
قال البيت الابيض يوم الخميس ان الولايات المتحدة منفتحة على اجراء
محادثات مع ايران بشأن تحقيق الاستقرار في العراق بعد أن استجابت
الجمهورية الاسلامية لعروض سابقة من واشنطن لفتح حوار.
وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض ان السفير الامريكي
بالعراق زلماي خليل زاد مخول بالحديث مع ايران بشأن قضايا تتعلق
بالعراق على وجه التحديد.
وكانت ايران رفضت في بادئ الامر عرضا أمريكيا لاجراء محادثات بشأن
جارها العراق حيث أثارت أعمال عنف طائفية مخاوف من نشوب حرب أهلية بعد
نحو ثلاث سنوات من الغزو الامريكي للاطاحة بصدام حسين. وغيرت ايران
موقفها بعد أن وجه بوش لايران أكثر اتهاماته وضوحا هذا الاسبوع قائلا
ان تدخل ايرانيين في العراق يساهم في تقويض الاستقرار في العراق.
وقال مكليلان ان قناة الاتصال هذه محدودة حيث انها لن تبحث الا
مسألة العراق أما القضية النووية فتبحث في مجلس الامن.
واضاف مكليلان "سفيرنا مخول باجراء محادثات مع قادة في ايران لكي
يعبر لهم مجددا عن بواعث القلق لدينا بشأن تدخلهم في العراق". ورفض
مكليلان أي وصف لذلك بأنه فتح حوار مع طهران.
ولم يستبعد ستيفن هادلي مستشار الامن القومي الامريكي اجراء محادثات
مباشرة مع طهران بشأن طموحاتها النووية.
وعندما سئل ان كانت الولايات المتحدة مستعدة للتحدث مع ايران مباشرة
اذا طلبت ذلك بشأن قضايا أخرى بخلاف العراق كرر هادلي تصميم واشنطن على
ان تحل القضية النووية الايرانية من خلال المفاوضات الدولية.
وقال هادلي "نعتزم النظر في أي نوع من محادثات كهذه في اطار
استراتيجيتنا الشاملة لجعل المجتمع الدولي موحدا ودفع ايران لتغيير
سياستها بشأن القضة النووية وبشأن دعم الارهاب ومعاملة شعبها."
واضاف "وسوف نضع مثل هذه القرارات التكتيكية في سياق ما اذا كانت
ستدفع استراتيجتنا الشاملة قدما."
وقال هادلي ان الجهود الدولية قد تثمر في اقناع ايران بالتخلي عن
موقفها المتشدد بشأن القضية النووية وقضايا أخرى تثير التوتر.
وأضاف "أعتقد اننا بدأنا نتلقى مؤشرات على أن الايرانيين بدأوا
أخيرا ينصتون. وهناك بداية لجدل داخل القيادة ويحدوني أمل في اجراء
مناقشة بين القيادة وشعبها بشأن ما اذا كان الطريق الذي يسيرون عليه هو
الطريق الصحيح من أجل خير بلادهم."
ومضى يقول "حدث ذلك فقط لانهم سمعوا رسالة موحدة من المجتمع الدولي."
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الامريكية طلب عدم نشر اسمه لانه غير
مخول بالحديث عن الحوار "نحن منفتحون على عقد اجتماعات مع المسؤولين
الايرانيين لبحث القضايا المتصلة بالعراق. ترتيبات عقد مثل هذا
الاجتماع سيتعين أن تتم مع بعثتنا الدبلوماسية بالعراق."
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الجمعة انها
تعتقد ان المحادثات مع ايران بشأن العراق ستكون "مفيدة" ولن يجري
توسيعها لتشمل طموحات طهران النووية.
وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الاسترالي جون
هاوارد في سيدني "تلك المحادثات ربما تكون مفيدة... لكن تلك المحادثات
تقتصر على المسائل المتعلقة بالبلد موضع النزاع ولهذا فانها في هذه
الحالة ستقتصر على المسائل المتعلقة بالعراق."
وجددت رايس تعليقات للبيت الابيض بأن قناة الاتصالات بشان العراق
ضيقة وأنها ستقتصر على مناقشة مسألة العراق وان المسألة النووية مكانها
مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقالت رايس التي تقوم بزيارة لاستراليا تستمر ثلاثة ايام "هذه ليست
مفاوضات.. لقد وجدنا أن من المفيد تبادل المعلومات مع الايرانيين واذا
فعلنا هذا فانه سيكون بشان العراق."
لكن مسؤولين امريكيين في العراق اتهموا يوم الجمعة ايران بالتدخل في
الشؤون الداخلية للجار العراقي وقالوا ان الجمهورية الاسلامية تقوم "بأنشطة
غير مفيدة" هناك.
وقال بيان للسفارة الامريكية ان واشنطن "قلقة بشأن الانشطة
الايرانية غير المفيدة في العراق. واسباب القلق هذه معروفة وتحدثنا
بشأنها."
لكن بيان السفارة الذي يرد على هذه التصريحات قال ان "مستقبل العراق
لن تقرره الولايات المتحدة أو ايران أو أي دولة اخرى. العراقيون هم
الذين سيقررون مستقبل العراق."
ويأتي هذا التطور الكبير في السياسة الامريكية في المنطقة تجاه
ايران في ظل تمسك الرئيس جورج بوش بعقيدته الخاصة باستخدام القوة
الوقائية ضد تهديدات أسلحة الدمار الشامل رغم حرب العراق وقال ان ايران
قد تكون أكبر تحد أمني للولايات المتحدة.
واصدر البيت الابيض وثيقة تحدد استراتيجية الامن القومي قال فيها ان
الولايات المتحدة تفضل بقوة استخدام الدبلوماسية الدولية لمعالجة قضايا
انتشار الاسلحة.
ودخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون صراع ارادات مع ايران
لاشتباه الغرب في ان طهران تسعى لاعداد برنامج لتصنيع اسلحة نووية لكن
ايران تصر على ان برنامجها سلمي وللاستخدامات المدنية فقط.
وقالت الوثيقة "قد لا نواجه تحديا من دولة واحدة أكبر من الذي
نواجهه من ايران."
وأكدت الوثيقة على الحاجة الى نتائج الجهود الدبلوماسية. وأضافت دون
اسهاب "هذه الجهود الدبلوماسية يجب ان تنجح اذا اريد تفادي المواجهة."
ويطالب الرئيس الامريكي جورج بوش بان تحقق الدبلوماسية نتيجة من
خلال المفاوضات لكنه لم يستبعد التحرك العسكري ضد ايران وان كان
الخبراء يعتقدون ان التورط الامريكي في العراق هو عنصر يقلل من هذا
الاحتمال.
وتحدثت وثيقة البيت الابيض أيضا عن مخاوف اخرى متعلقة بايران منها
انها ترعى الارهاب وتهدد اسرائيل وتسعى لافشال عملية السلام في الشرق
الاوسط وتعطيل الديمقراطية في العراق وتحرم الشعب الايراني من الحرية.
وحاولت الوثيقة الامريكية الفصل بين زعماء ايران والشعب الايراني
قائلة "استراتيجيتنا هي التصدي للتهديدات التي يشكلها النظام وفي الوقت
نفسه نوسع نطاق تعاملنا ونمد يدنا للشعب الذي يقمعه النظام." |