التدخين يؤدي الى وفيات مرض القلب والانسداد الرئوي

قال باحثون ان الوفيات الناجمة عن مرض القلب في ايرلندا انخفضت بنسبة حوالي 50 في المئة خلال 15 عاما بفضل التغير في اسلوب الحياة وتحسن اساليب العلاج.

وكشفت الدراسة ان حوالي نصف نسبة النقص في الوفيات يرجع الى الانخفاض الكبير في عدد المدخنين واتباع نظم غذائي افضل بينما كان حوالي 44 في المئة من الانخفاض في الوفيات سببه التوصل لاساليب علاج وجراحات اكثر فعالية.

وقالت الدكتورة كاثلين بينيت من مستشفى سان جيمس في دبلن "في الفترة من عام 1985 الى عام 2000 انخفضت معدلات الوفيات بامراض القلب في ايرلندا بنسبة 47 في المئة من الرجال والنساء الذين تراوح عمرهم بين 25 الى 84 عاما."

وقالت الدراسة التي نشرت في دورية علم الاوبئة وصحة المجتمع انه بالمقارنة بعام 1985 فان عام 2000 شهد انخفاضا في عدد الوفيات قدره 3800 حالة.

وجاء في دراسة حديثة نشرها علماء من جامعة اوكسفورد ان مرض القلب وجلطة المخ من اهم اسباب الوفاة في البلدان المتقدمة. وفي الاتحاد الاوروبي يعد مرض القلب والاوعية الدموية اكبر مشكلة صحية مفردة وكلفت دول الاتحاد الخمس والعشرين 169 مليار يورو (202 مليار دولار) عام 2003 في اطار برامج الرعاية الصحية.

ودرست بينيت وفريقها بيانات منشورة بشأن اساليب علاج محددة لمرض القلب وعوامل خطر اخرى للمرض منها ارتفاع ضغط الدم والبدانة والتدخين وارتفاع مستويات الكوليسترول ومرض السكري وقلة الحركة.

وساهم الانخفاض الكبير في عدد المدخنين والمصابين بارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وكذلك تغير اسلوب الحياة في انخفاض عدد الوفيات في ايرلندا.

وفي عام 2004 كانت ايرلندا اول دولة في العالم تفرض حظرا شاملا في جميع انحاء البلاد على التدخين في اماكن العمل والاماكن العامة بما في ذلك الحانات والمطاعم.

ولاحظ باحثون في الولايات المتحدة انه بعد ان أقرت مدينة هيلينا بولاية مونتانا تشريعا مماثلا حدث انخفاض حاد في عدد المصابين بأزمات قلبية.

واضافت بينيت في الدراسة "هذه النتائج لها دلالات هامة فيما يتعلق بالصحة العامة خاصة فيما يتصل بدعم الحظر الذي فرض في الاونة الاخيرة على التدخين في اماكن العمل في ايرلندا."

وقالت منظمة الصحة العالمية ان مرضا ينتج عن التدخين سيصبح ثالث أكبر مسبب للوفاة في العالم بحلول 2020.

ويسبب المرض الذي يطلق عليه اسم 'مرض الانسداد الرئوي المزمن' (سيِأوِبيِدي) مشكلتين صحيتين رئيسيتين وهما التهاب الشعب الهوائية الانسدادي المزمن وانتفاخ الرئتين.

ويختلف التهاب الشعب الهوائية الانسدادي عن التهاب الشعب البسيط في انه يكون مصحوبا بضيق في ممرات التنفس بسبب انتفاخ الغشاء المخاطي، فيما يختلف انتفاخ الرئتين عن الربو الشعبي بأنه يتلف خلايا الرئةِ ويجد المصابون بهذا المرض ان الانسدادات تؤدي سريعا الى عجز الرئتين عن أداء عملهما.

وينظر مسؤولو منظمة الصحة العالمية الى انتشار هذا المرض بقلق خاصة بالنظر الى وجود 1.1 مليار مدخن في مختلف أنحاء العالم.

وقال مايكل بارزوك الطبيب الألماني المتخصص في أمراض الرئة وعضو مجلس الرابطة الاتحادية لأطباء الرئة: 'تظهر الدراسات ان 20 في المائة من السكان يحتاجون الى علاجِ لكن أقل من 10 في المائة يعالجون'.

