الحرية عند فلاسفة الغرب .. إضاءات في مدياتها وأشراطها

نضير الخزرجي*

مثلما شغلت الحرية اذهان المفكرين الاسلاميين, فانها شغلت اذهان المفكرين في الجانب الشمالي من الكرة الارضية، وهذه مسألة جد طبيعية نظرا لملازمة الحرية للانسان منذ آدم (ع)، واعتداء قابيل على حرية أخيه هابيل في الحياة والتمتع بما وهبه الله له، ومنذ ذلك التاريخ والانسان يبحث في مفهوم الحرية وحدودها وتطبيقاتها ومصاديقها الموضوعية.

 الحرية عند فلاسفة اليونان

وذهب على مذبح الحرية الكثير من الانبياء والعظماء والمفكرين، وفضّل البعض ان يهب حياته ويزهقها على يد اعدائه لئلا يتنازل عن حريته وبما يؤمن، وبما يعتقد بانه حقه في القول والفعل بما يراه حقا، اذ: "ليس هناك شيء اهم من حرية الارادة"(1)، مثلا فضّل سقراط (Socrates)(469-399 ق م) واضع باب التعريف في المنطق القديم، والذي اعطى للناس الثقة بوجدانهم عن فوضى السياسة وتشكيك الجدل(2)، فضل هذا الفيلسوف في بلد رفع اول ما رفع لواء "الديمقراطية المباشرة" الموت على التنازل عن افكاره وحريته، كانت افكاره وايمانه بحرية التعبير هي السبب وراء محاكمته المشهورة "ففي سن السبعين قدم سقراط لمحكمة اثينا بتهمة عقوق مبادئ اله اثينا وافساد عقول الشباب من خلال تساؤلاته المستمرة"(3)، كان يدرك خطورة الموقف وقد: "رأى سقراط انه لن يعامل بتسامح، وحضه اصدقاؤه على الفرار من اثينا فرفض، ولم تكن الا ايام حتى عقد له مجلس مؤلف من 500 قاض لمحاكمته .. قال سقراط: ليس على الارض انسان له الحق في ان يملي على الاخر ما يجب ان يؤمن به أو يحرمه من حق التفكير كما يهوى .. مادام الانسان على وفاق مع ضميره فانه يستطيع ان يستغني عن رضى اصدقائه وان يستغني عن المال وعن العائلة وعن البيت، ولكن بما انه لا يمكن ان يصل الى نتائج صحيحة بدون ان يفحص المسائل، مالها وما عليها، فحصا تاما فانه يجب ان يترك الناس احرارا، لهم الحرية التامة في مناقشة جميع المسائل بدون ان تتدخل الحكومة في مناقشتهم.

  ويضيف الكاتب المصري سلامة موسى (1887-1957م) أن حجج سقراط في دفاعه عن نفسه ورد تهمة الكفر التي اتهم بها كانت قوية الى حد ان خاطبه المجلس في الكف عن تعليم تلاميذه بحيث اذا وعد وعدا صادقا بذلك فان المجلس يعفو عنه، فكان جواب سقراط على هذه التسوية: كلا، مادام ضميري، هذا الصوت الهادئ الصغير في قلبي، يأمرني بان اسير واعلم الناس طريق العقل الصحيح فاني سأوالي تعليم الناس اصرح لهم بما في عقلي بدون اعتبار النتائج"(4).

واذا كان سقراط قد وصف الحرية بانها حرية الناس في مناقشة جميع المسائل دون رقابة سلطوية فانّ تلميذه افلاطون ()(Plato427-347ق م) اعتبر الحرية مفصلا هاما في حياة الناس: "وان النفس، بحكمة العلم، أي النظر والتأمل في الحقائق الأبدية، تستطيع ان تنفصل عن الجسم، (وتنحدر) منه، فالنفس تصل الى حريتها عن طريق النظر، والتأمل، والحرية هي  الارتقاء بواسطة الجدل العقلي نحو الوجود المطلق".(5)

وافلاطون هنا يعول كثيرا على الحرية، لانه زعم ان الانسان عاش بروحه المثالية قبل ان يعيش ببدنه، في عالم اسماه (عالم المُثُل): "وهناك عرفت روح الانسان روح الحقائق"(6)، فهو يرى ان الحرية ضرورية لان يصل الانسان الى ذلك العالم،عالم المثل، فالحرية عنده هي انطلاقة الانسان نحو كماله من دون عوائق او حواجز مرتبطة بشوائب الارض والجسد، ليس هذا على الارض فحسب، فهو يعتقد: "ان نفوس الفلاسفة الذين يناضلون في حياتهم من اجل ملاحقة الحكمة والسعي وراء نيلها ستتحرر بعد الموت من كل قيود الجسد ولوثاته".(7) وهذه اشارة واضحة من افلاطون الى ان الانسان سيعود كما جاء الى عالم المثل، ولكن شريطة ان يكون حرا في متابعة الحكمة وان لا يقيد نفسه باواصر الارض والجسد، وبالطبع فان هذه مرحلة متطورة في سلوك الانسان قليل من يرتقي اليها، وعند حديثه عن المدينة الفاضلة التي ينشدها او مدينة الحرية والديمقراطية فانه يشير الى حرية: "كل انسان في ان يرتب وينظم حياته بالصورة التي تناسبه تحت قانون ينطبق على الجميع"(8)، ففي المدينة الفاضلة يرى افلاطون: "ان الحرية هي افضل واكمل ما يملكه الناس، ولذلك فهناك مدينة واحدة فقط هي عندما يملك المرء الحرية الطبيعية للعيش بسلام".(9)

