طارقان
وقميص عثمان:
التماهي قضية نفسية قد تتطور لتصبح عقدة لايمكن الفكاك منها اذا
لم يتم توجيهها بالشكل الصحيح، فمثلا الطفل كثيرا ما يتماهى مع شخصية
والده فيقلده في سلوكة وحركاته وسكناته لكنه بمرور الزمن قد يترك
الكثير من هذا اثناء مراحل بناء الشخصية المستقلة، وكذلك البنت، وكثيرا
ما كنا نرى الطلاب يتماهون مع شخصية الاستاذ الذي يكنون له حبا خاصا،
وتقديرا كبيرا، فعملية تقليد الاخر حالة مستمرة في تركيبة النفس
الانسانية، وهي بذلك قد تكون ايجابية في جانب وسلبية في آخر، غير ان
الاشكالية في قضية الدكتور طارق الهاشمي انه يرفض الانسلاخ من حالة
التماهي مع العقلية البعثية، ويبدو انه يكن اعجابا خاصا لطارق حنا عزيز،
فكلاهما يحمل نفس الاسم، ونفس الاحساس بالخضوع والتصاغر امام جبروت
الطاغية صدام، وإذا كانت الغالبية العظمى من السنة لا تزال تذرف الدموع،
وتطلق الزفرات والحسرات على غياب الزمن المنصرم حينما كانت خزائن
العراق تحت ايديهم يمولون بها مشاريعهم العدوانية، من حروب واثارة فتن
وصراعات داخلية وخارجية، حينما كانت تكريت العاصمة السرية لحكم العراق،
فان طارق الهاشمي ابى الا ان يكشف عن حقيقة نزعته البعثية، وهو لا يملك
غير التشبث بصورة البعثي القديم المتمرس على تمجيد انتصارات وهمية،
وبطولات دونكيشوتية، لا تملك اساسا ترتكز عليه، فكلنا يذكر اوهام
انتصارات صدام في حربه مع الجارة ايران، واكاذيب الوحدة الوطنية
وتلفيقات الاستفتاءات بنسبة 99.99%، ومازال الارشيف الاعلامي يذكر
قبلات طارق عزيز ووقوفه امام الطاغية صاغرا مثل اي طالب كسول نسى ان
يحضر واجباته اليومية، ولما تغير الزمن وتحولت الايام وصار طارق حنا
لايقدر ان يعبر عن خضوعه واعجابة بسيده الطاغية فيمكن لطارق الهاشمي
المتماهي بشخصية طارق عزيز ان يستذكر بطولات الطاغية، ومشاريعة الوهمية،
وان يذرف دمعة ساخنة على امجاد زائلة زوال الزبد الذي يذهب جفاءا، له
الحق كل الحق ان يحزن، ولكنه كرجل مثقف كان عليه ان يعرف ان سنن
التاريخ لا تتبدل، وانه لا دوام للطغاة حتى وان عمر احدهم الفا، ويبدو
ان صاحبنا لا يقرأ التاريخ جيدا، او انه اذا قرأه فيقراه من زاوية
اصحاب حرب الجمل الين حملوا قميص عثمان طعنا بامير المؤمنين علي عليه
السلام، ثم حملوا المصاحف في صفين ليوهموا التاريخ انهم دعاة رسالة
والرسالة و صاحبها منهم براء، فالمنهج العدواني هو المنهج، ومعاوية هو
معاوية وان تلبس بلباس طارق الهاشمي، أما الجرائم والاغتيالات والحروب
هنا وهناك، وسرقة اموال العراق وهتك الاعراض، والانحدار بالقيم
الحضارية والفكرية في ارض كانت ولاتزال مصدر الحضارات الانسانية،
ومشكاة نور اضاءت درب البشرية عبر ألاف الانبياء والرسل الذين عاشوا
ودفنوا على ارضها، او مروا بها ليتركوا اثار اقدامهم على رملها،
وليصنعوا للانسانية قيما عليا، فكل ذلك يمكن ان يتجاوزه طارق الهاشمي
عبر تماهيه المستمر بشخصية طارق حنا عزيز، فكما كان الاخير لا يجد حرجا
وغضاضة وهو يعرض على شاشات الاعلام ملامح خضوعة لاستاذه الطاغية، فان
طارق الهاشمي في تماهيه لايجد هو الاخر حرجا في التعبير عن اعجابة
باكاذيب استاذه الطاغية، ولا باس ان يذكر المشاهدين بالامجاد الوهمية
والشخصيات الورقية التي صنعها استاذه الطاغية، حتى اني بت لا افرق اي
الطارقين هو الذي على الشاشة.
لا تكمن العقدة في حالة التماهي المستمر، ولو كانت كذلك لكان من
الاسهل ان ننصح صاحبنا طارق الهاشمي بأن يعرض نفسه على اخصائي
بالامراض النفسية، وربما لو كان د. علي كمال رحمه الله لا زال حيا
لنصحناه بان ياخذ موعدا معه، لكن المشكلة تكمن ان البعض يصر على ان
يلبس جلبابا اوسع من مقاسه، فتراه يتعثر في خطواته كما يتعثر في كلماته،
ويخوض في بركة ضحله وهو يحسب انه يخوض في بحر لجي، ويسقط في فخ الكلمات،
ومسكين قميص عثمان لكثرة ما رفعوه من ايام حرب الجمل تهرأ حتى صار لا
يستر عورة.
