
قامت ايران التي تجري مناورات عسكرية مهمة منذ الجمعة في الخليج
باختبار صواريخ جديدة محذرة "اعداءها" من "اللعب بالنار" وذلك في خضم
ازمة مع الغرب حول برنامجها النووي.
وقال الاميرال محمد ابراهيم دهغاني المتحدث باسم المناورات العسكرية
التي بدات الجمعة في الخليج "بعد ظهر الاثنين سيتم اختبار طوربيد قوي
صنعه الحرس الثوري".
ونقل التلفزيون الرسمي عن دهغاني قوله "في الايام المقبلة سيطلق
الحرس الثوري صواريخ جديدة في اطار مناورات +الرسول الاعظم+" مؤكدا ان
الشعب الايراني سيسمع "اخبارا مهمة تبعث فيه الفخر".
واعلن التلفزيون الرسمي الاثنين ان ايران اجرت تجربة ناجحة لطوربيد
"خطير" في اطار تلك المناورات. وذكر التلفزيون ان "هذا الطوربيد قادر
على تدمير اي سفينة على سطح المياه او تحته وفي اي عمق. انه اخطر
الاسلحة البحرية".
وتأتي هذه المناورات في وقت امهل فيه مجلس الامن الدولي ايران
ثلاثين يوما لوقف انشطة تخصيب اليورانيوم وذلك في بيان تبناه الاربعاء
الماضي بعد ثلاثة اسابيع من المفاوضات.
واعلنت طهران على الاثر انها لن ترضخ لهذا الطلب.
وتجري ايران دوريا مناورات عسكرية واكد المسؤولون الايرانيون ان هذه
المناورات تم التحضير لها منذ وقت طويل.
وقال الجنرال محمد حجازي قائد قوات ميليشيا الباسيج الاسلامية
التابعة للحرس الثوري للتلفزيون الرسمي "بعد اسابيع عدة من الحرب
النفسية (المتصلة بالملف النووي) توقع (الغربيون) ان نتراجع ونتخلى عن
حقنا ولم نكتف بعدم القيام بذلك بل اظهرنا قدراتنا" عبر هذه المناورات.
بدوره حذر الاميرال دهغاني "الاعداء" من اي هجوم عسكري على ايران.
وقال "احدى رسائل المناورات الحربية الى اعدائنا انهم اذا اعتدوا ولو
قليلا على مصالح الجمهورية الاسلامية في الخليج فسوف نتصدى لهم بحزم
عبر استخدام قواتنا البحرية وفي جزرنا وانطلاقا من البر".
واكد ان "هذه المناورات احدثت قلقا في صفوف القوات الاميركية
والبريطانية في المنطقة التي وضعت في حال استنفار".
من جهته ذكر الجنرال حجازي بان "الامن في الخليج وبحر عمان يصب في
مصلحة الجميع بمن فيهم ايران فكما ان تزويد العالم بالطاقة مرتبط
بالخليج فان مصالحنا الاقتصادية ترتبط ايضا بهذه المنطقة".
واضاف "على الاعداء ان يدركوا ان ارتكابهم اعمالا (عدائية) سيكلفهم
ثمنا باهظا عليهم عدم اللعب بالنار".
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اعتبرت الاحد ان
الولايات المتحدة تعطي الاولوية للنهج الدبلوماسي بهدف التوصل الى
تسوية مع طهران حول ملفها النووي لكنها "لن تسحب اي خيار من على
الطاولة".
واعلنت ايران انها اختبرت في الايام الاخيرة نوعين جديدين من
الصواريخ.
وفي هذا الاطار اختبرت الاحد "صاروخا تحت الماء يتمتع بسرعة فائقة
تصل الى 100 متر في الثانية وقادرا على الافلات من رادارات الاعداء
واجهزتهم لاكتشاف الاجسام تحت الماء" وفق مساعد قائد القوات الخاصة في
الحرس الثوري الاميرال علي فدوي.
وكانت طهران اعلنت الجمعة انها اختبرت بنجاح صاروخ ارض-ارض يستطيع
الافلات من اجهزة الرادار وضرب اهداف عدة في شكل متزامن.
