
رفضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الثلاثاء التخفيف من
التركيز عن احلال الديموقراطية في ايران مدافعة امام الكونغرس عن
مشروعها لادراج 75 مليون دولار في موازنة 2007 لتشجيع الديموقراطية في
الجمهورية الاسلامية.
وقالت رايس التي كانت تشهد امام احدى لجان مجلس النواب للدفاع عن
مشروع موازنتها للعام 2007 "لا اعتقد ان التكتم حول المشاكل
الديموقراطية في ايران هو الطريق المناسب".
وردا على سؤال نائب يخشى ان يؤخذ مشروع بث برامج اذاعية وتلفزيونية
اميركية باللغة الفارسية في ايران على انه تضليل اجابت "اني على قناعة
ان علينا التعبير عن ارائنا بشكل علني حول هذا الموضوع".
وقالت رايس "ان ما يقوله لنا الناس الذين يترددون على ايران وغيرها
هو ان الايرانيين يريدون ان تعبر الولايات المتحدة عن صعوباتهم". وخلصت
الى القول "يريدون ان يسمعوا اننا نعتقد فعلا انهم يستحقون
الديموقراطية".
وطلبت الادارة الاميركية من الكونغرس الموافقة على مبلغ 75 مليون
دولار لتطوير برامج اذاعية وتلفزيونية بالفارسية على غرار "راديو
اوروبا الحرة" و"صوت اميركا" خلال فترة الحرب الباردة.
يأتي هذا في وقت وصفت الولايات المتحدة التجربة التى أجرتها ايران
لطوربيد قالت أنه الأسرع فى العالم بأنها "تجربة تثير المخاوف خاصة لدى
دول الخليج". وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أدم ايرلى فى
لقاء بالصحافيين هنا أن تلك التجربة تعد "دليلا جديدا على البرنامج
العدائي الذى تتبناه ايران لتطوير أسلحة ونشر أنظمة تسلح يعتبرها
العديدون بمثابة تهديد لهم لاسيما دول الخليج التى تعد الأقرب جغرافيا
الى ايران". وكانت ايران قد أعلنت عن تطوير طوربيد مائى تبلغ سرعته 360
كيلومترا في الساعة وتجربته بنجاح فى المناورات العسكرية التى تجريها
فى مياه الخليج وذلك بعد أيام من اعلانها تطوير صاروخ قالت أنه قادر
على تفادى الرادار وتدمير عدة أهداف في وقت واحد. وقال ايرلى أن "قيام
ايران بتجربة صاروخ وطوربيد ذو قدرات نووية يظهر أن ايران لديها برنامج
تسلح لا يقدم شيئا لطمأنة جيرانها أو المجتمع الدولى" معتبرا أن "كون
هذا البرنامج يأتى فى ظل مساندة ايران للإرهاب ونشاطها النووى السرى
واخفاقها المستمر فى الاستجابة لمطالب وكالة الطاقة الذرية ومجلس الأمن
الدولى يظهر أسباب قلق الجميع من سياسات وأفعال النظام الايراني".
واعتبر أن "الاحساس بخطورة الموقف هو المحرك الأساس فى التوجه
الدبلوماسى الذي يتبعه المجتمع الدولي مع ايران" مشيرا الى أن ايران قد
قامت "بفض الأقفال الخاصة بتكنولوجيا التخصيب وتتحرك قدما نحو تطوير
قدراتها فى هذا المجال وهو ما من شأنه أن يمنحها المواد الانشطارية
اللازمة لصناعة سلاح نووي". وشدد ايرلى على أن تحركات ايران تستلزم
تحرك المجتمع الدولى "بسرعة وباجماع" للاستجابة للمخاطر "الجادة
والراهنة" التى يشكلها النظام الايراني. وقال أن "ايران تسخر من
المجتمع الدولى وترفض مقترحات الترويكا الأوروبية المؤلفة من ألمانيا
وفرنسا وبريطانيا فضلا عن روسيا كما تتحرك بمزيد من التصميم نحو تطوير
قدرات تخصيب نووية". تجدر الاشارة الى أن مجلس الأمن الدولى كان قد منح
ايران شهرا للإلتزام بقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف كل
أنواع الأنشطة النووية الحساسة غير أنه لم يذهب الى التهديد بفرض
عقوبات فى حال عدم التزام طهران بتنفيذ القرار. وكانت مصادر صحفية قد
ذكرت أن واشنطن ولندن تفكران فى تنفيذ ضربات جوية قوية لتدمير قدرات
ايران على تصنيع سلاح نووى فيما قالت مصادر رسمية ايرانية أن احدى
الرسائل التي تبعث بها المناورات الحربية هي أن إيران ستتصدى بحزم لأي
عدوان عسكري يستهدف مصالحها في الخليج.
