محفل وأنتماء

شعر : فريد النمر

المولد الشريف 1427هـ

جَادَتْ بآلاءٍ يَدُ العَلْيَاءِ *** فازْدَانَتِ الدنيا مِنَ الأضوَاءِ

 

نَشَرَتْ ذَوَائِبَهَا تُعَبّقُ افقَهَا *** لَمّا أدَارَتْ نَفحَةَ الأَشْدَاءِ

 

وَرَعَتْ عُهودَ مَوّدةٍ قُدسِيةٍ *** من أفضلِ الصَلَواتِ بالأرجاءِ

 

فاسْتيقظَ الفَجَرُ النديُ بصبحِهِ *** في مبسمٍ لَزّ المَدَى بسناءِ
 

غَرستْ بأعماقِ الضَمائِرِ حُبَّها *** نَشُطَتْ كروح ٍٍ تُُحي للأَعْضَاءِ

 

خطَرت فهَزّت للثنا خُطَارَهُ  *** من فرعِهَا بالليْلةِ اللَيلاءِ

 

كمْ للكواكبِ أخجَلَتْ أسْرَارُها *** بسنا المحيّى سَاعَةَ الآلاءِ

 

ها قد بَدتْ شَمساً أمَاطَت ُحجْبَها *** ُ نثَِرت حَبَائِبُهَا على الجَوزاءِ

 

فتنَاثرت كالشِهبِ تَصنعُ مَجدَها*** والبُشرُ يَسْبِقُ زَهوَة َالسَرّاءِ

 

جادت بإحسانٍ على إحْسَانِها   *** وَشَتِيتُ مبْسَمِها رَحِيقُ سَماءِ

 

وَرضَابُها عَسلٌ جنيٍّ قدْ حَلاَ *** في كلِ نرجِسَةٍ على اسْتِحيَاءِ

 

 

 

قد زيَّنَت حُلَلَ المكارمِ  والعُلا *** بأَجَلِّ ما عُرَفَ المَدارُ النَائي

 

يا وَحيَ مِيلادِ النَبِيِ ومَا حَوَت*** أحداثُهُ من أرْوَعِ الأجْوَاء ِ

 

ذي ليلةٍ أنوارُهَا سَطَعتْ سَنا *** فأحَالَتِ الدنيا مِدَادَ بَهَاءِ

 

شَعّتْ فذي الأكوانِ شذرةُ مَقدسٍ *** جَاءتْ تُحَيّ اَشْرَفِ النُبَلاءِ

 

حتى المقاديرِ التي في غَيبِهَا *** َصلّته ِسراٍ خِشْية َالرُقَبَاءِ

 

وتَسَابَقت كُلُ المَجَرَةِ تَحْتَفِي *** بأمِينِهَا بَلْ سَيّدِ البُلَغَاءِ

 

سَجَدَت فَكَانَ سُجُودُهَا شُكْراً سَمَا *** من وَاجِبِ العِرْفَانِ وَالإيْفَاءِ

 

لولاهُ ما كان الوجودُ ولا الوَرَى*** خُلِقُوا ولا مَعنَى الثَرَى والمَاءِ

 

لولاهُ ما مَلكُوتُ قدسٍ بالسَما *** كلاَّ ولا أرضٌ إلى  الأحيَاءِ

 

لولاهُ ما كان الضياءُ ولا السَنا *** يَعلُو البَسِيطَةَ عن سَمَا الأَفْيَاءِ

 

رفَّتْ فقَامَ الكونُ يَقصدُ أحمداً *** طُرَاً يُصَلي أشْرَفَ الأسْمَاءِ

 

ويَذوبُ في مَعْنَاهُ حتى المُنتهَى *** يَدْعُو مُحَمَّدَ أكرَمَ الكُرَمَاءِ

 

ِليُقِيمَ في ذاتِ النُّبُوَةِ مَعبَداٍ *** هُوَ َخالِصُ التَوحِيدِ للأثناءِ

 

سجدت إلى سِكْنَاهُ  سَجدةَ مُولَعٍ *** عَشَقََ الهدى في ِملَّةِ الإحْيَاءِ

 

فعليه صلوا كالوجود وسلموا *** يا سادة الحفل الزَهِيّ وَرَائِي

 

 

 

سبحانَ مَنْ خلقَ المَجَرَةَ واسْتوى*** فَوقَ البريةِ أحكَمَ الحُكمَاءِ

 

لو لم تكنْ بالعرشِ بَصمةُ أحمدٍ *** لَهوى وقد جَلّ عنِ الأكْفَاء

 

لو لم يكنْ بالكونِ شَخصُ محمدٍ *** عَدَمَاً يرى نبأً من الأنباءِ

 

إن الرسولَ إلى الوُجودِ مُسَبِبٌ *** وضَمِيرِ غَيبِ الله والإحْصَاءِ

 

هيّا أنشدوا فالمُلْكُ جَاءَ ُمرَتِلاً *** سِوَرَ الهيَام ِ لأعْظَمِ العُظَمَاءِ

 

 ُشدُّوا ِشرَاعَ الحَفْلِ إن ِشرَاعَهُ *** مِنْ أقدسِ القُرُبَاتِ والآلاء

 

نطفُوا  بهِ عن كلِ جهلٍ مُوْحِل ٍ*** ِمنْ نِفْرَةِ الأحقَادِ والبَغْضَاءِ

 

لِنَشُدّ من إصُرِ التَآخي بَيننَا  *** أن لا يُزلزلَهن عَصْفُ عَداءِ

 

 

