الجهات الأربع لكربلاء المقدسة تغص بالزوار لإحياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام..

توقعات بان يصل عدد الزوار الى ستة ملايين

خاص بشبكة النبأ /أنمار البصري ..شكري الملك

في زحام بشري غاب لأكثر من ثلاثة عقود، غصت الجهات الأربع لمدينة كربلاء المقدسة بمئات الآلاف من زوار أبي عبدالله الحسين عليه السلام لتأدية زيارة الأربعين، وقد إمتلأت الشوارع الرئيسة القادمة الى المدينة المقدسة من بغداد والحلة والنجف الأشرف وقضاء عين التمر والطار والاخيضر وغيرها من الطرق المؤدية الى قلب كربلاء المقدسة إمتلأت بأعداد هائلة من الرجال والنساء والشيوخ والمعاقين القادمين لتأدية هذه الشعيرة الحسينية الخالدة.

وقد استقبلت شبكة النبأ الزوار الكرام القادمين مشيا على الأقدام من جهة مدينة النجف الأشرف وتواجدت في تلك المنطقة واطلعت بصورة متلاحقة على التحضيرات الكثيرة التي هيأها أهالي المنطقة  قرب مقبرة وادي السلام الجديدة وعلى جانبي الطريق الواصل بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة حيث انتشرت (الجوادر) والمواكب والتكيات الصغيرة التي أُنشئت خصيصا لإستراحة الزوار الافاضل وتزويدهم بالماء والشاي ووجبات الأكل واداء فروض الصلاة في اوقاتها وغير ذلك مما تتطلبه خدمة زوار الحسين(ع) في هذه الزيارة المباركة.

وقد لاحظت النبأ عشرات المواكب التي تقدم الشاي والماء والزاد باستمرار ومن دون كلل او تعب، وقد لفت انتباهنا احد الزوار هو وزوجته وهو قادم من قضاء ابو صخير في النجف وهو يرد على زوجته بأن الامام الحسين(ع) هو الذي سيحفظ أطفالهما من كل مكروه وعند الاستفسار من الرجل تبين انه وزوجته تركا أطفالهما في البيت من اجل اداء هذه الزيارة المباركة وعندما سألنا الرجل لماذا يقوم بذلك فربما تعرض اطفاله الى سوء، فأجاب (أكثر من ثلاثين عاما حرما الملعون صدام من هذه الزيارة، نريد أن نشبع منها ، اما الافال فلهم أبا عبدالله الحسين بجاهه عند الله سبحانه وتعالى سيحمي أطفالنا من كل سوء).

واقتربنا من احد خدمة الحسين (ع) وهو شاب في مقتبل العمر اسمه( لطيف) يوزع الماء على الزوار الكرام ويقول( إشرب الماء واذكر عطش الحسين) وسألناه منذ متى تقدم الماء للزوار القدمين، فقال منذ يوم السبت الماضي أي قبل اسبوع تقريبا وانا اتناوب مع اخوتي وابناء عمي في هذه القرية الصغيرة الواقعة قرب مقبرة وادي السلام على طريق النجف كربلاء ونقدم الماء والشاي ايضا لزوار أبي عبد الله (ع) وهذا أقل ما نستطيع ان نخدم به إمامنا الخالد وزواره الكرام.

ثم لفت نظرنا ركن صغير يقدم العالاجات السريعة والآنية لمن يشكو من الصداع او الاسهال او غيرذلك من الامراض المفاجئة التي قد تداهم الزوار أثناء سيرهم هذه المسافات الطويلة طلبا لشفاعة الامام(ع) واقتربنا من المكان لنرى مجموعة طبية مكونة من طبيب ومضمد صحى متطوعان لتقديم الخدمات الطبية لزوار الحسين وكانوا يقدمون الدواء المتوفر لمن يحتاجه من الزوار كأقراص البراسيتول وكبسول الالتهابات بأنواعها وبعض الشرابات والدهان الخاص بتشنجات العضلات بسبب السير المتواصل لمسافات طويلة من قبل الزوار الكرام القادمين من مناطق ومحافظات بعيدة كالبصرة والعمارة والناصرية والكوت والنجف الاشرف وغيرها، وقد سألت النبأ الدكتور سيد حسين عن طبيعة المهمات الطبية المقدمة للزوار الافاضل، فقال، انها خدمات بسيطة وسريعة لكنها مهمة خاصة تشنجات العضلات والصداع المتأتي بسبب الارهاق من السير لمسافات طويلة وغير ذلك من الحالات المفاجئة. وأضاف ان عملهما تطوعي لخدمة أبي عبد الله الحسين(ع) وزواره الكرام الذين يستحقون كل الرعاية والتكريم من أهالي كربلاء المقدسة.

بعد ذلك كانت للنبأ وقفة مع موكب أهالي الكوت الذي وصل المدينة المقدسة قبل اسبوع من الآن لتهيئة الموكب لزوار الحسين من أهالي الكوت، وعندما سألنا عما يقدمه الموكب للزوار الكرام، قال السيد أبو حيدر ان هذا الموكب ليس خاصا بتقديم الخدمة فقط لأهالي الكوت بل لكل زوار ابي عبد الله الحسين ونحن يوميا نقدم وجبتين في الغداء والعشاء لجميع الزوار الافاضل بلا استثناء.

وقد لاحظت النبأ من يقدم الشاي أيضا للزوار الافاضل والماء وهم من موكب أهالي الكوت الذين شمروا عن سواعدهم وخاصة الشباب الحسيني منهم وباشروا بتقديم كل ما يمكنهم من خدمكة لكل من يرغب بها ويحتاجها من زوار أبي عبداله الحسين (ع).

وهكذا يتواصل تدفق الزوار الكرام على هذه المدينة المباركة، من كل انحاء العراق ومن المسلمين من الدول الاسلامية، حيث يتوقع المراقبون وصول عدد الزوار الأكار الى ستة ملايين زائر في غضون اليومين القادمين، فهنيئا لزوار الإمام الحسين المؤمنين المضحين بهذه الزيارة الباركة التي ستحقق لهم شفاعة الحسين(ع) عند القادر العليم يوم الدين وهنيئا لنا ولكل المسلمين في ارجاء المعمورة هذه العودة المحمودة لتأدية طقوسنا المباركة في احياء ذكر أهل البيت عليهم السلام أجمعين.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 19/اذار/2006 -18/صفر/1427