من جهته وصف وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير تجربة
طهران لصاروخ "كوثر" ارض-بحر متوسط المدى بانها "استفزاز" وذلك في
مقابلة مع الشبكة الثانية في التلفزيون الالماني العام.
وردا على سؤال من واشنطن حيث يقوم بزيارة منذ الاثنين حول احتمال ان
يكون حصل "استفزاز ايراني" اجاب وزير الخارجية الالماني بالقول "نعم
انه استفزاز". واضاف ان ذلك "يزيد من قلق المجتمع الدولي ازاء التطورات
الجارية في ايران".
وفي معرض الحديث عن رفض طهران تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم على
الرغم من الطلب الرسمي لمجلس الامن الدولي قال شتاينماير "نامل ان تعود
طهران الى الصواب".
وكان وزير الخارجية الالماني حذر طهران الثلاثاء في واشنطن من ان
اطلاقها لصاروخ ارض-بحر متوسط المدى يفجر المفاوضات بشان البرنامج
النووي الايراني.
وقال الوزير الالماني ردا على سؤال حول التجربة الايرانية لصاروخ
+كوثر+ اثناء مناورات عسكرية في الخليج "ان ذلك لا يساعد المحادثات
وفوق كل شيء فاني مقتنع بانه لا يساعد ايران". واضاف "لا يعزز هذا
الامر الرغبة في اجراء مفاوضات مفتوحة مع الايرانيين عندما يواصلون
بقوة تطوير تكنولوجيتهم في مجال الصواريخ".
واعتبر ان اطلاق هذا الصاروخ طرح اشكالية خاصة بسبب الدعوات
"العدائية جدا" للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المتعلقة "بشطب
اسرائيل عن الخارطة".
والاثنين اعلنت ايران انها اجرت بنجاح تجربة طوربيد قوي في اطار
اسبوع المناورات العسكرية في الخليج. وتاتي هذه المناورات العسكرية في
حين قرر مجلس الامن الدولي الذي يشتبه في ان لدى ايران اهدافا نووية
عسكرية منح طهران مهلة ثلاثين يوما لتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم.
من جهته قال قائد الحرس الثوري الايراني يوم الاربعاء إن الولايات
المتحدة يجب أن تقبل وضع إيران كقوة إقليمية مضيفا أن العقوبات أو
التهديدات العسكرية لن تكون في مصلحة الولايات المتحدة أو اوروبا.
وكان يحيى رحيم صفوي القائد العام للحرس الثوري يتحدث الى التلفزيون
الحكومي أثناء مناورات حربية بحرية تستمر أسبوعا أعلنت فيها القوات
الايرانية انها اجرت تجارب ناجحة على أسلحة جديدة تشمل صواريخ
وطوربيدات.
وتقول إيران إن المناورات الحربية في الخليج التي بدأت يوم الجمعة
هي عرض للقوة الدفاعية لكن محللين يقولون إن التوقيت أثناء مواجهة
نووية مع الغرب يقدم تذكرة بأن ايران يمكنها ان تهدد طريق شحن رئيسي
للنفط.
وقال صفوي للتلفزيون الحكومي "يجب ان يقبل الامريكيون ايران كقوة
اقليمية كبرى ويجب ان يعلموا ان العقوبات والتهديدات العسكرية لن
تفيدهم وانما ستكون ضد مصالحهم وضد مصالح بعض الدول الاوروبية."
وتتزعم الولايات المتحدة وقوى اوروبية حملة دولية لكبح جماح
البرنامج النووي الايراني الذي يقول الغرب انه ستار لانتاج اسلحة نووية
وهو اتهام تنفيه ايران. وتقول واشنطن انها تريد حلا دبلوماسيا للنزاع
لكنها ستبقي الخيار العسكري مفتوحا.
وقال صفوي "اننا نعتبر وجود امريكا في العراق وافغانستان والخليج
الفارسي تهديدا ونوصي بألا يتحركوا الى تهديد إيران."
