كلما حاولت ان اتصور الرأس المطهر الشريف
لابي الاحرار رأيته مشرقا في السماء…
(1)
سبحان الذي اسرى براسك ظهرا
من الطف الى العرش .. من الارض الى السماء
تحف به الملائــــــكة .. ويستقبله الانبياء
يضيئ دما.. ويمطر دمعا لكل العيون
فيصير قاب قوسين او ادنى ..
يحمله سيد المرسلين ..قربانا للصلاة..
ويحرسه فطرس بجناحيه
(2)
هذا الرأس يحلق في كل الدنيا ..
فوق الموج وفوق الشطـــــأن..
نور من عرش الرحــــــــمن..
كوكب حب دري يسمو في كل زمان ومكان ..
يكتب سفر الثورة للانسان..
يختصر المجد برفض الطغيان..
فبأي الآلاء تكذب ياشيطان..
(3)
الرأس مضيئ ..ووجهه مشرق
وعيناه باسمتان ..
لانه متيقن ان موعده الفردوس ..
فبأي الآلاء تكذب ياشيطان..
(4)
منذ ولدنا والرأس نراه شموسا تسبح في الازمان ..
حين تموت الدنيا يبقى الرأس يسجل تاريخ الانسان..
فالرأس رديف الحق ..
قبل الخلق وبعد الخلق ..
فبأي الآلاء تكذب ياشيطان..
(5)
وردة من دم الرضيع ..
اهداها الرأس الى السماء ..
تلقفتها يد البصير السميع ..
فامطرتها دماءا خضراء ..
بها اينعت الأرض وازهرت..
لم ينقطع المطر .. سيظل يهطل إلى ما شاء الله
وردا وحنّاء
(6)
ستظل تبكي ابد الدهر ... ايها النهر الحزين ..
وتظل عطشانا للحرية والنور ..
لان ماءك المشاع ..
لم يتطهر بشفاه اطفال الحسين..
لم يرتوِ بدموع اطفال الحسين...
(7)
ايها الرأس .. ياعملاق الدنيا والاخرة ..
من يملك هذا الوهج المحمدي الذي يشع من عينيك ..
من يملك صوتك وانت تقرأ في كتاب الله وتبشر بالفجر والعدل..
ماانت رأس مقطوع من جسد عانق التراب ..
بل انت سر لبقاء الحياة
وانت رمزا لكل المظلومين ..
انت رأس الفقراء .. رأس الاباء..
رأس
الحرية..
راس
الانسانية ..
(8)
(اياكربلاء قولي بأي وسيلة توسلت حتى اختارك السبط مضجعا)
تحسدك البلدان والمدائن .. وتغبطك البحار والأنهار ومكة والأقصى..
ويزلقونك بأبصارهم كل عبيد الظلام..
لما يرون بوجهك شمس الحق
ويرون ان السماء تنزل احيانا تصلي عند رأس ِ
سيدك
الذبيح..
(9)
من هنا مر الانبياء ..يحملون قراب الماء.. لسيد يروي البشرية من
عطشه.. من كربلاء
توظأوا من فيض نور ابي عبد الله ..
وصلوا تحت قبة سيد الوفاء..
وضعوا جباههم على المنحر ..
ورتلوا انا اعطيناك الكوثر..
(10)
سيدي ياعرش الله في ارضه ..
وآيته العظمى في رسالة ..
الارض تستحي ان تراك وحيدا ممددا على ترابها مقطوع الرأس ..
والناعقون وراء الجلاد ..
اللاهثون خلف السراب ..
يتحننون بدمك امام السلطان ..
(11)
ايتها الملائكة .. احملي سيفه الى كل بقاع الدنيا..
فسيفه ثورة .. وموته بذره ..
ودمه فكره ..
ونحره شمس اشرقت على الارض ولن تغيب ..
(12)
ايها الرأس المحمول فوق النجوم ..
ايها الرأس – الشمس
سيظل الاحرار ينصتون الى نشيدك السرمدي..
ويقرأونك كتابا للخلود
يتعلمون منك سعادة الموت في انتصار الحق ..
ويستضيؤن بفيض نور مصباحك الذي لاينطفئ ..
ويمخرون عباب البحر بسفينتك التي لا تغرق ..
(13)
لم يشهد التاريخ رأسا تحمله الملائكة
تكلله ازاهير العرش..
وتحف به حدائق السماء ..
وترفرف عليه طيور الجنه ..
لوكان الاموي الذي يحمله على الرمح
وينتظر جائزة السلطان ..يبصره تاجا من النور في هيئة قرآن..
لخر صريعا من لحظته ومات..
(14)
ايها الرأس.. أنا اعرف انك سراجاً لكل العالم..
ومصباحاً للحرية..
وانك هوية الثوار والشهداء..
ينبوع الصباحات المطرزة بآيات العدل والحكمة والخلود
وانك وطنٌ ليس له حدود..
ولكني اعرف ايضاً أن سيفك الوحيد يشرقُ من كربلاء..
(15)
الرأس .. الشمس.. يتجه الآن إلى سامراء..
يظلّل بحكمته الالهية وبهائه النبوي
قبة الايمان المفجوعة…
كلاب وغرباء وجبناء يفجرون قلب الصفاء والحب …
ويذبحون شجرة النقاء والتوحد…
يسرقون التاريخ والنذور ..يطفئون الشموع والبخور…
يزرعون الشقاق ويلهبون النفاق..
الرأس يرتقي مئذنة الهدى ويكبر بأسم الله..
يانار كوني برداً وسلاماً على العراق..
سلاماً أيها الرأس…أيها الشمس.. أيها العراق.. |