ان التأكيد على تجرد الروح في حياة الانسان وحريته نجدها في فلسفة خريج الاكاديمية الافلاطونية في اثينا, الفيلسوف ارسطو (Aristotle) (384-322ق م)، فهو قد وجد ان النفس هي مدار حياة الانسان ونشدانه للحرية والعيش بسلام وطمأنينة.(10)

الحرية المشروطة

وكما صعب على المفكرين المسلمين، ان يهتدوا الى تعريف جامع مانع، لم يهتد اليه المفكرون الغربيون، يقول الباحث العراقي الشيخ آل نجف: "واذا ما طالعنا التراث الغربي في تعريف الحرية وتحديد معناها ومفهومها رأينا فيه تأكيدا متواصلا على وجود تعاريف ومعان مختلفة كثيرة للحرية حتى قال مونتسكيو انه: ليست هناك كلمة اعطيت معاني مختلفة كالحرية، ثم عرفها بقوله: ان يقدر المرء على ان يعمل ما ينبغي عليه ان يريد، وألاّ يُكره على عمل ما لا ينبغي ان يريد، هي الحق في ان يعمل المرء ما تجيزه القوانين العادلة، واذا كان المواطن ان يعمل ما ينهى عنه كان لغيره نفس هذا الحق فتلاشت الحرية".(11)

    ونلاحظ في هذا التعريف انسجاما في رؤية القانوني الفرنسي مونتسكيو (Montesquieu Charles Louis De) (1689-1755م) للحرية وتأطيرها بالقانون، وهو انسجام نابع من خلفيته القانونية وهو مؤلف كتاب (روح الشرائع) الذي كان له تأثير غير قليل في تطور دستور فرنسا في عهد الثورة التي اندلعت بعد 34 سنة من وفاته، وقد اشتهر عنه قوله ان المملكة التي توجدها الحرب تحتاج الى حرب لتحافظ على كيانها(*) ويقدم "كتاب روح الشرائع الى جانب كتابين اخرين دروسا حول الطغيان والحرية"(12)

   لكننا نجد الفيلسوف توماس هوبز  (Thomas Hobbes)(1588-1679م) البريطاني الذي يعد أحد أضلاع المثلث الفكري السياسي الى جانب ميكافيللي وسبينوزا، الذين ساهموا في وضع النظريات السياسية للدولة الحديثة في بريطانيا وفي اوروبا، لا يعول كثيرا على القانون، فهو يعتقد ان كينونة الحرية في الانسان دافع اساسي لإعمال حريته وليس القانون، يقول البروفيسور ريتشارد توك(Richard Tuck)استاذ القانون الدولي في جامعة هارفارد الاميركية: "لقد اخذ هوبز في عمله السياسي عهدا، بانه اذا لم يكن الانسان حرا بحق وحقيقة، فليس هناك موضع للادعاء بان هذا الانسان يكون متمتعا بالحرية فقط عندما يكون تحت نظام قانوني معين .. اذ تبقى الحرية عند هوبز نصا يمتلك معنى واسعاً، ولكنه مشروط بعدم وجود موانع لاحراز ما يرغب فيه الانسان، فالارادة او الرغبة لوحدها لا تكفي لاطلاق معنى الحرية"(13)، يفهم من كلام هوبز ان الحرية ينبغي ان تكون جزءاً من الانسان لا ان تقوده القوانين اليها، على ان تكون هذه الحرية حقيقية لا وضعية، وهوبز صريح في مدعاه، فامتلاك الارادة والرغبة لا يعنيان الحرية بعينها مادامت هناك موانع تحجز الانسان عن تحقيق رغبته وتمرير ارادته، وهوبز كغيره من رواد الفكر السياسي الغربي، يؤمن ان حرية الانسان تنتهي عند حرية الاخرين، على انه ذهب في تنظيره السياسي كالفيلسوف الايطالي ميكافيللي (Niccolo Machiavelli) (1469-1527م)، الى دعم سلطة الملك وتنازل الناس عن بعض الحقوق الشخصية لصالح سلطة الملك.(14) لكن هوبز رفض وهو يتحدث عن اهمية الحرية وقد وصفها بانها "انعدام المعارضة"(15)، رفض الحرية الزائدة غير المقيدة اذ: "أكد بان هذه الحرية ليست الحرية الحقيقية لانها خارجة عن السيطرة، بالاحرى سيكون الانسان مستعبدا من خلال سيادة حالة من الخوف المطرد المستمر. ان المصالح الشخصية الخاصة وحتى الحياة نفسها ستكون عرضة للرعب والذعر من قبل إعمال الاخرين لحرياتهم. ان الحرية المطلقة تقود الى فقدان مطلق للحرية الحقيقية".(16)

