بريطانيا تحذر من فراغ سياسي في العراق وتتنبأ بحرب اهلية

قال وزير الدفاع البريطاني جون ريد يوم السبت ان تأخير تشكيل الحكومة العراقية يخلق فراغا خطيرا في السلطة في الوقت الذي واصلت فيه قوات امريكية وعراقية عملية تمشيط بحثا عن متمردين شمالي بغداد.

وقال ريد للصحفيين قبل عقد سلسلة من الاجتماعات مع الزعماء السياسيين بالعراق الذين لا يزالون يخوضون صراعا بشأن من سيرأس الحكومة الجديدة بعد ثلاثة اشهر من الانتخابات ان "الارهابيين يعشقون الفراغ".

ويتوقف انسحاب القوات الامريكية من العراق على قدرة الجيش العراقي الذي حلته السلطات الامريكية في عام 2003 ويعاد بناؤه بشكل سريع الان على مواجهة تمرد متصاعد وتزايد في جرائم القتل الطائفي.

لكن ريد اوضح يوم الجمعة انه ولو ان الجنود العراقيين يضطلعون بالمزيد من المهام فانهم غير مستعدين بعد لتولي مسؤولية عسكرية كاملة عن اي من محافظات العراق البالغ عددها 18 محافظة.

واضاف ريد ان هيئة تضم عراقيين واعضاء من قوات التحالف ستجتمع في الشهر القادم لتقدير التقدم لكن هذا يتوقف على تشكيل حكومة عراقية جديدة.

وقال ريد يوم السبت "بمرور الاسابيع والشهور وجدنا .. الفراغ السياسي يتيح لاصحاب النوايا الشريرة ومن يلجأون للعنف والارهاب الفرصة لملء هذا الفراغ."

وفي الوقت الذي يتصارع فيه زعماء الشيعة والاكراد والسنة بشأن حكومة جديدة يشهد العراق قتالا طائفيا مما يشعل مخاوف من حرب أهلية.

ويضغط السفير الامريكي لدى العراق زلماي خليل زاد على الزعماء العراقيين لتنحية خلافاتهم جانبا وتشكيل حكومة ائتلاف كبير تنظر اليها واشنطن على انها افضل امل لتحقيق الاستقرار في البلاد وتسمح لها بسحب قواتها البالغ قوامها 133 الف جندي.

وقال ريد للصحفيين قبل عقد سلسلة من الاجتماعات مع الزعماء السياسيين في العراق "الارهاب يريد الفراغ".

لكنه اضاف ان التحرك بسرعة زائدة يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية في العراق حيث يهدد كل تحرك سياسي بتأجيج التوترات الطائفية التي دفعت العراق الى حافة هرب أهلية.

وقال "لا فائدة من الاستعجال وتشكيل حكومة غير مناسبة."

وقال ريد "بمرور الاسابيع والشهور وجدنا .. انه في جميع المناطق الاخرى بما في العالم بما فيها حالتنا في ايرلندا الشمالية .. ان الفراغ السياسي يتيح لاصحاب النوايا الشريرة ومن يلجأون للعنف والارهاب الفرصة لملء هذا الفراغ."

وقال القادة العراقيون إن الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر كانون الأول ستدعم الاستقرار لكنهم لم يشكلوا حكومة على الرغم من مرور ثلاثة أشهر وتسبب الجمود السياسي في تاخر مساعي القضاء على أعمال المسلحين الذين يغلب عليهم العرب السنة .

وسئل ريد الى أي مدى بريطانيا مستعدة للضغط على الحكومة العراقية لتحسين سجلها في مجال حقوق الانسان فرد قائلا انه ينبغي النظر بموضوعية لهذه القضية الحساسة.

واضاف انه لا ينبغي المقارنة بين ماوصفه بحالات إساءة معاملة فردية عقب الحرب في العراق والقمع في ظل نظام صدام حسين.

وقال ريد "العالم لا يتغير بين عشية وضحاها من فساد وحشي شديد كما كان الحال في عهد صدام الى (سجل) رائع وخال من الشوائب لحقوق الانسان."

وتابع "في عهد صدام كانت الدولة تغطي على كل حالات انتهاكات حقوق الانسان. الان يتم الكشف عنها."