عمليات ارهابية بقيادة هيئة علماء
المسلمين
الخبر واضح وصريح ومباشر ويكشف عن مخطط ارهابي بذيء لصالح تمرير
مطالب سياسية معينة: (بأوامر من السيد طارق الهاشمي وبتوصية من عدنان
الدليمي تم اطلاق سراح الصحفية الأمريكية ( كارول ) وقد سلم الإرهابيون
في (كتائب الثائر) وهي تنتمي الى كتائب أحفاد ثورة العشرين التي يشرف
عليها (هيئة علماء المسلمين ) وتتخذ من مناطق حول بغداد مسرحا لإعمالها
الإرهابية وخاصة في الزوبعي والدورة وأبو غريب ، سلمت الصحفية
الأمريكية الى الحزب الإسلامي لينال بعض الحظوة لدى الأمريكيين ، علما
أن الأمريكيين ومنذ شهرين تقريباً قد كلفوا الحزب الإسلامي في بذل
الجهود من أجل ذلك وقد وعد الأمريكيون السيد طارق الهاشمي ببعض الوعود
والتي تتمثل بالضغط على قادة (الإئتلاف العراقي الموحد) للتنازل عن بعض
الإمتيازات السياسية لصالح جبهة التوافق ومن هذه التنازلات قبول
التحالف على تشكيل (المجلس السياسي للأمن الوطني) وتعيين نائب لرئيس
الوزراء القادم من جبهة التوافق يمسك بالملف الأمني وإطلاق سراح بعض
الإرهابيين الذين سلمهم الجيش العراقي ووزارة الداخلية للقوات
الأمريكية وقد تم فعلاً إطلاق سراح أكثر من 400 سجين قبل أيام ..) وما
رسالة بوش الى سماحة آية الله العظمى المرجع السيد علي السيستاني دام
ظله للضغط على الائتلاف بتغيير مرشحهم، ولطرح شخصية غير السيد الدكتور
الجعفري رئيسا للوزراء الا من هذا الباب، وسواء صدقت الاخبار عن مضامين
هذه الرسالة او كذبت، فان الخطة موجودة والنية اكثر وضوحا من ان تخفيها
غرابيلهم المهترئة. فبعد ان افلست الجماعات السنية والكردية المناوئة
لقائمة الائتلاف وخاب فألها في تحقيق اي مكاسب سياسية بعد الفوز الساحق
لقائمة الائتلاف الشيعية، فعملت هيئة علماء السنة على اثارة الفتنة،
والمطالبة باستحقاقات كاذبة ولو بالتجاوز على الدستور، والتخلي عن
المنهج الديمقراطي، ثم وجدوا ان الامر لا يصلح لهم الا بمغازلة
الامريكان بعد ان هيأ لهم الطريق السفير الامريكي زلماي خليل زادة عبر
تصريحات بائسة حينما اراد وهو القزم ان يلعب دور الحاكم، فتجاوز كل
الحدود والاعراف الدبلوماسية، متناسيا ان منصبة ليس اكثر من سفير يمكن
للحكومة ان تطردة بحجة انه غير مرغوب بوجودة لقيامه باعمال التجسس،
ولخروجة عن البروتوكولات الرسمية، وبالتأكيد فان الحزب الاسلامي (طارق
الهاشمي) وهيئة علماء المسلمين قد تلقفوا تصريحات خليل زادة باعتبارها
ضوءا اخضرا للمزيد من عمليات ارهاب المواطنين والاجانب، وللضغط على
حكومة السيد الدكتور ابراهيم الجعفري لتحقيق اغراض سياسية ومكاسب
لايستحقونها، وكلها طبعا على حساب استحقاقات قائمة الائتلاف لا لشيء
الا لكون هذه القائمة شيعية الاتجاه، ولانها ترفض بشدة عودة البعث
واذنابة من امثال طارق الهاشمي والدليمي وعلاوي.
لقد كشفت عملية اختطاف الصحافية (جيل كارول) وارجاعها الى الحزب
الاسلامي من هم الجماعات الارهابية، من هم القتلة والمغتصبون لاعراض
الفتيات، من هم اصحاب السيارات المفخخة، من هم المشرفون والمنفذون
لعمليات تهجير العوائل الشيعية من مناطق سكناهم فصرنا نعرفهم بالاسماء
والهيئات التي يمثلونها، ويحق للشعب الان مطالبة الحكومة بمحاسبتهم
ومحاكمتهم، فالحزب الاسلامي وهئية علماء المسلمين قد اعترفا امامنا
بتورطهما وقيادتهما للعمليات الارهابية، وهل نحتاج الى اعتراف اكبر من
ذلك، وهم بهذا يقدمون لنا ايضا اعترافا آخر بالاتجاهات البعثية تشكيلة
الحزب والجماعة، بل انه منهجا بعثيا اكثر من ان يكون مجرد اتجاه، فبعد
تباكي الهاشمي ونواح الدليمي لم يعد هناك ما يخفى، وهم يحاولون جاهدين
نفخ الروح في جسد البعث المتهريء موتا وعفنا، عسى ان يبعث مرة ثانية
ولو بجسد هيئة علماء...!!! وليكن صدام الجديد بجسد الهاشمي او الدليمي
او لم لا يكون علاوي وعندها لا يحق لنا ان نعجب!!!
المملكة المتحدة- لندن
albayatiws@hotmail.com |