    وكما ان الحرية لدى هوبز مشروطة بعدم الاعتداء على حرية الاخرين فانها مشروطة ايضا بعدم ايذاء النفس، يقول ريتشارد توك: "اعتقد ان السيد هوبز لا يقول بان الحق الطبيعي للانسان في الحرية تسمح له بان يدمر حياته الشخصية"(17)، فنحن هنا امام بعد اخلاقي على علاقة بالحرية، فالانتحار من الحرية الذاتية لكنه ايذاء للنفس وازهاق لها، وقطع عضو من اعضاء الجسد حرية ذاتية، ولكن العملية ألحقت الأذى بحياة الانسان نفسه، نعم يصبح قطع العضو في ظروف اخرى عملية انسانية مطلوبة ومن الحريات المحمودة المباحة، مثل ان يتبرع الانسان بإحدى كليته لانسان اخر محتاج لها، او ان يتبرع باعضاء جسده كقطع غيار بعد مماته.(18)

وعدم الاضرار بالنفس هو رأي ذهب اليه الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو (Jacques Rousseau) (1712-1778م)(*) يقول روسو: "لا تعتمد الحرية على ان يفعل الفرد ما يريد بارادته الخاصة، بقدر ما تعتمد على الا يخضع لارادة شخص اخر، وهي تعتمد اكثر على عدم خضوع الاخرين لارادتي الخاصة، ففي الحرية العامة ليس لاحد الحق في ان يفعل ما تحرمه عليه حرية الاخرين، ان الحرية الحقة لا تدمر نفسها قط"(19)، ويجادل روسو الفلاسفة الاخرين مؤكدا: "ان الناس بطبيعتهم يكرهون أن يكونوا مقيدين بالقوانين, ولكنهم يجدون انفسهم في مأزق بدون قوانين، فالناس لا يكونون جيدين وصالحين في حالة الفوضى، فهم سيقتنعون بان غياب القوانين يخلق قيودا اكثر من وجود القوانين نفسها".(20)

  لاشك ان جان جاك روسو لا يقصد بالاكراه، الجانب المظلم والسلبي منه لان هذا خلاف الحرية وخلاف رسالة الانبياء والمفكرين والفلاسفة لتحرير الانسان من رق الحياة وسلبياتها، فالانسان تتنازعه نفسه الامارة بالسوء لانه متكون داخليا من خير وشر، فهو قد يقدم على مزاحمة حرية الاخرين، ولكنه اذا وجد ان القانون يمنعه من ذلك فانه سيخضع للقانون وهو مكره، فالاكراه هنا فيه جنبة قانونية وحقوقية ينبغي للانسان ان يسلّم بها، والا ساخت الحياة المدنية بأهلها.

    يعلق الاكاديمي المصري استاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة الدكتور إمام، على كلام جان جاك روسو معرجا على تعريف (هيجل وكانت) للحرية، بقوله: "نحن هنا نلمح بواكير فكرة هيجل الشهيرة في تعريف الحرية بانها (التحديد الذاتي) (Self Determination) وهي الفكرة التي اعتمدت هي نفسها على فكرة كانط في استقلال الارادة (Autonomy) التي تشرّع لنفسها قانونا لتسير عليه، فكأن الحرية هي أن يطيع الانسان نفسه او ارادته الكلية، فهو عندما يطيع القانون الذي اشترك بطريقة مباشرة او غير مباشرة في سنّه فانه في الواقع يطيع نفسه، وعندما يعصي هذا القانون ربما يترتب على هذا العصيان من عقاب، فانه يطلب العقاب لنفسه، وهكذا يصبح سلوك الفرد وحريته صورة مصغرة للديمقراطية، وهي ان يحكم المرء نفسه بنفسه! وتكون الديمقراطية السياسية أن يحكم الشعب نفسه بنفسه، وعندئذ فقط يكون حرا".(21) وكان عمانوئيل كانت حريصا اشد الحرص على الحرية الذاتية للانسان واستقلاله ولذلك فهو يوصف بانه "فيلسوف استقلال ارادة الذات الانسانية".(22)

الحرية وحقائق الأشياء

في الواقع ان احد استدلالات المفكرين الاسلاميين على نقص القوانين الوضعية، وقصورها على الإلمام بكل احتياجات الانسان، منها حرية الانسان، هو قولهم ان هذه القوانين انما هي من بناة عقل الانسان، ولما كان الانسان تتنازعه رغائب كثيرة وتتنازعه نفسه، وهناك صراع دائم بين العقل والنفس والعواطف، فان عقله مهما تعاظم، ومهما اجتمعت العقول القانونية الفطنة، فانها غير قادرة على الإلمام بكل احتياجات الانسان في مجال التشريع القانوني، ومن هنا فان التشريع ينبغي ان يكون خاضعا لجهة لا تتنازعها مثل هذه الرغائب، بل جهة مبلغ غايتها سعادة الانسان تفيض عليه بالخيرات، وليست هناك جهة في الكون تحمل مثل هذه المواصفات سوى خالق الكون، وهو الله الغني عن خلقه، على ان للفقهاء حرية الحركة التشريعية او التأطيرية ضمن دائرة الفراغ، اذ ان من مهماتهم: "ملء منطقة الفراغ بتشريع قوانين مناسبة"(23) كما يعبر عن ذلك المفكر العراقي الراحل الفقيه السيد محمد باقر الصدر (1935-1980).

