بقاء الجعفري غير مرجح والمأزق الجديد هو الاختلاف على المرشحين الجدد

 يبدو من المؤكد أن الصراع المرير الذي يخوضه رئيس الوزراء العراقي المؤقت ابراهيم الجعفري للبقاء كمرشح رئيسي للائتلاف العراقي الموحد لرئاسة الوزراء في الحكومة المقبلة يتجه الى نهايته حيث من المتوقع ان يتخلى الائتلاف عن الجعفري كمرشحه لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة بسبب ضغوط من الساسة الاكراد والسنة بجانب ضغوط من جانب زعماء شيعة داخل الائتلاف نفسه يعارضون ترشحه بقوة. لكن مسؤولين بالائتلاف يخشون أن يؤدي استبعاده الى اثارة انقسام في الائتلاف في وقت يحتاج فيه العراق الى قيادة موحدة للتعامل مع أعمال العنف من جانب المسلحين ولتخفيف التوترات الطائفية.

ويواجه الجعفري انتقادات حتى من جانب البعض داخل الائتلاف باحتكار السلطة وعدم الكفاءة في الحكم.

وشهدت الازمة المستمرة منذ ديسمبر كانون الاول الماضي انزلاق العراق اكثر فاكثر الى حرب اهلية شاملة في الوقت الذي تضيف فيه اعمال العنف الطائفية وفرق الاغتيالات الى معاناة العراقيين الذين ثبطت عزيمتهم بالفعل بسبب الهجمات والتفجيرات التي ينفذها مسلحون من العرب السنة.

وقال ظافر العاني المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية السنية ان الجبهة ابلغت الائتلاف العراقي الموحد الشيعي يوم الاثنين "استمرار موقفها السابق بالتحفظ على ترشيح الدكتور الجعفري رئيسا للحكومة المقبلة."

وابلغ الرئيس جلال الطالباني وهو زعيم كردي الائتلاف يوم الاحد بأن الاكراد متمسكون برفضهم للجعفري وهو طبيب صاحب شخصية هادئة يرفض حتى الآن الدعوات لتنحيه.

ورغم أن الائتلاف هو اكبر كتلة في البرلمان إلا أنه يحتاج تأييد السنة والاكراد لتأمين اغلبية الاصوات لمرشحه.

وقال جلال الدين الصغير وهو عضو كبير في الائتلاف واحد قياديي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان الائتلاف سيجتمع بعد ظهر يوم الاثنين لبحث مسألة رفض الكيانات الاخرى للجعفري وايضا مسألة ايجاد بديل اذا سحب الجعفري ترشيحه مضيفا أن الائتلاف لا يستطيع مناقشة تشكيل حكومة دون تأييد السنة والاكراد.

وذكر مصدر كبير في الائتلاف أن القائمة العراقية الوطنية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ستعلن أيضا رفضها العمل مع الجعفري.

وقال "بعد أن نستمع رسميا لمطالب القوائم الاخرى مثل القائمة العراقية الوطنية التي سترفض ايضا العمل مع الجعفري فسنجتمع اليوم ونتخذ قرارا."

ويرى منتقدو الجعفري انه اساء استغلال سلطات منصبه وادار دفة الحكم بشكل يفتقر للكفاءة بل أن بعض شركائه الكبار في التحالف يعارضون ترشيحه لكن زعيم حزب الدعوة يرفض حتى الآن التخلي عن الترشيح.

وقال القائم بأعمال رئيس البرلمان عدنان الباجه جي يوم الاحد انه سيطلب من البرلمان عقد جلسة خلال الايام القليلة المقبلة مثيرا احتمال الخروج من حالة الجمود السياسي.

ويريد بعض القادة اجراء تصويت في البرلمان بشأن مسألة الجعفري لكن هذا من شأنه أن يضر بالائتلاف الشيعي الذي عمل على تجنب هذا التحرك ليتفادى تفاقم الانقاسامات الداخلية.

ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا القادة العراقيين مرارا إلى تسوية خلافاتهم لملء الفراغ السياسي الذي أدى إلى تصاعد وتيرة اعمال العنف الطائفي.

هذا وكان ممثلون عن لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية قد بدأوا اجتماعا الثلاثاء من اجل حسم موضوع مرشحه لمنصب رئاسة الوزراء ابراهيم الجعفري الذي يواجه برفض من بقية الكتل النيابية حسب ما افاد مصدر مقرب من الاجتماع.

وبحسب المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه فأن ممثلين عن الاحزاب السبعة التي يتشكل منها الائتلاف شاركوا في الاجتماع.

واوضح ان هادي العامري ورضا جواد تقي حضرا عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ونديم الجابري وباسم شريف عن حزب الفضيلة وجواد المالكي وعلي الاديب وخضير الخزاعي عن حزب الدعوة بشقيه وسلام المالكي وقصي عبد الوهاب عن التيار الصدري وحسين الشهرستاني عن قائمة المستقلون.

وتشير المصادر الى ان هناك خيارين امام الائتلاف: اما الذهاب الى مجلس النواب بمرشح الائتلاف الحالي ابراهيم الجعفري او تغيير اسم المرشح.