وقال إن الولايات المتحدة يجب ان تعوض اخطائها في العراق "بالخروج
من العراق وتسليم مصير الشعب العراقي للحكومة المنتخبة."
وأضاف "الدفاع عن استقلال ايران هو فلسفة القوات الايرانية."
وقال صفوي في يناير كانون الثاني ان ايران ستنتقم اذا تعرضت لهجوم.
وخلال المناورات الحربية قالت إيران انها اختبرت صاروخا من طراز
كوثر وهو صاروخ ارض بحر يقول المحللون انه مصمم لاغراق السفن وصاروخا
لا ترصده اجهزة الرصد تحت الماء وطوربيدا تم صنعه محليا وصاروخا لا
ترصده اجهزة الرادار.
وقال محللون عسكريون إن إيران لم تعلن تفاصيل كافية لتقييم القدرات
الحقيقية للاسلحة الجديدة لكن البعض يزعم انه مبالغ فيها.
وقالوا إن إيران التي تتمتع بموقع قيادي في الساحل الشمالي لمضيق
هرمز عند مدخل الخليج مازال بامكانها تعطيل الملاحة اذا واجهت تهديدا.
وفي هذا السياق صرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل
الثلاثاء ان المناورات العسكرية الايرانية التي يتم خلالها اختبار
اسلحة جديدة لا تمثل تهديدا للدول المجاورة لايران في الخليج معلنا انه
يرغب في زيارة طهران قريبا.
وقال الوزير السعودي للصحافيين "ليست المرة الاولى التي يقوم
(الايرانيون) بمناورات بحرية وانا لا اعتقد انهم يشكلون خطرا في حد
ذاته على اي من جيرانهم".
واعلنت ايران الثلاثاء انها اجرت بنجاح تجربة على صاروخ جديد
ارض-بحر خلال المناورات العسكرية التي بداتها الجمعة في مياه الخليج
الامر الذي تسبب بقلق دولي في حين تزداد التوترات بشان برنامج طهران
النووي المثير للجدل.
ويشارك حوالى 17 الف رجل في هذه المناورات المتوقعة منذ وقت طويل
لكن السلطات الايرانية كثفت في هذه المناسبة من تاثيرات الاعلان عن
التجارب مشددة على القدرات الدفاعية لترسانتها في الخليج.
وياتي هذا الاعلان اثر الاعلانات التي سبقت الاحد حول "صاروخ تحت
الماء بالغ السرعة" والجمعة حول صاروخ متعدد الرؤوس.
والامير سعود الفيصل مقتنع بتاكيدات طهران التي تقول ان برنامجها
النووي لا يخفي طابعا عسكريا. وقال ردا على سؤال حول موضوع امتلاك
ايران للاسلحة النووية "السؤال يفترض ان هناك اسلحة وايران تنكر ذلك
بشدة" مضيفا ان الايرانيين "لا ينكرون فقط ان لديهم اسلحة (نووية)
ولكنهم ينكرون ايضا النية بالحصول على الاسلحة".
واوضح "اننا نصدق هذا الانكار وناخذه على محمل الجد لذلك لا نرى
خطرا من حصول ايران على المعرفة بعلم الطاقة النووية اذا لم يؤد هذا
الى الانتشار". واضاف "اننا نعتقد بالتاكيد ان الانتشار تهديد".
وتعتبر الولايات المتحدة ان انشطة تخصيب اليورانيوم التي تقوم بها
ايران تخفي برنامجا عسكريا وهو ما تنفيه طهران.
وبحسب وزير الخارجية السعودي فانه لا يكفي منع دول الشرق الاوسط من
امتلاك اسلحة دمار شامل. وقال "لا يكفي العمل على عدم توسيع الدول التي
تمتلك اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط بل منع وانهاء امتلاك هذه
الاسلحة في الدول التي لديها الاسلحة مثل اسرائيل وهذه هي السياسة
الافضل".
والدولة العبرية لم تعترف ابدا بامتلاك ترسانة نووية لكن خبراء
اجانب يؤكدون انها امتلكت على مر السنين ما لا يقل عن 200 راس نووي.
من جهة اخرى اعلن الامير سعود الفيصل انه سيقوم بزيارة الى ايران
قريبا دون تحديد موعد زيارته.
وقد امهل مجلس الامن الدولي في 29 اذار/مارس ايران فترة ثلاثين يوما
لتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم. لكن الجمهورية الاسلامية اكدت انها لن
تنصاع لهذا الامر. |