اننا نجد فيما ذكره الدكتور إمام توافقا وانسجاما بين الفيلسوف الالماني جيورج هيجل              (Wilhelm Friedrich Hegel George) (1770-1831م) صاحب  الديالكتيكية الجدلية، والقائل بالمثالية المطلقة, ونظيره الفيلسوف الالماني عمانوئيل كانت أو كانط (Immanuel Kant) (1724-1804) القائل بان العقل البشري عاجز عن ادراك حقائق الاشياء بذاتها، يساوق هذا التوافق تساوقا في مجال آخر، يقول الدكتور شدود عميد المعهد العالي للعلوم السياسية في سوريا: "لقد انتقلت فكرة نهاية التاريخ الى الفيلسوف (هيغل) واتفق (هيغل) مع (كانط) ان هناك نقطة نهاية لمسار التاريخ، وهي تحقيق الحرية على الارض، وكما قال: (ان تاريخ العالم يتحقق من خلال الوعي بالحرية)، وتتجسد الحرية عند (هيغل) في قيام الدولة الدستورية، او اما اطلق عليها (فوكوياما صاحب كتاب نهاية التاريخ والرجل الأخير، المنشور في اميركا العام 1992) ايضا الديمقراطية الليبرالية، ورأى (هيغل) ان قمة المسار التاريخي كله هي تحقيق التاريخ البشري مؤسسات سياسية اجتماعية ملموسة"(24)، ان الحرية الشخصية بنظر هيجل تعني: "متابعة مصالحنا الخاصة وهي في الواقع تستعبدنا. نحن في الواقع لسنا احرارا حقا تحت أي ظرف بسبب اننا نُجبر لنقاتل ضد العالم الذي نراه منفصلا عنا، بكلمة اخرى نحن نُنَفر من اجل راحة العالم والمجتمع، حتى ولو ان ذلك المجتمع وضع قليلا من القيود على أفعالنا. الحرية الحقيقية تزدهر فقط اذا كان كل واحد يمارس حريته الشخصية جنبا الى جنب مع راحة وسلامة المجتمع، وهذا يعني فيما يعني ان كل فرد يفقد خصوصيته في ذلك المجتمع ككل. وفي هذا الطريق ليس هناك من تناقض بين اهداف المجتمع واهداف كل فرد، فكل واحد فرد، الان هو حر ذلك لانه ليس من تناقض البتة بين الافعال الشخصية وافعال الكل".(25)

ان هيجل بما جاء به انما يدعو الى ذوبان حرية الفرد في حرية الاخرين، أي نوع من أنواع الدعوة الى تذويب الملكيات الخاصة لكل انسان، وهي نظرية عمل الفكر الماركسي على تأكيدها والتبشير بها. ولا اعتقد انه من السليم تذويب الفرد في ذات المجتمع ككل، لان في ذلك تهديداً لذاتية وخصوصيات كل فرد، وهو امر فطري ان يكون لكل انسان شخصيته وهويته، على انه من الطبيعي ان لا يكون مذهب تأكيد الهوية بداية لثلم حرية الاخرين، فالفرد بقدر ما يكون حريصا على تأكيد شخصيته في اطار الحرية التي يتمتع بها، فانه في الوقت نفسه، ينبغي ان يكون حريصا على حريات الاخرين، فبالتالي يمكن ان تلتقي اهداف الفرد كشخص مع اهداف المجتمع ككل في بعض المفاصل وليس كلها.

نحو صياغة عالم جديد

    اما ما ذهب اليه هوبز حول الارادة وفاعليتها نجد قريبا من تلك الافكار لدى الفيلسوف والرياضي الفرنسي رينه ديكارت (Rene Descartes)(1650-1596) صاحب القول المشهور "انا افكر اذا انا موجود"(26)، فهو يرى في تعريف الحرية: "القدرة على فعل الشيء، او الامتناع عن فعله .. ان حرية استواء الطرفين هي ادنى درجة من الحرية، وهي بهذا المعنى تعبر عن نقص في المعرفة اكثر مما تعبر عن كمال في الارادة، ولكن ربما يقصد البعض بكلمة استواء الطرفين او اللامبالاة, تلك القدرة الايجابية التي بمقتضاها نستطيع ان نختار هذا او ذاك".(27) وبهذا فان ديكارت بالفعل: "يميز بين نوعين من الحرية:

1-   حرية تقوم على تحدد الارادة, وتلك هي الحرية المعقولة.

2-   حرية تقوم على لا تحدد الارادة, وتلك هي حرية استواء الطرفين والحرية الاولى عنده حرية عليا ولاحقة, في حين ان الحرية الثانية حرية دنيا تكون سابقة".(28)

   واعتقد ان ديكارت كان في منتهى إعماله لارادته وحريته الذاتية، وذلك عندما تحلل من الافكار القديمة ودعا الى التحرر من الافكار الموروثة ورفضها واعادة صياغتها من جديد، ومرة اخرى بتفعيل الحرية الذاتية، أي انه دعا الى استعمال الحرية لرفض الموروث واستعمال الحرية ثانية لصياغة عالم جديد وفكر جديد، وبالتالي فانه في الحالتين يؤكد على اهمية الحرية في الهدم البنّاء والبِناء المثبت.(29)

