
غدت معظم الموارد الأساسية فى الإنترنت والتي لاتتمثل فى البرامج
فقط وأنما تعتمد على موارد أخرى مثل "مكتبات المعلومات –البريد
الإلكترونى – مجموعات الأخبار" والتى تتمثل فى بعض الحروف والمصطلحات
الأنجليزية والأشكال أيضآ مما استوجب على المستخدمين لهذه الشبكة
إستخدام لغات خاصة بالكمبيوتر، وإن كانت غريبة على لغاتهم الأصلية .
وهكذا كان للإنترنت الأثر الكبير فى أجتذاب الأفراد من كافة الدول
الذين يختلفون فى أتجاهاتهم الفكرية ؛ فبعض الأفراد يشيدون بأنها
تمكنهم من حق وحرية التعبير عن آرائهم وأفكارهم والتى سبق أن حرموا
منها قبل ذلك داخل دولهم ، واخرين يعتبرون أن هذه الشبكة سوق حره
للجميع وأنها حماية لحرية الكلام وحق التعبير عن آرائهم
وبالتالي تحول الانترنت الى جهازآ أعلاميآ كبيرآ له أثر كبير فى
التأثير ثقافيآ وأجتماعيآ وفكريآ على الأفراد داخل المجتمعات حيث أن
مستخدمه لايكتفى بدور المتلقى السلبى للمادة الأعلامية مثل التليفزيون
أو الراديو وأنما يتجاوز ويتفاعل معه ليحدد بنفسه مايريده من مواد
أعلامية .
وقبل ظهور الإنترنت وجرائمه كانت الأفعال الإجرامية كائنة ، وكانت
هذه الأفعال تشمل القتل والسرقة والنصب والتزوير وغيرها من الجرائم ،
فالشر قائم ، بيد أن الإنترنت ساعد على سهولة ارتكاب تلك الجرائم .
فتقنيات الكمبيوتر سهلت أرتكاب مثل هذه الجرائم ، فإذا كانت جرائم
الحاسب الألى تتصف بوجود مستخدمين مصرح لهم بالتعامل مع برامج
الحاسبات الألية كسرقة نقود من بنك مثلآ ، أما جرائم الإنترنت فلا يوجد
أتفاق عام فيها حول وجود مشاركة في كلمة السر ومن الصعب فى أغلب
الأوقات تحديد امستعمل الإنترنت أو نظامه مصرح له بذلك أم لا ؟ وعند
الأجابة مصرح له نسأل من من ؟
ففضاء المعلومات ليست واضحة ، فضيف الكمبيوتر يمكنه أولآ الوصول
إلى بعض المعلومات وعدم الوصول إلى البعض الأخر ، بينما فى الإنترنت
فيستطيع الشخص الوصول وقراءة البريد الإلكترونى خاصته على الإنترنت
بسهولة
إن هذه الشبكة المتطورة لاتحمى الممتلكات الفكرية أو ما يطلق الآن
صراع الحضارات والثقافات ، فيستطيع جميع مستخدمى هذه الشبكة إرسال
وإستقبال معلومات لا حصر لها في جميع التخصصات والموضوعات، وبالتالى
التعرض لثقافات متباينة ومتعارضة .
ولقد أعرب الناس عن قلقهم لهذا التقدم التكنولوجى الرهيب الذي لا
نستطيع كبح جماحه حيث يعتبر غزوآ ثقافيآ من نوع جديد يهدد ثقافات وقيم
التقاليد المحلية ، إذ لا يخفى علينا ما يدور حول الممارسات المحرمة
الجنسية متعددة الأشكال والأنواع التى لا يبيحها الدين وأثرها فى تعليم
جيل الشباب بالممارسات التى تتنافى مع الأديان والأخلاق وظهور العديد
من الجماعات المتطرفة التى تقوم باستغلال الشبكة فى نشر أفكارها مثل
فكر جماعة "عبدة الشيطان" .
كما يمكن إساءة إستخدام الشبكة فى الحط من قدر الآخرين وتشويه
سمعتهم طالما أن حرية الكلام متاحة للجميع وهذا يرجع إلى الأستخدام
الطليق غير المقيد لشبكة الإنترنت .
وأرى تجاه ظاهرة الدخول لبعض مواقع الإنترنت أن القضية خطيرة
جدآ، فعندما نتحدث عن دخول ثورة التكنولوجيا الإلكترونية كل بيت تقريبآ
، فهو سلاح ذو حدين ، فإما أن يوظف فى نشر العلم و الخير وتثبيت
العقيدة ، واما ان يكون وسيلة للأفساد والأنحراف ونشر الأنحلال وهدم
القيم عن طريق ترويج المواقع الإباحية وغرف الدردشة الإباحية .
فلو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر أحد البرامج وأكثرها
إنتشارآ بين البرامج الحوارية أو ما يسمى بالدردشة برنامج البال
توك"Pal talk" ، فسنجد أن أكثر من مائة وأربعون ألف شخص يدخلونه فى
لحظة واحدة من جميع أنحاء العالم، بافكار وثقافات وحرية تعبير تختلف من
اقليم لاخر.
*عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية
لقانون الانترنت
moelalfy@yahoo.com |