الامريكيون لايريدون الجعفري رئيسا لوزراء العراق

قال سياسي شيعي بارز يوم الثلاثاء ان الرئيس الامريكي جورج بوش اوضح انه لا يريد ان يقود رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الحكومة العراقية الجديدة.

ونفت السفارة الامريكية ان الولايات المتحدة تتخذ مثل هذا الموقف وشددت على ان الولايات المتحدة لن تتدخل في خيارات العراقيين.

ويقوم السفير الامريكي زالماي خليل زاد بدور أساسي في اطار جهود امريكية مكثفة لكسر الجمود بين الشيعة وبين الاقلية من السنة والاكراد الذين يعارضون الجعفري.

وتقول مصادر سياسية عراقية منذ بعض الوقت إنها تعتقد ان الولايات المتحدة تعارض الجعفري الذي لم يفز بتأييد الائتلاف الشيعي لتوليه رئاسة الحكومة الا بمساعدة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يحظى بدعم ايران. وقالت مصادر من داخل الائتلاف الشيعي ان بعض الشيعة من منافسي الجعفري يبحثون أيضا التخلي عنه.

وقال رضا جواد التقي مساعد الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم لرويترز يوم الثلاثاء ان خليل زاد نقل رسالة شفهية من بوش إلى الحكيم يدعوه فيها لترشيح شخص آخر.

وقال مساعد للجعفري إنه أيضا يعلم بنقل مثل هذه الرسالة.

وقال التقي الذي ينتمي إلى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يقوده الحكيم إن بوش أرسل رسالة من خلال خليل زاد إلى عبد العزيز الحكيم بوصفه زعيم الائتلاف قائلا له إنه لا يتمنى ولا يريد أن يكون الجعفري رئيسا للوزراء.

والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق هو أكبر حزب شيعي ضمن الائتلاف العراقي الموحد الذي يضم حزب الدعوة بقيادة الجعفري. وفاز الائتلاف بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان في الانتخابات في ديسمبر كانون الاول ومن ثم له الحق في تسمية رئيس للوزراء.

وقال عدنان الكاظمي المسؤول بحزب الدعوة لرويترز إنه سمع بالتصريحات الامريكية مضيفا أنه إذا كانت هناك رسالة فقد كان من الافضل لو أن خليل زاد سلمها للجعفري.

إلا أن متحدثة باسم السفارة الامريكية قالت "مجلس النواب العراقي المنتخب ديمقراطيا له صلاحية التصديق على المرشح لمنصب رئيس الوزراء.

"ولن نتدخل في هذه العملية."

وفاز الجعفري بترشيح الائتلاف لتولي رئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة في عملية تصويت داخلية متفوقا على مرشح المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عادل عبد المهدي نائب الرئيس بصوت واحد.

ويقول مسؤولو المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العلن إنهم مستمرون في دعم الجعفري. ولكن معارضة العرب السنة والاكراد لترشيحه تسببت في أزمة في المحادثات الخاصة بتشكيل الحكومة بعد مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات.

وتقول مصادر سياسية عراقية إن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية يبحث امكان تغيير الجعفري لكنه لا يريد أن إنظر اليه على انه يشق صفوف التضامن الشيعي داخل الائتلاف.

وكان الحكيم انتقد علنا ما سماه تدخلا من جانب الولايات المتحدة وخصوصا دور خليل زاد في العراق.

ومن المتوقع في اطار مبادرة أعلنها الحكيم في وقت سابق هذا الشهر ان يجري خليل زاد محادثات مع مسؤولين ايرانيين سعيا لاحلال الاستقرار في العراق.

وكان الحكيم انتقد ما سماه تدخلا من جانب الولايات المتحدة وبخاصة دور خليل زاد في العراق حيث يعتبره الساسة لاعبا اساسيا في المفاوضات.

ولكن هناك مؤشرات على ان خصوم الجعفري من الشيعة مستعدون لاسقاطه سعيا لكسر الجمود. وقالت مصادر سياسية عراقية ايضا ان واشنطن لا تريد استمرار الجعفري.