الحرية وحكم الأكثرية

 وعرف الكاتب، والسياسي الفرنسي, السويسري المولد بنيامين دي ريبيكيو كونستانت (Constant de Rebecque,Benjamin)(1767-1830) الحرية بقوله: "الاستمتاع الهادئ بالاستقلال الفردي".(30) بالطبع الكل يحلم بحرية هادئة بعيدة عن المصاعب والمشاق، لكن المصاعب هي جزء من الحياة وتكوينها، لاننا لا نعرف قيمة الحياة وحتى قيمة الحرية اذا لم نتعامل مع الصعوبات، فالاشياء تعرف باضدادها كما يقول الاصوليون والمناطقة، ولا استبعد ان يكون هذا التعريف له علاقة بالاحداث السيئة التي مرت على بنيامين كونستانت، فرغم تأييده للثورة الفرنسية لكنه عارض تصرفات نابليون بونابرت (Napoleon Bonaparte) (1769-1821م)، فنفاه العام 1803م، وظل في منفاه احد عشر عاما وعاد الى باريس العام 1814م بعد سقوط نابليون. وكان من ابرز دعاة حماية الحريات الشخصية, وكان شديد الايمان باهمية: "الحرية في كل شيء، في الدين، الفلسفة، الأدب والفن، الصناعة، والسياسة. واعني بالحرية انتصار استقلال الارادة الذاتية على السلطة التي ترغب في الحكم باسلوب استبدادي، وعلى الكتلة التي تحتكر لنفسها الحق في خضوع الأقلية للأكثرية".(31)

   نحن هنا اما نظرة متطورة في فهم الحرية والديمقراطية، فكونستانت في الوقت الذي يعترف بحكم الاكثرية التي مكنتها اصواتها من تبوء السلطة وفق اللعبة الديمقراطية، فانه يرفض ان تضيع حريات الاقلية بدعوى الديمقراطية وسلطة الأكثرية، ولذلك اطلق على اخذ الاقلية لحريتها بالانتصار, لانه رأى بالممارسة ان الاكثرية قد يأخذها الغرور ونشوة الانتصار وتقوم بحسر حرية الاقلية تحت مسميات شتى، فهو لا يدعو الاكثرية الى إعطاء الحرية للأقلية, بل يدعو الاقلية الى اخذ حقها، وقد دلت التجارب السياسية الكثيرة سابقا وحاضرا، ان الطغيان قد يصيب الاكثرية عندما تحكم فتسحق تحت عربة حكمها الاقلية، فهناك تجاذب بين الاكثرية والاقلية، والمرجع في ذلك الى القانون، شريطة ان يحترم الطرفان القانون الذي لا يخالف الفطرة ولا يخالف العرف والمنطق، وان يحترمان قواعد اللعبة الديمقراطية، لانه بامكان الاكثرية ان تستفيد من حكمها في سن قوانين شاذة مجحفة بحق الاقلية تحت مسمى الديمقراطية والشورى.

اما البريطاني هارولد جوزيف لاسكي(Harold Joseph Lsaki)(1893-1950م) وهو من السياسيين والحقوقيين فقد عرّف الحرية بانها: "(انعدام القيود) بمعنى القدرة على اتساع واختيار الفرد لطريقة حياته الخاصة بدون أي ضغوط وتحريمات تفرض عليه من خارجه، وهي عنده من جانبها الفقهي القانوني: التحرر من القيود التي تنكر على المواطن حقه في النشاط والتقدم".(32)

الحرية بين القدرة والاختيار

ان انعدام القيود، التي يعرّف فيها لاسكي الحرية انما نابعة من ثقافته اليسارية، فهو كان معلما للافكار الماركسية في بريطانيا وتزعم حزب العمال ما بين عامي (45-1946م)، ولذلك فمن الطبيعي ان يدعو الى حرية خالية من القيود، على خلاف بعض الفلاسفة الغربيين والبريطانيين الذين رفضوا الحرية المطلقة ونادوا بالحرية التي تقيدها القوانين لتنظيم مسار الحريات الانسانية ككل.(33)

     وذهب الكاتب والفيلسوف الفرنسي اللاذع في نقده وآرائه وكتاباته(*) فولتير (Voltaire)(1694-1778م) الى ان معنى الحرية يتحقق: عندما اقدر على ما اريد فهذه حريتي. فيما عرف غوتفريد ليبنيز(Gottfried Wilhelm Leibniz)(1646-1716م)(**) وهو فيلسوف ألماني، الحرية بانها: عبارة عن قدرة المرء على فعل ما يريده، في حين ذهب برتراند راسل(Bertrand Russell)(1872-1970م) وهو فيلسوف بريطاني وحائز على جائزة نوبل العام 1950, ومن بناة المنطق الحديث، الى تعريفها بقوله: ان الحرية بشكل عام يجب ان تعرف على انها غياب الحواجز امام تحقيق الرغبات.

     يعلق الباحث والفقيه العراقي الشيخ الصفار على تعاريف (فولتير وليبنيز وراسل) بالقول: "الامر الذي يجده المرء في نفسه بعد التأمل الدقيق ان مرجع جميع هذه التعاريف الى جامع واحد وحقيقة مشتركة – هي القدرة على الفعل والاختيار- دلت عليها الفاظ متعددة وبصورة مختلفة".(34) لكن الانسان ليس بقادر على ان يفعل كل ما يريد، الا اذا قسمنا الحرية الى سماطين ايجابي وسلبي، فما أفادت المرء او من يحيط به ولم تخرج به عن سنّة الكون والفطرة الانسانية فهي من الحرية الايجابية، وبالعكس فهي من الحرية السلبية، الا ان الحرية السلبية يطلق عليها البعض بالفوضوية، وهنا بحاجة لان نضع الموازين القسط بين السماطين، وعلى العتبة يقع الخلاف في تحديد الموازين، وهو خلاف قائم، وهو من علامات تنوع المدارس الفكرية في نظرتها للحرية.

