زلماي خليلزاد البشتوني الذي غاص وسط المياه الطائفية الضحلة في العراق

وداد فاخر

أظهر وجود السفير الأمريكي لدى العراق الدكتور زلماي خليل زاده والمولود في مزار الشريف في شمال أفغانستان  أزمة الولايات المتحدة الأمريكية مع الغالبية الفائزة في الانتخابات البرلمانية في العراق من الطائفة الشيعية .

فخليل زاد الذي يبلغ من العمر خمس وخمسين عاما من العمر ، والذي درس في الجامعة الأمريكية في بيروت ثم حصل على الدكتوراة من جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة والمتزوج من أمريكية ، لم يدرك العديد من تصرفاته التي لا تحمل أية ملامح دبلوماسية ، كونه ’يعرف أيضا بلسانه " غير الدبلوماسي" الذي أغضب منه زعماء بعض الدول.                                                               

فهو رغم تسنمه العديد من المراكز المهمة في كل من وزارتي الدفاع والخارجية في عهدي الرئيسين الأمريكيين رونالد ريغان وجورج بوش الأب ، وتتلمذه على يد نائب الرئيس الراهن ريتشارد تشيني الذي كان وزيرا للدفاع أثناء عمل خليل زاد فيها، إلا انه لم يستطع أن يثبت جدارته ونجاحه في التعامل مع الطيف العراقي خاصة الطائفة الشيعية في العراق بعد أن لاقى نجاحا في عمله كسفير للولايات المتحدة في أفغانستان .والسبب في فشله في العراق يعود لكون القضية العراقية أكثر تعقيدا منها في بلد تتقاسم النفوذ فيه القبائل الهيمنة الاجتماعية والشعبية مثل أفغانستان، بينما أرسى المذهب الشيعي في العراق أسس الولاء بالدرجة الأولى للمرجعية الشيعية في النجف الأشرف .

واثبت خليلزاد عكس ما صرحت به معلمته السابقة والحالية في كل من مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الدكتورة كوندليزا رايس التي قالت ( بأن له مقدرة واضحة في التوفيق بين الآراء المتناحرة وفي تحقيق نتائج في ظل أوضاع صعبة ) . لكنه فشل في التوفيق بين أي من الآراء المتناحرة في الوسط العراقي وخاصة بين طرفي الصراع الحقيقي حاليا السنة والشيعة فهو القائل في مقابلة مع صحيفة لوس انجلس تايمز والذي أشار فيها: "لقد فتحنا القمقم، والسؤال الآن هو: ما هو السبيل للتقدم إلى أمام؟ الطريق إلى أمام بنظري يتلخص في محاولة مد الجسور بين طوائف العراق المختلفة.". لكن يظل السؤال الوحيد هو إلى متى يظل خليلزاد صامدا بوجه التذمر الشيعي الذي يمثل الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي وفي وقت أصبح معلوما للجميع عودة الولايات المتحدة الأمريكية عن سياستها الأولى في الاستماع للأغلبية العراقية وإنصافها سوية مع الشعب الكوردي ، كون الكورد والشيعة هم من وقع عليهما ظلم الدكتاتوريات العسكرية المتعاقبة في العراق ، وكانا رأس الرمح الذي تحرك سوية مع الولايات المتحدة الأمريكية لإسقاط النظام الدكتاتوري البعثي في العراق .

ترى هل تسارع الولايات المتحدة الأمريكية لتصحيح بعض الأخطاء التي شابت عمليتها في تحرير العراق من ربق الفاشية العفلقية ، وأولها سحب سفيرها الذي لا يتقن لعبة الدبلوماسية من العراق واستبداله بسفير آخر ليعود خليلزاد في التعامل مع قبيلته من البشتون في أفغانستان حيث عرف عنه إنه قد صنع بيده رئيسها الحالي حامد كرزاي  ، أم إنها ستراتيجية الولايات المتحدة الثابتة في عودة مبرمجة لرجال البعث الساقط ولكن بشروط أمريكية مسبقة للحد من الفكر الديني الشيعي الذي يشكل بالنسبة لأمريكا خطرا مستقبليا على المنطقة ؟؟! .

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 1/نيسان/2006 -2/ربيع الاول/1427