جَادَتْ بآلاءٍ يَدُ العَلْيَاءِ ***
فازْدَانَتِ الدنيا مِنَ الأضوَاءِ
نَشَرَتْ ذَوَائِبَهَا تُعَبّقُ افقَهَا ***
لَمّا أدَارَتْ نَفحَةَ الأَشْدَاءِ
وَرَعَتْ عُهودَ مَوّدةٍ قُدسِيةٍ *** من أفضلِ
الصَلَواتِ بالأرجاءِ
فاسْتيقظَ الفَجَرُ النديُ بصبحِهِ *** في مبسمٍ
لَزّ المَدَى بسناءِ
غَرستْ بأعماقِ الضَمائِرِ حُبَّها *** نَشُطَتْ
كروح ٍٍ تُُحي للأَعْضَاءِ
خطَرت فهَزّت للثنا خُطَارَهُ *** من فرعِهَا
بالليْلةِ اللَيلاءِ
كمْ للكواكبِ أخجَلَتْ أسْرَارُها *** بسنا
المحيّى سَاعَةَ الآلاءِ
ها قد بَدتْ شَمساً أمَاطَت ُحجْبَها *** ُ
نثَِرت حَبَائِبُهَا على الجَوزاءِ
فتنَاثرت كالشِهبِ تَصنعُ مَجدَها*** والبُشرُ
يَسْبِقُ زَهوَة َالسَرّاءِ
جادت بإحسانٍ على إحْسَانِها *** وَشَتِيتُ
مبْسَمِها رَحِيقُ سَماءِ
وَرضَابُها عَسلٌ جنيٍّ قدْ حَلاَ *** في كلِ
نرجِسَةٍ على اسْتِحيَاءِ
قد زيَّنَت حُلَلَ المكارمِ والعُلا ***
بأَجَلِّ ما عُرَفَ المَدارُ النَائي
يا وَحيَ مِيلادِ النَبِيِ ومَا حَوَت***
أحداثُهُ من أرْوَعِ الأجْوَاء ِ
ذي ليلةٍ أنوارُهَا سَطَعتْ سَنا *** فأحَالَتِ
الدنيا مِدَادَ بَهَاءِ
شَعّتْ فذي الأكوانِ شذرةُ مَقدسٍ *** جَاءتْ
تُحَيّ اَشْرَفِ النُبَلاءِ
حتى المقاديرِ التي في غَيبِهَا *** َصلّته
ِسراٍ خِشْية َالرُقَبَاءِ
وتَسَابَقت كُلُ المَجَرَةِ تَحْتَفِي ***
بأمِينِهَا بَلْ سَيّدِ البُلَغَاءِ
سَجَدَت فَكَانَ سُجُودُهَا شُكْراً سَمَا ***
من وَاجِبِ العِرْفَانِ وَالإيْفَاءِ
لولاهُ ما كان الوجودُ ولا الوَرَى*** خُلِقُوا
ولا مَعنَى الثَرَى والمَاءِ
لولاهُ ما مَلكُوتُ قدسٍ بالسَما *** كلاَّ ولا
أرضٌ إلى الأحيَاءِ
لولاهُ ما كان الضياءُ ولا السَنا *** يَعلُو
البَسِيطَةَ عن سَمَا الأَفْيَاءِ
رفَّتْ فقَامَ الكونُ يَقصدُ أحمداً *** طُرَاً
يُصَلي أشْرَفَ الأسْمَاءِ
ويَذوبُ في مَعْنَاهُ حتى المُنتهَى *** يَدْعُو
مُحَمَّدَ أكرَمَ الكُرَمَاءِ
ِليُقِيمَ في ذاتِ النُّبُوَةِ مَعبَداٍ ***
هُوَ َخالِصُ التَوحِيدِ للأثناءِ
سجدت إلى سِكْنَاهُ سَجدةَ مُولَعٍ *** عَشَقََ
الهدى في ِملَّةِ الإحْيَاءِ
فعليه صلوا كالوجود وسلموا *** يا سادة الحفل
الزَهِيّ وَرَائِي
سبحانَ مَنْ خلقَ المَجَرَةَ واسْتوى*** فَوقَ
البريةِ أحكَمَ الحُكمَاءِ
لو لم تكنْ بالعرشِ بَصمةُ أحمدٍ *** لَهوى وقد
جَلّ عنِ الأكْفَاء
لو لم يكنْ بالكونِ شَخصُ محمدٍ *** عَدَمَاً
يرى نبأً من الأنباءِ
إن الرسولَ إلى الوُجودِ مُسَبِبٌ *** وضَمِيرِ
غَيبِ الله والإحْصَاءِ
هيّا أنشدوا فالمُلْكُ جَاءَ ُمرَتِلاً ***
سِوَرَ الهيَام ِ لأعْظَمِ العُظَمَاءِ
ُشدُّوا ِشرَاعَ الحَفْلِ إن ِشرَاعَهُ ***
مِنْ أقدسِ القُرُبَاتِ والآلاء
نطفُوا بهِ عن كلِ جهلٍ مُوْحِل ٍ*** ِمنْ
نِفْرَةِ الأحقَادِ والبَغْضَاءِ
لِنَشُدّ من إصُرِ التَآخي بَيننَا *** أن لا
يُزلزلَهن عَصْفُ عَداءِ
