كتل سنية عراقية ترفض إعلان 9 نيسان عطلة رسمية

انتظمت المدارس والدوائر الرسمية الأخرى في مدينة هيت بمحافظة الانبار يوم الأحد في دوام اعتيادي رغم إعلان الحكومة العراقية في بغداد اعتبار هذا اليوم التاسع من نيسان ابريل الذى يوافق سقوط بغداد عطلة رسمية.

ولاحظ مراسل (أصوات العراق) انتظام المدارس والمستشفيات والدوائر الحكومية الأخرى في عملها وبشكل اعتيادي فى هيت (170 كم غرب بغداد) متجاهلة الإعلان عن أن اليوم التاسع من نيسان عطلة رسمية.

وذكر قادمون من مدن أخرى في المحافظة أن تجاهل العطلة الرسمية قد سرى فى تلك المدن.

يذكر أن مدن محافظة الانبار بما فيها عاصمة المحافظة (الرمادي 110 كم غربى بغداد) كانت قد تجاهلت ومنذ خريف عام 2004 اعتبار يوم السبت عطلة رسمية وهو ما اربك الحكومة وساد في المحافظات الأخرى واختارت بدلا عن ذلك ولفترة طويلة يوم الخميس كعطلة رسمية بدلا عن يوم السبت. وتتواجد في مدينة هيت الآن قوة عسكرية مشتركة أمريكية وعراقية فيما تخلو المدينة من تواجد للشرطة العراقية بعد تدمير مركز الشرطة الرئيسى في المدينة قبل أكثر من عام ونصف على يد مسلحين.

على الصعيد ذاته أعلن الحزب الاسلامي العراقي اليوم الاحد رفضه أن يكون يوم التاسع من نيسان ابريل عطلة رسمية للعراقيين لانه يعد ذكرى لاحتلال العراق وليس لتحريره.  وقال بيان للحزب ان "الحزب الاسلامي لايرضى ابدا أن يعتبر هذا اليوم عطلة رسمية للعراقيين لان اختيار الاحتلال بديلا عن الطغيان والاستبداد لا يعد مكرمة تفخر بها الشعوب بل هي تجربة مرة ستجعل العراق والعراقيين عبرة للشعوب العربية والاسلامية لا ينبغي ان يكرروها." وأضاف البيان "بالرغم من إزاحة الظلم والاستبداد وتكميم الافواه وكبت الحريات إلا انه يبقى التغيير والتحرر من الداخل هو الخيار الوحيد الذي يجب الالتزام به."

في حين قالت الكتلة البرلمانية لجبهة الحوار الوطنى يوم الاحد إن يوم التاسع من نيسان ابريل من العام 2003 كانت بداية مرحلة مظلمة للعراق وان العراقيين قادرون على تحويل ذكرى "يوم الاحتلال" الى يوم "للمقاومة الوطنية". وقالت الجبهة التي يرأسها الدكتور صالح المطلك والتي استطاعت الحصول على 11 مقعدا في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في بيان لها اليوم بمناسبة ذكرى سيطرة القوات الامريكية على بغداد في التاسع من نيسان ابريل 2003 ان العراق في ذلك اليوم دخل "مرحلة مظلمة من تاريخه تمثلت بالاحتلال الامريكي الذي استباح بلادنا ودماءنا." وأضاف البيان أن العراقيين لم يحصدوا من السنوات الثلاث الماضية الا "الهشيم" وان الوعود التي وعد بها العراقيون لم تكن "الا اكاذيب تلو اكاذيب دفع شعبنا ثمنا مباشرا لها. وقال البيان "الوعد بالحرية تحول الى احتلال عسكري بغيض واكذوبة الازدهار اصبحت فقرا وصراعا من اجل البقاء وجيشا من العاطلين وشحة في كل شيء وان عهد الامان الذي وعدونا به لم يكن الا جثث يومية بالعشرات لارواح بريئة ودماء زكية تهدر مع اسوا سجل لحقوق الانسان في العام." وأضاف البيان أن "زمن الديمقراطية الموهومة ليس الا زمنا لعشرات الاف من المعتقلين في سجون الاحتلال والمعتقلات الحكومية."

وقال البيان إن العراق وبعد ثلاث سنوات من دخول القوات الاجنبية "وبعد ان كان نموذجا للتوحد اصبح يقف على حافة حرب طائفية تدفع باتجاهها جماعات سياسية سادية ونوايا اقليمية مريضة ومخططات دولية مشبوهة لا هم لهم الان الا ان ترى العراق ضعيفا متناحرا." وانتقد البيان قيام القيادة السياسية في العراق باعتيار اليوم عيدا وطنيا وقال "للاسف فان ما يدعو الى الاستهجان هو اصرار بعض القيادات السياسية (العراقية) للنظر الى هذا الدمار على انه عيد وطني."

ومضى يقول " فاي عار هذا الذي يزعمونه." وحاول البيان أن يفند ماتحقق في العراق خلال الفترة الماضية وهي الفترة التي شهدت تاسيس مجلس حكم وحكومتين انتقاليتين وانتخابات برلمانية تم على اساسها تشكيل لجنة اسندت اليها مهمة كتابة مسودة دستور عراقي، ثم انتخابات برلمانية لاختيار مجلس نواب دائم.

وقال إن الانتخابات التي شهدها العراق لم تكن الا "تزويرا لارادة الجماهير وان العراقيين صوتوا على أسس طائفية وقومية خلقت بينهم والتناحر والبغضاء... وان دستور العراق لم يكن الا مدخلا لتقسيم العراق ولاشاعة البغضاء بين ابنائه."

وأضاف البيان انهم يدعون أنه يوجد في العراق اعلام حر دون ان "يذكروا انه اعلام مسموم وان الصحافة في معظمها صحافة صفراء." وأوضح أن الادارة الامريكية "وازاء هذه الوقائع اضطرت الى الاعتراف مؤخرا بانها ارتكبت في العراق الاف الاخطاء." في اشارة الى تصريح وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا راييس عندما زارت العراق الاسبوع الماضي. واشار البيان "وهذا لا يكفي وانما عليها (امريكا) ان تصحح اخطاءها وان تدفع ثمن هذه الاخطاء." وقال البيان إن "شعبنا الابي قادر أن يحول الاحتلال الى حرية والسقوط الى سمو بعد أن قدموا الى العالم امثولة في عشق الحرية وبانهم اهلا الى الاستقلال والتوحد بعد ان جعلوا من يوم الاحتلال يوما للمقاومة الوطنية الباسلة." 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 10/نيسان/2006 -11/ربيع الاول/1427