخرى في المنطقة" في اشارة على ما يبدو الى العراق.

من جهة اخرى قال مسؤول كبير في جماعة الاخوان المسلمين المعارضة في مصر يوم الاحد انه لا يرى بأسا في أن تحوز ايران سلاحا نوويا لان ذلك سيساعد على استعادة التوازن بين اسرائيل والعالم العربي والاسلامي.

وفي تصريحات لرويترز قال محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة وهي أكبر جماعات المعارضة المصرية ان دافع الولايات المتحدة لمعارضة البرنامج النووي الايراني هو ضمان أن تبقى اسرائيل متفوقة عسكريا على جميع الدول العربية والاسلامية.

وتقول ايران ان برنامجها النووي يهدف فقط لتوليد الكهرباء وانها ليست لديها النية لصناعة أسلحة نووية.

ويعتقد أن اسرائيل التي ترفض التفتيش الدولي على منشاتها النووية تمتلك حوالي 200 رأس نووية.

وقل حبيب الذي تشغل جماعته نحو خُمس مقاعد مجلس الشعب أحد مجلسي البرلمان المصري انه يصدق أن البرنامج النووي الايراني سلمي.

لكنه أضاف "على أقل تقدير حسب نظرية الردع النووي حتى لو ايران كان لديها سلاح نووي فيبقى (أن) هذا في مواجهة الترسانة النووية التي لدى اسرائيل.

"هذا كفيل بأنه يحدث نوعا من التوازن بين الجانبين. الجانب العربي والاسلامي من ناحية وجانب اسرائيل من ناحية أخرى."

وسُئل عما اذا كان يرحب بسلاح نووي ايراني فقال "لا أرى بأسا."

وقال انه يعتقد أن أغلبية الشعب المصري تشارك الاخوان رأيهم. وقال "أتصور هذا لانه من غير المعقول أن تبقى اسرائيل أو الكيان الصهيوني هو الوحيد في المنطقة الذي يحتوي على 200 رأس نووي."

وسُئل عن هدف الحملة الامريكية ضد البرنامج النووي الايراني فقال "الدافع الحقيقي هو تأمين وجود الكيان الصهيوني. ليس هذا فقط وانما لضمان تفوق الكيان الصهيوني الساحق على كل الدول العربية والاسلامية.

"لا يوجد هناك أدنى خطر على دول المنطقة فضلا عن أمريكا ذاتها."

ولجماعة الاخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928 فروع في الاردن وسوريا ودول عربية أخرى. وتقول حركة حماس الفلسطينية التي فازت في الانتخابات التشريعية في يناير كانون الثاني انها جناح من الاخوان.

وقال المحلل السياسي المصري محمد السيد سعيد ان المصريين لا يشاركون أمريكا موقفها من ايران.

وقال لرويترز "الناس متحمسون جدا جدا تجاهه (البرنامج النووي الايراني)."

وأضاف "لا أحد يصدق كل هذا الاعتراض العدواني على البرنامج النووي الايراني في ظل حقيقة أن أمريكا كافأت للتو الهند على برنامجها. واسرائيل في خلفية هذا كله."

ويقوم موقف الحكومة المصرية على أنه لا ايران ولا اسرائيل يجب أن تحوز أسلحة نووية وأن النزاع الامريكي الايراني يجب أن يحل سلميا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  18/نيسان/2006 -19/ربيع الاول/1427