مع غروب شمس أحد أيام العطلات الاسبوعية في دبي يستعد المقيمون في
المدينة وزائروها لقضاء الليل في النوادي والحانات والمقاهي المنتشرة
في المدينة. واشتهرت الامارة الخليجية المزدهرة اقتصاديا على مدار
سنوات قليلة ماضية بانها تعطي للترف واللهو حقه تماما كما تفعل مع
العمل الجاد.
وأصبح من المعتاد مشاهدة طوابير من الناس تقف خارج ملهى "تريلوجي"
الليلي الذي يعتبر اكبر واشهر ناد ليلي في دبي حاليا. ويتجمع عدد
متزايد من الشباب العاملين في دبي والسياح الذين يتوافدون من مختلف
بلدان العالم في اماكن مثل هذه من اجل الرقص والخروج من جو العمل
المجهد والترفيه بصفة عامة. وأشياء من هذا القبيل تجعل من دبي مدينة
متعددة الاعراق والجنسيات ومنفتحة وبالتالي مدينة أكثر تحررا.
وقالت المصرية خديجة شاهين التي تعيش في دبي حاليا للعمل "البلد هنا
منفتح على عكس السعودية الاكثر انغلاقا. أعتقد انه مثال رائع على
المناخ الدولي في مكان يمكن للمرء أن يحظى فيه بالترفيه وفي نفس الوقت
فانه منضبط للغاية."
ويتكون ملهى "تريلوجي" الليلي المزود باحدث انظمة الاضاءة والصوت من
ثلاثة طوابق وبه سطح تقام عليه حفلات في الهواء الطلق وقاعة رئيسية على
احدث طراز. وعند دخول أماكن مثل هذا المكان يشعر الشخص بانه يقف في
ملهى ليلي في أوروبا أو أمريكا.
واستضافت دبي مشغلي اسطوانات موسيقى (دي جي) مشهورين على مستوى
العالم على مدار اعوام وكان من بينهم اسماء كبيرة مثل جون ديجويد.
وقال ديجويد الذي يعتبر نجما في عالم تشغيل اسطوانات الموسيقى (دي
جي) والذي يعتبر علما في كبرى النوادي في اوروبا وامريكا "هذه هي المرة
الثالثة التي اشغل فيها الموسيقى في دبي. اول مرة اتيت الى هنا شعرت
بنوع ما بان الجمهور كان جيدا ولكنه لم يستوعب في الحقيقة ما حاولت ان
افعله. عندما اتيت الى هنا العام الماضي كان رد الفعل افضل بخمسين مرة
عن اول مرة شغلت فيها الاسطوانات هنا لذا فانه من وجهة نظر مشغل
اسطونات الموسيقى في الحفلات يشعر المرء بانه مع تشغيل كم من اسطونات
الموسيقى الدولية في الحفلات فان الناس يبدأون في التعرف على موسيقاك
أكثر ويبدأون في التعرف على اسطوانات الموسيقى التي يجري تشغيلها في
الحفلات اكثر."
ويعتبر ملهى (اي بي أو) اضافة اخرى ناجحة لمشهد مراقص الديسكو في
دبي.
وبدأت حياة الليل تزدهر هنا بالفعل منذ نحو خمسة أعوام مع بزوغ
صالات الديسكو والحانات في عمليات تطوير الفنادق. ويعتبر ملهى (اي بي
او) جزءا من فندق فاخر في دبي.
وتجعل كثير من القضايا مثل القوانين الصارمة الخاصة بالتصريح بتقديم
الكحول النوادي والحانات تزاول نشاطها داخل الفنادق وهو ما دعا
الكثيرين الى القول بان هذه الاجراءات تعرقل ازدهار الموسيقى الحقيقي
مقارنة بالمدن الكبرى الاخرى.
ورغم ذلك فان قافلة الملاهي تمر فالسياح من المملكة العربية
السعودية والكويت اللتين يحظر فيهما الكحول يعتبرون مصدرا رئيسيا للدخل
في دبي وتجعل حياة الليل هنا المدينة مقصدا رئيسيا لقضاء عطلة نهاية
الاسبوع بشكل سريع ورائع.
وقال خالد البعيني الذي يقيم في دبي "من جميع دول الخليج يجو
ويقدروا يعبروا عن ارائهم هون احسن وعن أفكارهم أحسن لان هون أكثر بلد
حرة في الخليج."
ورغم أن الامارات العربية المتحدة دولة مسلمة فان حكومة دبي تبدو
كما لو انها لا تشعر بأي حرج من المناخ التحرري المتنامي في المدينة بل
ان هذا المناخ يتم تشجيعه في الواقع. ورغم ان سكان الامارات محافظون
فان السلطات تعتبر حياة الليل جزءا مكملا لنجاح تنوع مصادر دبي
السياحية التي يعتمد عليها اقتصاد الامارة بشكل اساسي.
فهل بمقدور هذه الامارة المزدهرة التي تجتذب المزيد والمزيد من
السياح من الدول الخليجية الاكثر محافظة والدول الاوروبية ايضا ان تكون
في سبيلها الى أن تصبح مستقرا للحفلات مثل لندن ونيويورك.
وقال مشغل اسطوانات الموسيقى اليريطاني نويل ميلر الذي يقيم في دبي
منذ سبعة اعوام "هناك بالفعل كثير من العوامل التي تثبط النمو.. أولا
القوانين ثانيا حقيقة ان الفنادق والادارة على نمط الفنادق تسيطر نسبيا
على المشهد الموسيقي مما لا يعزز حقيقة نمو حالة الموسيقى. ايضا لديكم
نقص في الثقافة الموسيقية مثل عدم توافر موسيقى فعلية تعزف في النوادي
والتي لا يمكنك الحصول عليها في أي مكان في دبي. هناك متجر واحد
لتسجيلات الموسيقى في دبي ويقوم بعمل رائع ولكنه لا يدعم المشهد
الموسيقي. لذا اعتقد انه من المبالغة القول بان دبي تقف على قدم
المساواة فيما يتعلق بالنوادي في نيويورك ولندن." (Reuters ) |