ويعد مرض الالتهاب الرئوي الانسدادي المزمن من الأمراض الخادعة على وجه الخصوص حيث ينتشر ببطء شديد ولا يصبح ملحوظا الا بعدما يكون قد هاجم الجسم لسنواتِ ومن أعراضه المعتادة حساسية مجرى الشعب الشديدة للمؤثرات الخارجية.

ويوضح البروفيسور مايكل بفافيفر من جامعة ريجنزبورغ كلينيك وعضو الجمعية الألمانية لأمراض الرئة: 'هذا التأثير الخارجي ـ كقاعدة ـ هو تدخين السجائر'.

ويوضح بارزوك ان أي شكل من أشكال تلف الغشاء المخاطي يمكن ان يؤدي بشكل عام الى مرض الالتهاب الرئوي الانسدادي.

ولم تظهر أي دراسات خضوع المرض لعوامل وراثية معينة.

وأشار بارزوك الى انه كلما كان اكتشاف المرض سريعا كانت فرص السيطرة عليه أكبر، موضحا ان مشكلات التنفس بعد بذل مجهود من العلامات المبكرة على الاصابة بهِ لذا فاذا تسارع نبض الانسان بعد صعوده السلم، فان عليه استشارة الطبيب، واذا صاحب المشكلة سعال ثقيل لثمانية أسابيع فان ذلك اشارة الى زيادة انتاج المخاط الذي سيؤدي في النهاية الى فشل الرئة.

ويقول بفايفر انه لا يوجد علاج حتى الآن لإعادة بناء الرئة، حيث ان 'ما دمرِِ قد دمر'.

وحققت اقراص الاسبرين أعلى معدلات النجاح في توسيع ممرات التنفس وتقليل الالتهاب واذابة المخاطِ كما توصي الرابطة مرضى الالتهاب الرئوي الانسدادي المزمن بتعاطي لقاحات الانفلونزا والالتهاب الرئوي، ويمكن استخدام اسطوانات الأوكسجين في الحالات الحرجة.

لكن آخرين يركزون على التمارين الرياضية كعلاج ويقول بفايفر: 'لقد ركزنا كثيرا جدا على الدواء لسنوات كثيرة'.

ويعد الاقلاع عن التدخين من الأمور الحيوية لعلاج هذا المرض، والا فان العقاقير التي تفتح ممرات التنفس تجعل من السهل على الدخان الوصول الى الرئتين بدلا من الهواء النقي مما يزيد من انهيار الرئة.

وقال باحثون ان تقديم المشورة للمدخنين عبر الهاتف قد يساعدهم على الاقلاع عن تلك العادة.

وحاولت الدراسة التي قادها لورانس ان من جامعة مينيسوتا معرفة هل "المساعدة عبر الهاتف" أفادت المدخنين ولم يتوقف دورها عند التوبيخ المعتاد.

وتشير تقديرات المراكز الامريكية للسيطرة على الامراض والوقاية منها الى أن واحدة بين كل خمس وفيات في الولايات المتحدة تحدث بسبب يتعلق بالتدخين.

وفي الدراسة تلقى مجموعة من المحاربين القدماء الذين ألزموا انفسهم بالاقلاع عن التدخين خلال 30 يوما دعما عبر الهاتف عن طريق تلقي سبع مكالمات على مدار شهرين بينما طلب من مجموعة اخرى من المدخنين ان تساعد نفسها بوسائل اخرى. واجمالا شملت الدراسة 800 شخص.

وبعد ثلاثة اشهر كان حوالي 40 في المئة من اولئك الذين تلقوا اتصالات هاتفية لمساعدتهم على الاقلاع عن التدخين لم يدخنوا في الايام السبعة السابقة مقارنة مع عشرة في المئة في المجموعة الاخرى.

وعلى المدى البعيد اتضح ان تدخين السجائر عادة يصعب الاقلاع عنها. فبعد عام كان 13 في المئة فقط من اولئك الذين تلقوا دعما هاتفيا واربعة في المئة من المجموعة الاخرى هم الذين لم يدخنوا خلال الاشهر الستة السابقة.

وقالت الدراسة التي نشرت في دورية الطب الباطني "تدعم هذه الدراسة التوصية باقامة شبكة قومية من خطوط الهاتفية لمساعدة المدخنين على الاقلاع عن التدخين".

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 16/اذار/2006 -15/صفر/1427