      وفي الحقيقة ان تعريف فولتير للحرية الآنف الذكر انما كان من مبتنياته الفكرية في  مقتبل عمره، ولكنه في العقد السادس من عمره عدل من افكاره حول الحرية، يقول البروفيسور (Edward Craig) استاذ الفلسفة الحديثة في جامعة كامبردج في المملكة المتحدة: "كان فولتير في مقتبل عمره يؤمن بحقيقة الحرية الانسانية في اتخاذ القرار والفعل, ولكنه ابدله بعد العام 1748، فقد نما الى قناعته بان بعض الحريات هي وهم خادع".(35) واعتقد ان التجربة التي اكتسبها فولتير من الحياة مع تقادم الزمن، جعلته يعدل من نظرته للحرية. اما بخصوص لبينيز فان الحرية عنده ليست مجرد فكرة او نظرية يراد لها تسليط الاضواء على حدودها والتنظير لها، بل كان اهتمامه منصبا على تركيزها في مجتمعه: "اذ كانت شغله الشاغل، وكان يؤمن ان الله عندما خلق آدم فانما خلقه حرا، وان اكله للتفاحة لم يكن قسرا وانما كان باختياره وحريته"،(36) ولهذا كان لا يرى عن الحرية بديلا لخلق عالم عادل ومتكامل، ونلاحظ ان لبينيز في تناوله لقصة آدم (ع) وعلاقتها بالحرية يلتقي مع الرواية الاسلامية بشكل عام، في اختيارية تصرفات آدم (ع) حتى قبل هبوطه الى الارض.

     ويقرر الفيلسوف البريطاني جون لوك (John Locke) (1632-1704م)(*) ان (قدرة الانسان) هي محور الحرية، فالحرية عنده هي: "قدرة المرء على فعل او الامساك عن فعل أي نشاط خاص"(37)، وقد طور لوك مفهوم السلوك الاجتماعي للحرية جاعلا الانسان هو القضية وهو الموضوع للعلاقة الوطيدة بين فهم الانسان لقوانين الطبيعة ذات القواعد العامة لتنظيم السلوك الغريزي لذات الانسان مؤكدا على ان الحرية تعني: "وجوب ان يحترم كل شخص حياة وممتلكات الاخرين".(38)

      ان لوك بقوله هذا يجعلنا نعتقد للوهلة الاولى ان معرفة الانسان لمتطلبات الحياة وقوانين الطبيعة والفطرة الانسانية تكفيه احترام حريته وتجنبه الاعتداء على حريات الاخرين، وانه ليس هناك من دواع او مبررات لوضع قوانين وشروط وقيود على الحرية مادام فهمنا لها وتقديرنا لمتطلبات الحياة يقودنا الى السيطرة على سلوكنا الخاص، غير ان لوك استدرك الامر معتبرا: "انه ليس بوسع كل انسان ان يسير خلف قانون الطبيعة بمفرده فهو بحاجة الى قوانين وقواعد لتنظيم السلوك".(39) هنا ينظر لوك الى الحرية بمنظار القوانين، فهو لا يجعل القوانين مقيدة للحرية وانما منظمة لها، وهناك فرق بين التقييد والتنظيم، وان كان التنظيم في احد أوجهه يتطلب تقييد بعض الحريات في سبيل المصلحة العامة، أي كما يقول جون وادهام (John Wadham) المحامي والناشط البريطاني في مجال الدفاع عن الحريات المدنية: "نحن لسنا احرارا بالكامل لنصب خيمة في ركن من الشارع وإخبار العالم بما نرغب قوله وفق حريتنا، او أن نجلس خلف الكمبيوتير –الحاسوب- وإرسال ما نرغب ارساله عبر شبكة الانترنيت، فالقانون يمد بطارية قيود لادارة حقنا في التعبير عن رأينا أو النشر او طبع أي شيء نرغب فيه، نعم نحن احرار في التعبير عن ما يجيش في انفسنا ما عدا ما حرمه القانون".(40)

الحرية بين القانون والوجدان

  اذن، يظل القانون إن كان من وضع الانسان او وضع البارئ تعالى هو مدار الفصل بين الحرية الايجابية والحرية السلبية، لكن القانون الوضعي لا يمثل الحكم الفيصل في تحديد الحريات مئة في المئة من الناحية الوجدانية، لان عملية سن القوانين خاضعة هي الاخرى وبخاصة في الديمقراطيات الغربية الى حكم الاغلبية والاكثرية، فما وافقت عليه الاكثرية يكون ملزما على الاقلية من الناحية الفعلية، ولكنه الزام قانوني وليس الزاما وجدانيا ذاتيا.

      في الختام هذا حوار تاريخي فلسفي يكشف عن معنى الحرية التي آمن بها الفلاسفة القدماء, وهو حوار جرى بين الفيلسوف الرواقي ابكتيتوس (EPICTITUS) او ابكتيتس (EPIKTETOS)(حوالي 135م) مع تلميذه المذهول من فيلسوفه الذي كان يفيض بالحرية وهو الذي كان يسمى سابقا بالعبد:

التلميذ: يا سيدي متى اكون حرا؟

ابكتيتوس: هل يستطيع احد ان يجعلك ان تصدق ما ليس يصدق؟

التلميذ: لا.