ونفى البيت الابيض الثلاثاء المعلومات التي راجت في العراق ومفادها ان الرئيس جورج بوش ابلغ زعيم الاغلبية الشيعية العراقية بانه لا يريد ان يترأس ابراهيم الجعفري الحكومة المقبلة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية سكوت ماكليلان "يعود للشعب العراقي ان يقرر من يكون رئيس الوزراء. ولا اعتقد ابدا ان المعلومات التي تحدثتم عنها صحيحة".

كان يرد على سؤال طرحه عليه صحافيون حول ما اذا كان بوش بعث برسالة الى الزعيم الشيعي العراقي عبد العزيز الحكيم وقال له فيها انه لا يريد الجعفري.

وكان بوش بعث بهذه الرسالة الى الحكيم عبر السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد. واوضح ماكليلان "لست على علم باي رسالة".

ويخشى ان تعتبر هذه الخطوة في العراق بمثابة تدخل خطير في الشؤون الداخلية في وقت يزداد سخط الشيعة على الاميركيين.

لكن الجعفري لا يحظى بتأييد الاكراد والسنة الامر الذي يؤخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة حتى الان.

من جهته اعرب السيد محمود عثمان عضو مجلس النواب عن قائمة التحالف الكردستاني اليوم الاربعاء عن اعتقاده بان" الائتلاف العراقي الموحد يعاني من انقسام داخلي حول تأييده لمرشحه لشغل منصب رئاسة الوزراء."

وتابع السيد عثمان في تصريح لـ (أصوات العراق ) بقصر المؤتمرات في بغداد " كونهم لحد الان لم يرسلوا لنا برسالة مكتوبة من قبل زعيم قائمتهم السيد عبد العزيز الحكيم يؤكدون فيها تمسكهم بمرشحهم."

وكانت قائمة التحالف الكردستاني قد طلبت بمذكرة من الائتلاف ان يعيد النظر بمرشحه لشغل منصب رئيس الوزراء.

واضاف "ومما يدعم اعتقادي تصريحات بعض قادته حول هذا الموضوع,اضافة الى ان نصف الائتلاف لم يصوتوا للد كتور ابراهيم الجعفري اثناء التصويت داخل القائمة ".

وعما اذا لازال التحالف مصرا على رفضه للجعفري قال "نعم ان موقفنا لم يتدبل حول الجعفري ".

واشار الى ان موضوع رئاسة الوزراء لم يتم التطرق اليه بعد وانه سيتم التطرق اليه بعد الانتهاء من مسالة النظام الداخلي للوزارة وصلاحيات رئيس الوزراء و "العقدة الامنية ".

وحول المواضيع التي سيتم بحثها اليوم خلال اجتماع قادة الكتل قال عثمان:"سيتم استكمال موضوع العقدة الامنية ومن سيتراسها حيث لم يتم الانتهاء منها امس "

موصحا أن الكتل " ارتات الرجوع الى قياداتها في هذا الموضوع واليوم اعتقد انه سننتهي منه".

ويبرر السيد عثمان هذا الاختلاف بما وصفه"انعدام الثقة بين الطرفين قائلا "اعتقد ان هذا الاختلاف بين الطرفين هو لانعدام الثقة بينهم حيث يرى الائتلاف انه ليس بالامكان وضع الجانب الامني بيد قوة حديثة العهد في الحكومة ",

من جهته ، رد عضو مجلس النواب عن ( الإئتلاف العراقي) الموحد السيد سلام المالكي على الأنباء التي ترددت في وسائل الإعلام بشأن رغبة الرئيس الأميركي بوش عدم تولي الدكتور الجعفري رئاسة الحكومة بقوله إن هذه المسألة "من مهام الإئتلاف.. بالتشاور مع الكتل الأخرى."

وتابع "..وليس للولايات المتحدة ،أو غيرها ،(حق) التدخل في هذا الشأن ،والقرار هو قرار داخلي وليس خارجيا."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 30/اذار/2006 -29/صفر/1427