
ليس للذكاء علاقة بمستوى الثقافة العامة، فلرب راع لم يفارق قطيعه
اطلاقا يمكن ان يكون اذكى من شخص ربح المليون في البرنامج التلفزيوني
الشهير».
جاء هذا التعليق عندما قام البروفيسور ريتشارد لين الاستاذ في جامعة
اولستير بتصنيف معدلات الذكاء في دول العالم.
وقد احتلت ألمانيا وهولندا قمة الدول الاوروبية التي ترتفع فيها
معدلات الذكاء حيث جاءت معدلات الذكاء متساوية بينهما (107 نقاط)،
تلاهما بولونيا (106 نقاط)، بينما احتلت تركيا (90 نقطة) الموقع قبل
الاخير، يليها في الترتيب الاخير صربيا (59 نقطة)، وكانت رومانيا (94
نقطة) في المرتبة الثالثة ما قبل الاخير.
تصدر هذا الخبر كافة وسائل الاعلام وخاصة في رومانيا التي استنكرت
هذه النتيجة، وبدا هذا الاستنكار واضحا في الردود والتعليقات على هذا
الخبر، فقد صرح المحلل النفسي الروماني موغور تشيوماغنيانو «قد يكون
للبعض معدل ذكاء اقل ولكن لديه امكانية على التصرف بنجاح في حياته اكبر
من شخص لديه معدل ذكاء مرتفع الا ان لديه مشاكل انفعالية» واضاف «ان
معدل الذكاء يمكن ان يكون مرتفعا بمساعدة التربية».
وكتب احد المعلقين على الخبر «ليس للذكاء علاقة بمستوى الثقافة
العامة، فلرب راع لم يفارق قطيعه اطلاقا يمكن ان يكون اذكى من شخص ربح
المليون في البرنامج التلفزيوني الشهير». مضيفا «لا يمكن التدرب على
الذكاء ولن يتحسن بالتعليم، ما وهبك اياه الله من ذكاء هو لا يتغير».
هذا التصنيف قام به ريتشارد لين البروفيسور في جامعة اولستير في
ايرلندة الشمالية صاحب كتاب «معدلات الذكاء وثروة الامم،، بالاشتراك مع
تاتو فانهانن، صدر عام 2002» وقد اثبتا في كتابهما هذا بعد ان قام
باختبارات معدلات الذكاء والمؤشرات الاقتصادية في اكثر من 185 دولة ان
الاختلافات بين الشعوب المتقدمة يتم التعبير عنها بشكل افضل من خلال
مستويات ذكاء ابنائها، وان معدلات الذكاء الوطنية ذات معامل ارتباط
اكبر من 0.70 للنسمة الواحدة من الناتج الاجمالي المحلي.
وكان هذا البروفيسور اثار ضجة السنة الماضية عندما اعلن ان الرجال
اكثر ذكاء من النساء لانهن حصلن بالمتوسط على خمس درجات اقل مما حصل
عليه الرجال وفقا لتصنيفات معامل الذكاء، بريطانيا مسقط رأس البروفيسور
احتلت المرتبة الثامنة (100 نقطة)، بينما احتلت فرنسا (94 نقطة)
المرتبة (19) وهو موقع مماثل لكل من رومانيا وبلغاريا.
اغلب الدول التي احتلت النصف الاول من التصنيف تقع في الشمال،
وتفسير ذلك كما يقول البروفيسور لين هو ان البشر الذين يعيشون في بيئة
اكثر برودة واكثر قساوة في اوروبا الوسطى والشمالية يمتلكون ادمغة اكثر
تطورا من الادمغة التي يمتلكها الآخرون الذين ينتمون الى بيئات اكثر
حرارة، حيث يصل متوسط حجم الدماغ الى 1.320 سنتيمتر مكعب في اوروبا
الوسطى والشمالية، بينما يصل في اوروبا الجنوبية الى 1.312 سنتيمتر
مكعب. في الماضي كان سكان المناطق الشمالية مجبرين على العيش في اوقات
الشتاء القارس حيث لا يوجد نباتات، وكانوا مجبرين على صيد الحيوانات
الكبيرة. فالنظام الغذائي له تأثير كبير على معدل الذكاء، بينما حصل
سكان المناطق الجنوبية من بروتينات لحومية ومعادن وفيتامينات اقل، لذلك
فإن تطور ادمغتهم كان اقل بقليل كما صرح بذلك البروفيسور لين
لـ«التايمز». ومن الجدير بالذكر ان معدل الذكاء «العادي» يقع بين 85
و115 نقطة، بينما يقع تصنيف العباقرة بأكثر من 145 نقطة.
واعضاء الـ«منسا» هم من كافة الشرائح الاجتماعية ومن جميع ميادين
الانشطة والاعمال: بدءا من سائقي عربات الشحن الكبرى وصولا الى اساتذة
الجامعات الحاصلين على عدة شهادات دكتوراه، ومن المبرمجين والعلماء الى
رجال الاطفاء، ومن الاشخاص الذين يعيشون على المساعدات الى اصحاب
البلايين.
وحاليا تضم الجمعية في عضويتها اكثر من 100.000 عضو من اكثر من 100
دولة في العالم، وتقسم الجمعية الى فروع وطنية كل منها له قواعده
الخاصة وهي على ثلاثة انواع: فروع وطنية وفروع وقتية وفروع منبثقة
والفرق بينها يعود الى عدد الاعضاء في كل منها او الى درجة تنظيمها
والمسيطر عليها حاليا هو الفروع الوطنية في الدول الانجلو- ساكسونية
(بريطانيا 30.000 عضو، امريكا 43.000 عضو) وذلك بسبب ان «منسا» تعمل في
هذه الدول منذ فترة طويلة من الزمن. |