ابكتيتوس: هل يستطيع احد ان يكرهك على فعل ما لا تعتقده؟

التلميذ: نعم.

ابكتيتوس: وكيف ذلك؟

التلميذ: اذا هددني بالقتل او الحبس؟!

ابكتيتوس: فاذا لم تخش من الموت او الحبس؟

التلميذ: لا يستطيع!!

الفيلسوف: أنت عندها حر.(41)

من مجمل هذه التعريفات يبقى الشاخص هو الموانع والحواجز التي عبر عنها القرآن الكريم بالإصر والأغلال: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحل لهم الطيبات ويُحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون} سورة الاعراف:157. فالحرية تسمى حرية اذا مارس الانسان ارادته دون مانع  أو سلطة أو ارادة غير ذات صبغة شرعية او قانونية, والا فالحرية معدومة المعنى حينئذ، كما يقول بيتر جويس (Peter Joyce) استاذ السياسة البريطانية المعاصرة: "الحرية تعني أن الاشخاص قادرون على العيش كما يريدون وفق رغباتهم من غير معوقات او موانع تؤثر على افعالهم وارادتهم"(42)، او حسب تعريف اعلان حقوق الانسان للعام 1789م, ان الحرية تعني: "حق الفرد في ان يفعل ما لا يضر بالاخرين"(43)، غير ان الاختلاف يقع في معنى الإصر والأغلال وحدودهما والاتفاق او عدم الاتفاق عليهما، وهذا له بحث مستقل.


المصادر:

 1- Mel Thompson, PHILOSOPHY, Hodder Headline Plc,London,First Published,1995,P93.

2- انظر: المدرسي، محمد تقي، المنطق الاسلامي اصوله ومناهجه (ايران، ط2 1401هـ/1981م) ص48.

3- Edward Craig, Concise Routledge, ENCYCLOPEDIA OF PHILOSOPHY, The Softback Preview Publisher, New York, USA, First Published 2000,p847.

4- موسى، سلامة، حرية الفكر وابطالها في التاريخ (بيروت، دار العلم للملايين، ط5، 1974م) ص31-32.

يضيف موسى: ولم يكن بعد ذلك سوى الامر بقتله، فقتل وتجرع السم بين تلاميذه ومات مرتاح الضمير هادئ النفس، وتفرق تلاميذه بعد مقتله مرعوبين، ولكن لم تمض عشر سنوات حتى عادوا الى روعهم وعادوا يعلمون الناس فلسفته. ص32.

5- رياض، محمد "الحرية وآراء جدلية في الدلالة" مجلة النبأ (بيروت، المستقبل للثقافة والاعلام، السنة 7، العدد 62، 1422هـ/2001م) ص13.

6- المدرسي، محمد تقي، المنطق الاسلامي اصوله ومناهجه (مصدر سابق) ص49.

7- Edward Craig, Concise Routledge, ENCYCLOPEDIA OF PHILOSOPHY, (ibid), p678.

8- Richard Stonman, PLATO THE REPUBLIC,J.M.Dent&Sons Ltd,London,1989,P245.

9-,(ibid),P250-251. Richard Stonman, PLATO THE REPUBLIC

10- انظر: Antony Flew, AN INTRODUTION TO WESTERN PHILOSOPHY, Thames and Hudson Ltd,London,1989,p155.

11- آل نجف، عبد الكريم "الحرية من وجهة نظر السيد الشهيد الصدر" مجلة المنهاج (بيروت، مركز الغدير للدراسات الاسلامية، السنة 5, العدد 19, 1421هـ/2000م) ص157.

(*) للمزيد عن حياة مونتسكيو: راجع: جورج طرابيشي, معجم الفلاسفة (بيروت, دار الطليعة، ط1، 1987م) ص601.

12- Edward Craig, Concise Routledge, ENCYCLOPEDIA OF PHILOSOPHY,(ibid),p591.

13- Keith Thomas, Great Political Thinkers, Oxford University Press, Oxford, New York, printed in UK by: Biddles Ltd, Guildford and Kingslynn, first published, 1992.P161.

14- انظر: المنجد في الاعلام (بيروت، دار المشرق، الطبعة السادسة والثلاثون 1997م) ص601.

15- Stephen D.Tansey, POLITICS THE BASICS, Roultedge Ltd,London,First Published 1995, p65.

16- NEIL McNAUGHTON, SUCCESS IN POLITICS,John Murray (Publishers) Ltd, Second Edition 2001, p21.

17- Keith Thomas, Great Political Thinkers,(ibid) p177.

18- راجع في هذا المجال: الطباطبائي الحكيم، محمد سعيد، فقه القضاء (طبعة ايران، مكتب اية الله العظمى السيد الحكيم، مطبعة ستاره، ط1، 1420هـ/2000م) ص206.

(*) ولد روسو في مدينة جنيف, وهو من الفلاسفة الاجتماعيين, كان لكتابه العقد الاجتماعي الذي الفه العام 1762م، تأثير كبير على الثورة الفرنسية التي اندلعت بعد احد عشر عاما من رحيله، ومن مصنفاته: اميل، واعترافات.

انظر: BCA&Random Century Group Ltd, THE HUTCHINSON CONCISE ENCYCLOPEDIA, Random Century Group,1990,p796.

19- J.J.Rousseau, the Social Contract, Eng Tran, by: Maurice Cranston, Penguin Book,New York (USA), p32.