وتملك ايران اصلا صواريخ "شهاب 3" التي يبلغ مداها الادنى الفي كلم
الامر الذي يجعل اسرائيل والقواعد الاميركية في الشرق الاوسط ضمن
مرماها.
ويشارك نحو 17 الف عنصر في مناورات "الرسول الاعظم" في حين تتصاعد
الضغوط الغربية على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وتراقب الدول الغربية التطورات في القدرات الصاروخية لايران بقلق
وسط أزمة بشأن البرنامج النووي الايراني الذي يقول الغرب انه يهدف الى
صنع قنابل نووية. وتقول ايران ان البرنامج مدني فقط.
وقالت ايران في وقت سابق في المناورات انها أجرت تجربة على اطلاق
صاروخ يضلل الرادارات وصاروخ سريع تحت الماء. ولايران موقع مؤثر في
التحكم بمضيق هرمز عند مدخل الخليج وهو مسار شحن رئيسي للنفط.
ويقول محللون ان الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ عملا عسكريا ضد
ايران اذا لم تحل النزاع النووي بالطرق الدبلوماسية. ويقول قادة
ايرانيون ان القوات المسلحة مستعدة للرد على أي هجوم.
وتسيطر ايران على مضيق هرمز في الخليج وهو منفذ بحري يمر عبره قرابة
40 في المئة من تجارة النفط في العالم.
وقال الاميرال علي فدوي من الحرس الثوري ان الصاروخ قادر على تفادي
"تقنية السونار تحت الماء وحتى لو تمكنت اجهزة سونار العدو من رصد
حركته تحت الماء فلا توجد سفينة قادرة على الافلات منه بسبب سرعته
العالية."
واضاف "الجمهورية الاسلامية هي الان واحدة من دولتين لديهما هذا
النوع من الصواريخ. (وعادة) ما تكون السرعة القصوى التي يتحرك بها
صاروخ تحت الماء هي 25 مترا في الثانية لكننا نملك الان صاروخا تصل
سرعته الى 100 متر في الثانية."
واستخدم الاميرال كلمة "صاروخ" بالفارسية بدلا من "طوربيد".
وتابع "السفن التي بامكانها اطلاق هذا الصاروخ تملك تقنية تتيح لها
امكانية التخفي ولا يمكن لاحد أن يتعرف عليها أو يهاجمها."
وقال علي أصغر سلطانية مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة
الذرية ان تجربة اطلاق الصاروخ يجب ألا تثير قلق العالم. واضاف انه
بحسب علمه فان الصاروخ لا يستطيع حمل رأس حربية نووية.
واضاف لشبكة (سي.ان.ان) الامريكية "يجب ألا يقلق العالم بسبب أي
دولة لديها انشطتها التقليدية العسكرية للدفاع عن النفس."
وقال فدوي ان الصاروخ "يحمل رأسا حربية قوية تسمح باستخدامه ضد
مجموعات من السفن الحربية والغواصات الكبيرة."
وجاء الاختبار في اطار مناورات بحرية ايرانية تستمر اسبوعا وبدأت
يوم الجمعة في الخليج وخليج عمان.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية أن الهدف من
المناورات هو اظهار قدرات ايران الدفاعية.
ويصف موقع الانترنت جلوبال سكيوريتي المعني بالشؤون العسكرية ومقره
الولايات المتحدة الصاروخ فجر-3 بانه قذيفة صاروخية من عيار 240
مليمترا مداها 40 كيلومترا وهو واحد من مجموعة من الصواريخ الخفيفة
التي طورتها ايران للاستخدامات التكتيكية اساسا في أرض المعركة.
لكنه يقول ايضا ان ايران تعمل على تطوير صاروخ اخر لا ترصده اجهزة
الرادار ومصمم لاغراق السفن في الخليج.
وقال دبلوماسيون في أوروبا هذا الشهر ان ايران تكثف عملية تطوير
صواريخ أخرى قادرة على حمل رؤوس حربية نووية وهو ما نفاه مسؤول ايراني. |