صحيفة بريطانية: تقسيم العراق هو الحل لإنقاذه من حرب أهلية

طرحت جاريث ستانسفيلد الكاتبة في صحيفة صنداي تليجراف ، فكرة مثيرة للجدل، وهي أنه في ظل نذر الحرب الأهلية التي تلوح في الأفق في العراق، قد يكمن الحل في تقسيم البلاد.

وأشارت ستانسفيلد إلى عدة أحداث ساهمت في تأكيد وإبراز الهويات الدينية والعرقية والوطنية التي أفضت إلى الأزمة الحالية.

ومن بين هذه الأحداث هدم الدولة العراقية في الفترة الأولى من الاحتلال، وتشجيع جماعات سياسية محلية على الاستيلاء على السلطة في مناطقها.

وفي ذات الوقت تم حل الجيش العراقي لتجد قوات الاحتلال نفسها في مواجهة أعداء مسلحين شديدي البأس يتمتعون بمعرفة جيدة بالمكان وبتأييد السكان.

كما أنحت باللائمة على قوات التحالف في القهر الذي تعرضت له مدينة الفلوجة والصور التي نشرت عن انتهاكات في سجن أبو غريب.

ومن بين العوامل أيضا العقوبات التي فرضت على العراق لمدة عقد من الزمان قبل الغزو، والتي أعقبت حربا مع إيران استمرت عقدا أيضا.

كما أن من بينها الحكم المطلق للنظام العراقي المخلوع الذي كسر الروابط الاجتماعية ولعب على الاختلافات في المجتمع للحفاظ على استمراره، والتمرد الكردي المستمر على الدولة العراقية ، وتنامي التيار السياسي الشيعي في التسعينات.

وتقول ستانسفيلد: "ومهما كانت الأسباب، فما من شك في حرج الموقف الذي يقف فيه العراق الآن. وبالرغم من الجدل الدائر بين السياسيين والاكاديميين بشأن ما إذا كانت هناك حرب أهلية تدور في العراق بالفعل، فإن الحقيقة هي أن العنف يظل موجودا ولا يزال هناك قدر كبير من الأمل بين عامة العراقيين."

وتستدرك الكاتبة بالقول إنه مع اكتشاف عشرات الجثث يوميا، وإذا لم تكن هناك حرب أهلية، فلن يمر وقت طويل قبل أن تقع حرب بالفعل. وتضيف أن ما يتعين التعامل معه الآن هو ما يتعين فعله إذا استمر الوضع في العراق في التدهور.

وترى ستانسفيلد أنه يوجد في العراق بالفعل شكل من اشكال الانقسام، في ظل الحكم الذاتي الذي يتمتع به الأكراد في الشمال، كما ان البصرة خرجت بالفعل عن الفلك السياسي لبغداد.

وتقول: "السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:كيف سيتم التحكم في هذا التقسيم الإقليمي، وبالأخص فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني غير المقتصر على جنوب البلاد، بل في كردستان أيضا، التي تنظر إليها تركيا باعتبارات المصلحة الوطنية أيضا. اما بالنسبة لقوات التحالف، فلا يوجد الكثير مما يتسنى لها فعله."

وتخلص الكاتبة إلى القول: "قد يبدو أن إعادة رسم خريطة العراق، وتحديد هوية المجتمعات وفقا للدين أو العراق، مرتبطة بالاستعمار المعاصر. وسيولد ذلك معارضة سياسية قوية، لكنها قد تجعل الموقف في العراق أقل فوضى."

وأضافت: "أما من منظور الولايات المتحدة وبريطانيا، فإنه لا يمكن النظر إلى أي من الخيارات المتاحة على أنها حل جيد. لقد بلغنا نقطة أصبحت البلاد عندها على حافة الانهيار، والخيارات الوحيدة المتاحة تشوبها المشاكل. إن ما كان ينظر إليه قبل ثلاثة أعوام على أنه أمر مستبعد تماما - من جهة تقسيم العراق أو إقامة دولة فيدرالية - ربما أصبح الآن الأمل الوحيد."

ونقلت صحيفة الصنداي تليجراف خبرا على لسان وزير الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد، يحمل عنوان: "رامسفيلد: نحن نحاول معرفة ماذا سنفعل إذا سقط العراق في دوامة حرب أهلية". وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة بدأت التخطيط للتعامل مع حرب أهلية في العراق. وإن رامسفيلد كشف عن أن الجيش الأمريكي يقوم بمناورات للتنبؤ بما يمكن حدوثه في مثل هذه المواقف، حيث يقول رامسفيلد: "مجتمع الاستخبارات يفكر بشأن هذا ويحلله".

وتقول الصحيفة إن هناك علامات على أن الصراع الداخلي الذي أثر على أجزاء كبيرة من وسط وجنوب العراق ربما يكون آخذا في الانتشار.

كما نقلت صنداي تليجراف خبرا يتناول "محادثات إيران السرية مع مسلحين عراقيين تثير مخاوف من حرب بالوكالة". حيث عقدت إيران محادثات سرية مع قادة فصائل شيعية مسلحة من العراق ولبنان قبل أيام من إصدار مفاوضين إيرانيين تهديدا للولايات المتحدة بالأذى والألم، وذلك نقلا عن مصادر مستقلة في طهران.

وتضيف الصحيفة ان الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني عقدا مشاروات منفصلة مع مسؤولين في طهران.

وتشير الصحيفة إلى أن الصدر يسيطر على آلاف المقاتلين في العراق، ولديه القدرة على زعزعة استقرار البلاد واستهداف القوات الأمريكية والبريطانية، كما أن مقاتلي حزب الله المسلحين بالصواريخ يرابطون على طول الحدود مع إسرائيل.

وتقول الصحيفة إن الكشف عن هذه المشاورات أثار مخاوف من قادة إيران ربما كانوا يخططون لشن حرب منسقة بالوكالة باستخدام ميليشيات شيعية أجنبية بعد أن بلغ نزاعها مع الغرب حول برنامجها النووي أسوأ حد له.

وحول الدور البريطاني في العراق وجهت صحيفة الأوبزيرفر انتقادات موجهة إلى سياسة تصدير الأسلحة البريطانية بعد أن تم العثور على أسلحة كان يفترض أن تستخدمها الشرطة العراقية في أيدي مسلحين موالين للمتشدد الأردني المولد أبو مصعب حيث كشف تحقيق للصحيفة أن آلافا من الأسلحة التي زودت بها بريطانيا العراق وقعت في أيدي "إرهابين" من تنظيم القاعدة يستهدفون القوات البريطانية.

وتضيف الصحيفة أن "الشرطة العراقية تجند الناس من الشوارع دون التثبت من ولاءاتهم".

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين20/اذار/2006 -19/صفر/1427