20- NEIL McNAUGHTON, SUCCESS IN POLITICS,(ibid) p22. 

21- إمام، د. إمام عبد الفتاح، الطاغية .. دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي (الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، ط2، 1996م) ص282-283.

22- Edward Craig, Concise Routledge, ENCYCLOPEDIA OF PHILOSOPHY,(ibid)p432.

23- للمزيد، انظر: عبد الجبار، محمد، تجديد الفكر الاسلامي (لندن، الدستورية للطباعة والنشر، ط2، 1420هـ/1999م) ص171.

24- شدود، د. ماجد "الديمقراطية والمتغيرات الدولية" كتاب: الاسلام والفكر السياسي .. الديمقراطية، الغرب، ايران، تحرير وتقديم: د. رضوان زيادة (الدار البيضاء وبيروت، المركز الثقافي العربي، ط1، 2000م) ص87.

25- NEIL McNAUGHTON, SUCCESS IN POLITICS,(ibid) p22.

26- Niegel Warburton, PHILOSOPHY THE BASICS,Routledge Publisher, London, Second Edition,1995,p96.

27 و28- رياض، محمد "الحرية وآراء جدلية في الدلالة"  مجلة النبأ (مصدر سابق) ص18، ص19

29- انظر: Edward Craig, Concise Routledge, ENCYCLOPEDIA OF PHILOSOPHY,(ibid)p204.

30- إمام، د. إمام عبد الفتاح، الطاغية .. دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي (مصدر سابق) ص56.

31- Concise Routledge, ENCYCLOPEDIA OF PHILOSOPHY,(ibid) p171.

32- غرايبه، د. رحيل محمد، الحقوق والحريات السياسية في الشريعة الاسلامية (عمّان، المعهد العالمي للفكر الاسلامي والمنار للنشر والتوزيع، ط1، 1421هـ/2000م) ص34.

33- وهو من الذين اطلقوا صيحة الانذار، ونادى بان المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها العالم الرأسمالي بخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، هي المعول الذي سيقوم بتدمير الديمقراطية السياسية في العالم الغربي, ومن مصنفاته: (الدولة في النظرية والتطبيق – The State in Theory and Practice), وكتاب (الايمان والعقل والحضارة- Faith,Reason,and Civilization). وقد نشر لاسكي في العام 1925 كتاب (قواعد السياسة) وفي العام 1940 نشر كتاب (الرئاسة الاميركية)

  انظر: BCA&Random Century Group Ltd, THE HUTCHINSON CONCISE ENCYCLOPEDIA,(ibid) p521.

 (*) وفولتير اسم استخدمه فرانسوا ماري لنفسه لتذييل كتاباته، وهو ممن نادى بالحرية والمساواة, من مصنفاته: (المعجم الفلسفي – Philosophiane Le Dictionaire) وكتاب (زاديك او صادق – Zadig) نقله الدكتور طه حسين الى العربية تحت اسم القدر.

(**) طور ليبنيز فرعا من فروع الرياضيات يسمى كالكولوس (Calculus) او التحليل الحسابي, ساهم ضمن نشاطه الديني والسياسي مع آخرين في دمج الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية، وهو ممن يحسب على الفلسفة المثالية.

34- الصفار، فاضل، ضد الاستبداد (بيروت، دار الخليج العربي للطباعة والنشر، ط1، 1418هـ/1997م) ص52 و 137.

- و راجع: الأسدي، ناصر حسين، شورى الفقهاء المراجع (بيروت، مؤسسة الفكر الاسلامي للثقافة والاعلام، ط1، 1411هـ/1991م) ص248.

35- Edward Craig, Concise Routledge, ENCYCLOPEDIA OF PHILOSOPHY,(ibid)p921.

36- NEIL McNAUGHTON, SUCCESS IN POLITICS,(ibid) p21.

(*) يعتبر جون لوك مؤسس المدرسة التجريبية الحديثة، دعا الى التسامح الديني. درس الطب في جامعة اوكسفورد. هرب العام 1683م الى هولندا بسبب معارضته للحكم القائم في بريطانيا، ثم عاد العام 1688م بعد سقوط الحكومة، واشتهر عنه قوله: "التجربة منبع كل معرفة".

37- Stephen D.Tansey, POLITICS THE BASICS, (ibid), p65

38- NEIL McNAUGHTON, SUCCESS IN POLITICS,(ibid) p22.

39- John Henry Kingdom, GOVERNMENT&POLITICS IN BRITAIN,Polity Press,Cambridge,UK,1991,P42.

40- John Wadham,Philip Leach and Penny Sergeant, YOUR RIGHTS The Liberty Guide, Pluto Press,London,Sixth Edition 1998,p36.

41- خالصي، د. خالصي، "جدلية الفكر والقوة .. قوة الفكر وصنمية القوة"  مجلة النبأ (بيروت، المستقبل للثقافة والاعلام، السنة 7، العدد 60، 1422هـ/2001) ص17.

42- Peter Joyce, 101 Key Ideas Politics, First Published in UK 2001, by: Hodderline PLC, London,P39.

43- غرايبه، د. رحيل محمد، الحقوق والحريات السياسية في الشريعة الاسلامية (مصدر سابق) ص35

* إعلامي وباحث عراقي

الرأي الآخر للدراسات – لندن

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 19/اذار/2006 -17/صفر/1427