صالح عاشور يستغرب صمت الحكومة الكويتية وعدم ردها على تصريحات مبارك التي تشكك بولاء الشيعة

استمرت ردود الأفعال ازاء التصريحات التي أطلقها الرئيس المصري حسني مبارك لقناة العربية حول انتماء الشيعة العرب لإيران.

فقد استغرب النائب صالح عاشور الموقف الحكومي الكويتي الساكت تجاه تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك حول ولائه وانتماء المواطنين الشيعة لغير بلدانهم، وتساءل لماذا لم تقم الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية بإصدار بيان او تصريح حول هذا الموضوع وكأنهم يقرون ويؤكدون ما جاء على لسان الرئيس المصري.

وبين عاشور ان دور المواطنين الشيعة في المنطقة بشكل عام وفي الكويت بشكل خاص مشهود له على مر التاريخ سواء قبل الاستقلال او بعد الاستقلال وهذا الدور واضح من خلال التضحيات الكبيرة التي قدمها المواطنون الشيعة في الازمات واحلك الظروف التي مرت بها بلادهم وآخرها الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، حيث ضحوا بمالهم ودمائهم في سبيل عودة الشرعية والتحرير وتماسك الوحدة الوطنية وقاوموا المحتل وقدموا مجموعة كبيرة من الشهداء، وكانوا ما زالوا حريصين على القيام بواجباتهم الدستورية والقانونية.

وفي ختام تصريحه طالب عاشور الحكومة بموقف واضح وصريح حول هذه التصريحات الشاذة وغير المسؤولة من الرئيس المصري.

وقال رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي تعليقا على تصريحات الرئيس مبارك «انا لا اعتقد ان الرئيس حسني مبارك يعني بما قاله مواطني دولة الكويت خصوصا وان الجميع يعرف مدى ترابط الكويتيين مع بعضهم البعض وحرصهم على نبذ الطائفية وعدم اثارة الفتن»، مؤكدا ان اهل الكويت سنة وشيعة اكدوا ولاءهم لهذا البلد الطيب في احلك الظروف وكان آخرها الغزو الغاشم حيث ضحى الكثير من السنة والشيعة من اجل تراب هذا الوطن.

واضاف الخرافي الذي يشارك حاليا في اجتماعات مؤتمر البرلمانات الاسلامية الذي يعقد حاليا في العاصمة التركية اسطنبول «انا على يقين بانه لم يقصد الاساءة او التشكيك بوطنية اي مواطن كويتي» مشيرا الى ان الكويتيين محصنون امام كل من يسيء الى وحدتهم وترابطهم.

بدوره اكد رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بان هذا الامر لا يعني الكويت لا من قريب ولا من بعيد، وذلك لان التاريخ يشهد لشعبنا سنة وشيعة بمواقفهم الوطنية الراسخة والواضحة في الحفاظ على تلاحم نسيجهم الاجتماعي ووحدتهم الوطنية وشريعتهم في السراء والضراء.

واشار سموه في تصريح له حول ما تناقلته وسائل الاعلام بهذا الخصوص بان خير شاهد على وطنية الكويتيين وتلاحمهم هو التلاحم الوطني الرائع في وجه العدوان الصدامي الغاشم على الكويت والذي لم يفرق بين شيعتها وسنتها حيث وقف الجميع صفا واحدا حاملين السلاح والقلم مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على وحدتهم الوطنية وشريعتهم القائمة على عدم التفرقة بين ابناء المجتمع قاطبة.. وهو امر نفتخر ونعتز به وندعمه وسيبقى شعارنا قولا وعملا ما بقيت وبقي اهلها.

واكد السيد محمد باقر المهري ولاء الشيعة الكويتيين لبلادهم مشيراً الى تجربة الغزو التي شهدت وقوف الشيعة مع السنة صفا واحدا.

واعتبر عبدالكريم العقيلي الخطيب الحسيني تصريحات الرئيس مبارك مؤججة للفتن واجاب وكيل المرجع الديني اية الله الميرزا عبدالله الاحقاقي الشيخ عبدالله المزيدي على تصريحات مبارك بتساؤل يعكس الحالة في مصر قائلا: هل اقباط مصر موالون لدول اوروبية؟..

ومن اسطنبول ، أعلن عضو مجلس الأمة حسين القلاف أنه اجرى اتصالات مع بعض المجاميع البرلمانية في اجتماعات الاتحاد البرلماني الاسلامي الذي تشارك فيه الكويت وتقام اعماله في اسطنبول لإيجاد طرق ووسائل من شأنها تفادي اي اجواء توتر تحدث نتيجة لبعض التصريحات بشأن الموقف من ولاء وانتماءات الشيعة في الكويت وفي كل مكان، خاصة وان الوضع اصبح حرجا ويتطلب روية وحكمة واعتدال من شأنها ان تعود بالخير على الأمة الاسلامية والعربية.

وذكر القلاف في تصريح للصحافيين المرافقين لوفد الكويت للمؤتمر انه طرح الموضوع وابعاده وكيفية معالجته مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وبعض اعضاء الوفد اللبناني واعضاء الوفد البحريني وعدد من البرلمانيين الذين اجمعوا على ضرورة اطفاء مثل هذا الطرح.

وتساءل القلاف في هذا الصدد «هل ولاء الشيعة كان لحكومة شاه ايران في يوم من الايام»؟

وزاد بقوله انه اذا كان القصد الولاء للعقيدة فإن إيران تعتبر «حزمة من رزمة» في الشيعة فالمرجعية الشيعية ليست في إيران فحسب بل في العراق ولبنان والسعودية والبحرين وغيرها فكيف نقسم الولاء؟

 

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  11/نيسان/2006 -12/ربيع الاول/1427