اليوم العالمي المتحدة لمكافحة الالغام: 20 الف شخص يقتلون كل سنة

صادف يوم الرابع من نيسان/إبريل أول مرة يحتفى بها باليوم العالمي للتوعية بالألغام والمساعدة في العمل عليها، الذي أعلنته الأمم المتحدة كذكرى سنوية.

تشير احصاءات الامم المتحدة الى ان 15 الى 20 الف شخص يقتلون او يصابون بعاهات كل سنة في العالم بسبب الالغام المضادة للافراد او ذخائر من مخلفات حرب في مقابل نحو 26 الفا في نهاية التسعينات.

واكثر من 80% من هؤلاء الضحايا هم من المدنيين بينهم ما لا يقل عن 20% من الاطفال. ولا تزال حوالى 84 دولة تواجه هذه المشكلة.

ودعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الثلاثاء دول العالم الى بذل جهد اخير لانقاذ الكرة الارضية من الالغام وهو الهدف الذي يمكن بلوغه "في غضون سنوات" كما قال.

واكد انان في خطاب في نيويورك في مناسبة اول يوم عالمي ضد الالغام تنظمه الامم المتحدة ان الالغام "لا تزال تفتك كل يوم" لكن المفارقة "ان هذا الوباء من القرن الماضي يمكن ان يصبح احد اولى النجاحات في هذا القرن".

وكان انان يشارك في مأدبة عشاء لجمع تبرعات لعمليات الامم المتحدة لمكافحة الالغام المضادة للافراد عبر العالم. وقال ان الاتفاقية الدولية لعام 1997 التي تحظر الالغام المضادة للافراد والتي صادقت عليها 150 دولة "بدأت اعطاء نتائج ملموسة فالحكومات والدول المانحة والمنظمات غير الحكومية والامم المتحدة تتعاون على نطاق لا سابق له في اكثر من ثلاثين دولة".

واضاف ان انتاج الالغام وزرعها "في تراجع" والاتجار بها "يفترض ان يكون توقف" والمخزونات "اتلفت" وعمليات نزع الالغام "متسارعة" وحملات التوعية "في اتساع".

وقال ايضا "ان تحقيق هدف عالم خال من الالغام يبدو ممكنا في غضون بضع سنوات وليس بضعة عقود كما كنا نعتقد في ما مضى" مضيفا مع ذلك انه ينبغي لتحقيق ذلك "ان يبقى كل منا --اطراف مانحة وجمهور ودول معنية-- في حالة تعبئة".

وستخصص الاموال التي يتم جمعها اثناء مآدب عشاء عدة نظمتها الامم المتحدة مساء الثلاثاء عبر العالم لنزع الالغام في بعض الدول الاكثر تضررا مثل افغانستان والبوسنة والهرسك وكمبوديا وموزمبيق كما قال الامين العام للامم المتحدة.

واسفرت الالغام المضادة للافراد عن مقتل او جرح قرابة 1800 شخص في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ نهاية الحرب الاقليمية التي اجتاحت هذا البلد الشاسع في وسط افريقيا من 1998 الى 2003، على ما اعلن مركز مكافحة الالغام التابع للامم المتحدة في الكونغو. وقال هارونا وودراوغو مدير مركز تنسيق مكافحة الالغام التابع للامم المتحدة في مناسبة اول يوم عالمي لمكافحة العبوات الناسفة "ان المهمة ضخمة عندما نأخذ بالاعتبار حجم البلد (مساحته تعادل مساحة اوروبا الغربية) وغياب البنى التحتية لجهة الطرق وغياب الامن في عدد كبير من اجزاء شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية".

وقال "يلزمنا المال للقيام بعملية تقييم تقنية ضرورية لوضع خطة لنزع الالغام. كنا وجهنا في 2005 نداء لجمع 12 مليون دولار وتلقينا اقل من مليونين".

وحدد مركز الامم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية 1249 "منطقة خطيرة" حيث ثبت وجود شحنات متفجرة او يشتبه في وجودها بقوة، ولكن يستحيل حاليا تحديد عددها الاجمالي.

ومنذ نهاية الحرب، تم اتلاف قرابة 30 الف لغم غير منفجر و"ازيل التلوث" في حوالى 300 كلم من الطرقات ونزعت الالغام من مساحة 6،2 كيلومتر مربع. واعرب وودراوغو عن الاسف قائلا "ان ما قمنا به قليل ولم تحظ هذه المشكلة بالاهتمام الضروري من الجهات الدولية المانحة".

 وقال "الالغام تقتل كل شهر في جمهورية الكونغو الديموقراطية ووجودها له تأثير نفسي مدمر على السكان الذين يعيشون في الخوف لان الالغام لا تصمت بعد الحرب فهي لا تعترف باي اتفاق سلام".

وعلى الرغم من الحصار على الاسلحة المفروض على جمهورية الكونغو الديموقراطية اوضح وودراوغو "اننا لا نزال نجد الغاما وعبوات ناسفة لدى عناصر ميليشيات تم تفكيكها في ايتوري (شمال شرق) او لدى مقاتلين في مجموعات مسلحة اجنبية في كيفو (شرق)"، داعيا الى تعبئة وطنية ودولية اكبر ضد الالغام.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء  6/نيسان/2006 -7/ربيع الاول/1427