طَارَتْ بشملِ أنِيسِهم عَنقائُهَا *** في معشرِ الأهْوَاءِ والأرزاءِ

 

ضَاقت بهم سِعةُ الفَضَا من مَحفِل ٍ*** من طَاعَةِ الإصباح ِ والإمساءِ

 

للهِ سرُ اللهِ أيُُّ ضَمَائِر ٍ*** هِيَ بالعيونِ مَقالَةُ العَمْيَاءِ

 

أنا أغْتدِي كالكَافِرِينَ  لأنَنَي *** في حُكْمِ مُبْتدِع ٍ إلى الأحْشَاءِ

 

وجِنَايَتي ُحبُّ النَبي المُصْطفَى*** والسَادَةِ الشُرَفَاءِ والنُقَبََاءِ

 

هَلْ بِدْعَةِ الحَفْلِ الكَرَيمِ كَبِدعَةِ *** التَكْفِيرِ عِندَ الثُلّةِ الفقَهَاءِ

 

الآخِذُونَ من الكِتَابِ شِظِيِّهِمْ *** النَاكِثونَ علَى هَوَى الطُلَقَاءِ

 

فتَألَبُوا يَرمُوا الحَقِيقَةَ  تَارَةً *** ُظلمَاً وأخرَى ِفريَةَ النُصَحَاءِ

 

شَهِدَتْ بِغِرِّ فِعَالِهُمْ أذنَابُهم *** في مَسْرَح ِ الأنْوَاءِ والإدْمَاءِ

 

فالنَاسِفُونَ إلى الأمَانِ مَحَلِهِ *** في شِرْعَةِ التُعَسَاءِ بالخُلَصَاءِ

 

والقَاتِلونَ  النَاسَ بَغْيَاَ عِندَهُمْ *** في زِمْرَةِ الأبطَالِ والشُهَدَاءِ

 

شَتانَ ما تَدعُو إليه قلُوبُهم *** هَل حُبُ أحمدِ مَقتَلُ الأبنَاءِ

 

أنّ الذي بالمَاءِ غَصّ شَرَابُهُ*** هَيْهَاتَ إن يَشْفيهِ كَأسُ المَاءِ

 

هلْ حُبُ احمَدَ إنْ يُصَانَ كَرَامَة ً *** عن فِعْلِ غَرْبٍ شَذّ بالأنبَاءِ

 

يَرى في الصَلِيبِ مَكَانَة ًقِدسِيَة ً***بِهَوِيَةِ الشَحْنَاءِ والحَمَْرَاءِ

 

 وتَتيهُ في ذُلّ المَكائِدِ أوْجُهٌ *** نَظَمَتْ بِسِلكٍ عِبوَة الإغْوَاءِ

 

وعلى رؤوسِ الآلِ تَهْدُمُ قِبَة ً *** من ِ غيرِ إنكَارٍ ولا اسْتِحْيَاءِ

 

فأشدُّ ما يُدمي القلوبَ مَهانَةُ*** من صَاحِب ٍفي عِدَةِ النُدَمَاءِ

 

تَلقَاهُ يَلهَجُ ذاكِرَاً ومُسَبّحَاً *** ُمتقَرِبَاً     لله ِ    بالأشْلاءِ

 

النَاكِرون على الأنَامِ َموّدَةً *** لرسُولهِ والسادة الرُّحمَاءِ

 

ها قد طغَى الجُرحُ البغيضُ  مَفاسِدا*** واسْتفْحَلَ الدَاءُ على الأدوَاءِ

 

 

هذا النبي وفي يديه رسالة *** تطفو بكوثرها على الآراء

 

فلْ تَقْرَؤوا من يَوم احمَد مولَدا *** يعنِي السَلام بشرعَةِ السُمَحَاءِ

 

فلْ تقرؤوا من نورِ احمَد مَشرِقا *** ُهو والإباءُ مكانَةَ الشُرَفَاءِ

 

فل تقرؤوا من نَهْجِ احمَد مِنبَرَا*** يُعلي المَوَدّةَ في مَدَى النُبَلاءِ

 

إنَ الحَيَاةَ حَياةَ آلِ مُحمَدٍ *** فمُحمَدٌ ذا أشْفَعُ الشُفَعَاءِ

 

ما خَابَ من وَالاهُ عِندَ حِسَابِهِ*** وقلوبُ أبنَاءٍ إلى الزّهْرَاءِ

 

فهُم النجَاةُ فتفَيَئُوا بِظِلاِلهِم *** يا سَادَةَ الآبَاءِ والأبْنَاءِ

 

وتيقنُوا مَا مِن نجَاةٍ غَيرِهُم **** فَوقَ الثَرَى أو عَالَمِ الأحْيَاءِ

 

إن لم تكنْ هَذي صَلاةُ مُوَحِدٍ *** إني كَفَرْتُ بقيمَة ِ الأشْيَاءِ

 

إن لمْ يكنْ دَربِي بهذا موصل *** فلْ تَشْهَدُوا بتفَوقِ الأهْوَاءِ

 

أترى نعودُ بفِكرَة مشبوهةٍ *** أم بهْجَةٍ من وَقفَةٍ غَنّاءِ

 

ُعودُوا فذي الأصْدَاءُ ُمخْصِبُ ودّهَا *** هَا هَاهُنَا  أنشُودَةُ الرُّحَمَاءِ

 

فتمَسَكُوا بالآل ِ إن صِرَاطهُم *** لهَوَيّة ُالنَاجينَ يَومَ بَلاءِ
 

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت  15/نيسان/2006 -16/ربيع الاول/1427