وقالت حكومة رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري مرارا انها ستتخذ موقفا صارما وتحقق في انتهكات حقوق الانسان لكن عراقيين كثيرين يشكون في ذلك.

وشنت القوات البريطانية في جنوب العراق حملة ضد رجال شرطة خارجين عن القانون في البصرة اتهموا بالقتل والفساد وتنفيذ مخططاتهم السياسية والمالية.

وأشاد وزير الدفاع البريطاني بانجاز الشعب العراقي للدستور والوحدة الوطنية بقوله "من تجربتنا في بريطانيا، ومع وجود قوميات متعددة مثل الايرلنديين والاسكتلانديين وغيرهم...إلا أننا إستغرقنا 500 سنة لكي نتحد ونصل للدستور، ولازال الايرلنديون غير متفقين معا. "

وتابع يقول " جئت لاهنئكم على السرعة التي أنجزتم بها هذه الوحدة ، وأنا جاد في تهنئتكم على عزمكم ومواجهتكم للارهاب."

وكان وزير الدفاع البريطاني ،الذى وصل الى بغداد أمس الجمعة فى زيارة لم يعلن عنها من قبل، قد التقى صباح اليوم برئيس الوزراء المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري .

واكد وزير الدفاع البريطاني جون ريد اليوم ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق لاحباط الهجمات الارهابية المستمرة التي تهدف الى تقسيم البلاد طائفيا.

وحذر الوزير البريطاني من انه كلما تأخر الوقت في تشكل مثل هذه الحكومة كلما اتجهت الاوضاع نحو تسهيل نشاط الارهابيين في العراق مشددا على ان من الحيوي جدا ان يتم تشكيل حكومة تضم جميع الاطياف العراقية العرقية والدينية.

وقال ان "تشكيل حكومة وحدة وطنية سيعتبر اكبر اشارة داخل العراق بانه لن يتم السماح للارهابيين بالقيام بما يقومون به الان لتقسيم العراق كما ستكون اكبر اشارة الى المجتمع الدولى على ان العراقيين الديمقراطيين متحدون".

واقر وزير الدفاع البريطاني بوجود مشاكل حقيقية في العراق لكنه قال بان الصورة مختلطة حول التقدم الذي تم تحقيقه في بناء عراق ديمقراطي وتعزيز سيطرة قوات الامن العراق وتنمية الاقتصاد "غير ان هذا النجاح غير مكتمل".

ونفى ريد الادعاءات بشأن صعوبة السيطرة على العراق وقال في هذا الاطار ان معظم اعمال العنف التي تشهدها البلاد تتركز في اربع محافظات فقط كم اصل 18 محافظة "وليس صحيحا بان كل العراق يصعب السيطرة عليه او ان الاوضاع في كل انحاء البلاد متشابهة".

واقر ايضا بان الارهابيين نجحوا في دفع عدد من الناس نحو المشاركة في اعمال عنف طائفية الا ان ذلك بعيدا كل البعد عن خطر نشوب حرب اهلية.

وعلى صعيد اخر اعرب وزير الدفاع البريطاني عن اسفه ازاء التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها عدد من العاصمة البريطانية من بينها العاصمة البريطانية لندن والمطالبة بسحب القوات البريطانية والامريكية من العراق.

وقال ريد "كنت اتمنى من المتظاهرين ان يدعموا الشعب العراقي" موضحا ان اولئك المعارضين للحرب والذين يدعون بان العراق على وشك الدخول في حرب اهلية هم في الحقيقية يدعمون اهداف الارهابيين.

واضاف "عندما تخرج الناس في شوارع لندن للتظاهر كنت اتمنى احيانا ان يخرجوا من اجل دعم الامم المتحدة واللشعب العرقي والديمقراطيين العراقيين وادانة الارهابيين".

وخلص قائلا "نأمل بان تقام تظاهرات تأييدا للامم المتحدة لانه وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي يقوم العراقيون ببناء بلادهم وتعزيز قوات امنهم ويجرون انتخاباتهم ويحاولون تشكيل حكومتهم ولهذا السبب تتواجد القوات المتعددة الجنسيات في العراق للمساعدة على تحقيق ذلك".

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين20/اذار/2006 -19/صفر/1427