وكان حزب الفضيلة احد احزاب لائحة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) اكد الثلاثاء انه مستعد لتقديم مرشح بديل عن مرشح الائتلاف ابراهيم الجعفري الذي يواجه برفض من بقية الكتل النيابية.

وقال باسم شريف المتحدث باسم حزب الفضيلة في مؤتمر صحافي "اذا لم ينجح الائتلاف العراقي الموحد بتمرير مرشحه ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء فان حزب الفضيلة سيعود ليقدم مرشحه لهذا المنصب". واضاف "نأمل ان مرشحنا سيكون مقبولا من داخل الائتلاف وخارجه".

وكشف مصدر مقرب من رئاسة مجلس الوزراء اليوم الأحد أن الائتلاف العراقي الموحد يتجه

نحو إختيارالسيد علي الاديب من قائمة الإئتلاف ،مرشحا لرئاسة الوزراء.. بديلا عن الدكتور إبراهيم الجعفري .

وقال المصدر إن " المباحثات السرية الجارية حاليا بين أطراف قائمة الائتلاف العراقي الموحد ، تتجه نحو اختيار مرشح بديل عن الدكتور إبراهيم الجعفري لرئاسة مجلس الوزراء.. والإسراع في تشكيل حكومة."

والاديب هو الشخصية الثالثة في حزب الدعوة الذي يتزعمه الجعفري.

وأوضح المصدر أن قائمة الإئتلاف "سبق لها وأن اتجهت صوب إختيار عادل عبد المهدي ،

عضو القائمة عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية.. الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم."

وتابع ".. إلا أنه ضمن شروط الدكتور إبراهيم الجعفري لإختيار مرشح آخر غيره.. هو عدم ترشيح عبد المهدي."

بدوره قال الدكتور علي الدباغ السياسي المقرب من قائمة الائتلاف العراقي الموحد إن اسماء عدة مطروحة داخل كتلة الائتلاف ليكون احدها مرشحا بديلا عن الدكتور ابراهيم الجعفري لمنصب رئيس الوزراء بعد اعتراضات اطراف سياسية رئيسية على الأخير ،ولكنه قال إن الإئتلاف منقسم على نفسه بهذا الشأن.

وأضاف الدباغ ،وهو عضو سابق في الإئتلاف ان "البحث عن بديل لرئاسة الحكومة ليس حلا للخروج من الازمة السياسية الحالية وانما لابد من ان يكون هناك اتفاق داخل الائتلاف على المرشح لرئاسة الحكومة" ،مشيرا الى انه ضد فكرة البحث عن بديل.

واوضح ان "تراجع الائتلاف عن مرشحه يمثل نقضا واضحا للآليات التي وضعها الائتلاف ذاته."

وزاد ان اللجنة التي شكلها الائتلاف امس الاحد للتفاوض مع الكتل الرافضة للجعفري بدأت مفاوضاتها فعلا مع هذه الكتل وكان لقاؤها الاول امس مع القائمة الكردية وسيكون لقاؤها اليوم مع كتلة التوافق لمعرفة الاسباب الحقيقية التي تقف وراء المطالبة بتغيير مرشح الائتلاف ولبيان موقفها النهائي من هذه المسألة.

وعن توقعاته بشأن مدى إستجابة هذه الكتل للجنة ، قال الدباغ "قبل ان نبحث في مدى استجابة هذه الكتل لابد ان يكون هناك موقف موحد للائتلاف تجاه مرشحه لرئاسة الحكومة ، لأن الائتلاف منقسم الان بخصوص مرشحه بين مؤيدا ورافض للجعفري."

ومع حلول الذكرى الثالثة لسقوط النظام السابق لا يزال العراق يواجه خطر الفوضى الشاملة نظرا للمراوحة السياسية التي تعرقل قيام حكومة "قوية" قادرة على فرض الامن ومواصلة عملية ترسيخ مؤسسات الدولة.

 من جهتها صفت صحيفة عراقية الاثنين رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري بأنه «سياسي فاشل ويصر على التمسك بالسلطة بأسنانه وأظافره».

وقالت صحيفة «البينة الجديدة» وهي صحيفة شيعية إن «الجعفري يصر على التمسك بالسلطة بأسنانه واظافره مما راح الناس يشبهونه بصدام حسين في تهالكه على السلطة ولو على حساب مصلحة الشعب».

وأضافت: «لقد أثبت الجعفري أنه سياسي فاشل لانه لا يعرف ان السياسة فن الممكن ففشل في كسب الساسة الاخرين وتوحيدهم حوله كما فشل في كسب دعم الادارة الامريكية والبريطانية».

وقالت الصحيفة إن الجعفري: «لو فعل وضحى بمنصب رئيس الحكومة لكسب عقول وقلوب الناس وسيكتسب شعبية واسعة ويبرز زعميا نزيها زاهدا تحتضنه الجماهير ..لسوء حظ الشعب ان الجعفري فوت على نفسه هذه الفرصة الذهبية واغلب الظن انه سيخسر السلطة وحب الشعب معا».

وأضافت أن «الجعفري يعتقد خطأ انه يكسب الشارع العراقي بمعارضته لامريكا وبريطانيا وهذه عنجهية بدوية لايصفق لها سوى البدو وليس من يريد ممارسة فن الممكن».

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  11/نيسان/2006 -12/ربيع الاول/1427