طَارَتْ بشملِ أنِيسِهم عَنقائُهَا *** في معشرِ
الأهْوَاءِ والأرزاءِ
ضَاقت بهم سِعةُ الفَضَا من مَحفِل ٍ*** من
طَاعَةِ الإصباح ِ والإمساءِ
للهِ سرُ اللهِ أيُُّ ضَمَائِر ٍ*** هِيَ
بالعيونِ مَقالَةُ العَمْيَاءِ
أنا أغْتدِي كالكَافِرِينَ لأنَنَي *** في
حُكْمِ مُبْتدِع ٍ إلى الأحْشَاءِ
وجِنَايَتي ُحبُّ النَبي المُصْطفَى***
والسَادَةِ الشُرَفَاءِ والنُقَبََاءِ
هَلْ بِدْعَةِ الحَفْلِ الكَرَيمِ كَبِدعَةِ ***
التَكْفِيرِ عِندَ الثُلّةِ الفقَهَاءِ
الآخِذُونَ من الكِتَابِ شِظِيِّهِمْ ***
النَاكِثونَ علَى هَوَى الطُلَقَاءِ
فتَألَبُوا يَرمُوا الحَقِيقَةَ تَارَةً ***
ُظلمَاً وأخرَى ِفريَةَ النُصَحَاءِ
شَهِدَتْ بِغِرِّ فِعَالِهُمْ أذنَابُهم *** في
مَسْرَح ِ الأنْوَاءِ والإدْمَاءِ
فالنَاسِفُونَ إلى الأمَانِ مَحَلِهِ *** في
شِرْعَةِ التُعَسَاءِ بالخُلَصَاءِ
والقَاتِلونَ النَاسَ بَغْيَاَ عِندَهُمْ ***
في زِمْرَةِ الأبطَالِ والشُهَدَاءِ
شَتانَ ما تَدعُو إليه قلُوبُهم *** هَل حُبُ
أحمدِ مَقتَلُ الأبنَاءِ
أنّ الذي بالمَاءِ غَصّ شَرَابُهُ*** هَيْهَاتَ
إن يَشْفيهِ كَأسُ المَاءِ
هلْ حُبُ احمَدَ إنْ يُصَانَ كَرَامَة ً *** عن
فِعْلِ غَرْبٍ شَذّ بالأنبَاءِ
يَرى في الصَلِيبِ مَكَانَة ًقِدسِيَة
ً***بِهَوِيَةِ الشَحْنَاءِ والحَمَْرَاءِ
وتَتيهُ في ذُلّ المَكائِدِ أوْجُهٌ ***
نَظَمَتْ بِسِلكٍ عِبوَة الإغْوَاءِ
وعلى رؤوسِ الآلِ تَهْدُمُ قِبَة ً *** من ِ
غيرِ إنكَارٍ ولا اسْتِحْيَاءِ
فأشدُّ ما يُدمي القلوبَ مَهانَةُ*** من صَاحِب
ٍفي عِدَةِ النُدَمَاءِ
تَلقَاهُ يَلهَجُ ذاكِرَاً ومُسَبّحَاً ***
ُمتقَرِبَاً لله ِ بالأشْلاءِ
النَاكِرون على الأنَامِ َموّدَةً *** لرسُولهِ
والسادة الرُّحمَاءِ
ها قد طغَى الجُرحُ البغيضُ مَفاسِدا***
واسْتفْحَلَ الدَاءُ على الأدوَاءِ
هذا النبي وفي يديه رسالة *** تطفو بكوثرها على
الآراء
فلْ تَقْرَؤوا من يَوم احمَد مولَدا *** يعنِي
السَلام بشرعَةِ السُمَحَاءِ
فلْ تقرؤوا من نورِ احمَد مَشرِقا *** ُهو
والإباءُ مكانَةَ الشُرَفَاءِ
فل تقرؤوا من نَهْجِ احمَد مِنبَرَا*** يُعلي
المَوَدّةَ في مَدَى النُبَلاءِ
إنَ الحَيَاةَ حَياةَ آلِ مُحمَدٍ *** فمُحمَدٌ
ذا أشْفَعُ الشُفَعَاءِ
ما خَابَ من وَالاهُ عِندَ حِسَابِهِ*** وقلوبُ
أبنَاءٍ إلى الزّهْرَاءِ
فهُم النجَاةُ فتفَيَئُوا بِظِلاِلهِم *** يا
سَادَةَ الآبَاءِ والأبْنَاءِ
وتيقنُوا مَا مِن نجَاةٍ غَيرِهُم **** فَوقَ
الثَرَى أو عَالَمِ الأحْيَاءِ
إن لم تكنْ هَذي صَلاةُ مُوَحِدٍ *** إني
كَفَرْتُ بقيمَة ِ الأشْيَاءِ
إن لمْ يكنْ دَربِي بهذا موصل *** فلْ
تَشْهَدُوا بتفَوقِ الأهْوَاءِ
أترى نعودُ بفِكرَة مشبوهةٍ *** أم بهْجَةٍ من
وَقفَةٍ غَنّاءِ
ُعودُوا فذي الأصْدَاءُ ُمخْصِبُ ودّهَا *** هَا
هَاهُنَا أنشُودَةُ الرُّحَمَاءِ
فتمَسَكُوا بالآل ِ إن صِرَاطهُم *** لهَوَيّة
ُالنَاجينَ يَومَ بَلاءِ
|