الرئيس الايراني يركب الموجة النووية بمهارة لتعزيز شعبيته

(رويترز) - تصريحاته المتشددة بشان طموحات ايران النووية ودعوته لتدمير اسرائيل .. تثير الفزع في الخارج ولكن في الداخل يأسر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الباب انصاره الذين يحتشدون لسماع خطبه.

ومنذ فوزه المفاجيء في انتخابات الرئاسة العام الماضي يجوب احمدي نجاد ابن الحداد وعضو الحرس الثوري السابق الاقاليم لكسب تأييد مواطنيه بخطب تزخر بوعود عن توفير فرص عمل والقضاء على الفساد ومطعمة بعبارات قومية حماسية.

وقال الرئيس الايراني امام حشد في مدينة ياسوج الجنوبية هذا الشهر "لن تنام حكومتكم ومن يقومون على خدمتكم طالما هناك شخص واحد بلا عمل في البلاد" ثم تعهد بالا يتراجع ولو مقدار "ذرة واحدة" بشأن حق ايران في التكنولوجيا النووية.

وشكك بعض الاصلاحيين في اسلوب التعامل مع المحادثات النووية مع الغرب منذ توليه منصبه كما انتقد رفاقه من المحافظين برنامجه الاقتصادي لكن المحللين يرون ان شعبيته ومساندة الاجهزة الثورية له حجما من المعارضة نسبيا.

ويقول المحلل محمود على نجاد "نفوذه وشعبيته في الدوائر الرئيسية للثورة والحكومة.../تجعله/ في موقف يتعذر معه على شخصيات اخرى ان تعارضه."

ويحظى احمدي نجاد بتأييد من يكافحون لتوفير قوت يومهم في رابع اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم الي جانب مساندة ميليشيا الباسيج التي تحمي بحرص بالغ قيم الثورة الاسلامية.

ويقول المحللون ان عدد افراد ميليشيا الباسيج عشرة ملايين او اكثر وقد منحوا احمدي نجاد اصواتا مهمة ساعدته على الفوز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو حزيران الماضي رغم انه لم يكن ضمن المرشحين للفوز.

ورغم ما يتمتع به من قاعدة تأييد كبيرة الا ان سلطات الرئيس محدودة في النظام الايراني الذي تكون فيه الكلمة الاخيرة للزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي.

واستخدم احمدي نجاد في خطبه كلمات نارية وأحدث تغييرات كاسحة في المناصب الرسمية ليقود ايران على مسار قومي اكثر تشددا متجاهلا نهج الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي للتقارب مع الغرب.

وقال علي نجاد "انه بارع جدا. حاول جاهدا الا يعارض المباديء الاساسية للنظام الحاكم ولكنه في نفس الوقت جعلها اكثر تشددا."

واكتسبت لهجة احمدي نجاد المتشددة بشأن خطط ايران النووية التي تصفها طهران بانها سلمية تأييدا واسعا. ويربط كثير من الايرانيين بين الانجاز النووي والكرامة الوطنية مهما كان من يتولى السلطة.

ويقول انوش احتشامي وهو باحث ايراني بارز بجامعة دورهام البريطانية "يركب الموجة النووية بمهارة كبيرة لتعزيز شعبيته في الداخل."

وربما يراهن احمدي نجاد على احداث انقسام داخل مجلس الامن اذ لم يتفق الاعضاء الرئيسيون على نص بيان يدعو ايران لتعليق تخصيب اليورانيوم وهي عملية لها استخدامات مدنية وعسكرية.

وربما يراهن ايضا على ان الولايات المتحدة غارقة في مستنقع العراق لدرجة تمنعها من التفكير بشكل جدي في الهجوم على المنشات النووية الايرانية وهو الخيار الذي اعلنت واشنطن انه سيبقى مطروحا.

وانتقد بعض المعارضين الاصلاحيين معالجة احمدي نجاد للمحادثات النووية. وقالوا ان فريق التفاوض في عهد خاتمي نجح على الاقل في ابقاء ملف ايران النووي خارج مجلس الامن.

لكن لا يزال الاصلاحيون يداوون جراحهم بعد هزيمتهم المنكرة في انتخابات الرئاسة اثر اتهامهم بتجاهل الاقاليم والحديث عن اصلاحات سياسية واجتماعية لا تعني شيئا للجوعى والعاطلين.

وانتقد البرلمان الايراني الذي يسيطر عليه المحافظون البرامج الاقتصادية لاحمدي نجاد واقر ميزانيته بصعوبة ورفض مرشحه لتولي وزارة النفط ثلاث مرات قبل الموافقة على المرشح الرابع.

وقال الخبير الايراني باقر معين "اظهرت الميزانية ان هناك انقساما (بين المحافظين). لم تكن مهمته سهلة. ومن السابق لاوانه الحكم على ما اذا كان اوفى بتعهداته."

وصعدت وعوده من الطموحات الشعبية لذا فان اي فشل في تحسين مستويات المعيشة يمكن ان يضر باحمدي نجاد.

ويقول محللون ان دعم الاقتصاد باموال من خزانة الدولة ربما يؤدي لرفع نسبة التضخم ويضر بالفقراء وان كان الارتفاع الكبير في اسعار النفط في الوقت الحالي يسمح بتوفير سيولة تسعد انصاره.

ويحجم عدد كبير من الشركات الاجنبية عن العقود الايرانية خشية عقوبات محتملة من الامم المتحدة.

وقال احتشامي "هناك حالة من اليأس (بين المستثمرين) وستمتد شيئا فشيئا الى الجميع. قد يستغرق ذلك بعض الوقت وطالما استمر سعر النفط فوق ستين دولارا سيطول الوقت."

شبكة النبأ المعلوماتية-الجمعة 31/اذار/2006 -1/ربيع الاول/1427