أكد معهد اليونسكو أن عدد الأميين لدى الكبار سيبلغ حوالي 800 مليون
شخص ي العالم بحلول عام 2010 وهي المهلة التي حددها أكثر من 166 بلداً
عام 2000 بهدف خفض نسب الأمية لدى الكبار إلى النصف وحيث أن ثلثاها من
النساء.
ويؤكد المعهد أن حصة العالم العربي والإسلامي قد وصلت إلى ما بين
60 و70 مليون أمي وأمية وذلك رغم الجهود التي ظلت تبذل لعقود مكافحتها.
وأشارت تقديرات معهد اليونسكو للأمية بين الكبار إلى تسجيل نسبة
عالية للأمية في موريتانيا وصلت إلى 60% في المعدل بنسبة 50% للذكور
و70% للإناث وتلاها المغرب ثم مصر ثم السودان والجزائر وتونس فيما
احتلت البحرين أفضل المواقع العربية بمعدل وصل إلى 13% (8% ذكور و18%
إناث) أمام هذه اللوحة البانورامية يتضح أهمية العلاقات الدولية
المبنية على العدل والحق والتسامح واللاعنف.
إن ميزانية أي حرب تقع أو وقعت كافية لأن تدعم برامج تعليمية قادرة
على حل مشكلة الأمية في العالم وخاصة أن منتج الأمية وجذوره الفقر
والأمراض وضعف مردودية الإنتاج والخسارات الكبيرة لطاقات الأمة وهدرها
بفعل الأمية التي تعتبر بحق جريمة العصر وكارثته.
وخاصة أن المشهد العربي الإسلامي أكثر مأساوية إذ أن البطالة تطال
كافة البنى والهياكل الاقتصادية لمعظم الدول العربية وأن التعليم رغم
كل الجهود لا زال هدفاً نسعى إليه وأن المجتمعات العربية المغرقة
بتخلفها على كافة الصعد السياسية والاقتصادي والاجتماعي بسبب عدم ربط
العلم بالإنتاج وعدم معالجة الأمية من جذورها ومن منبعها الحقيقي التي
هي في الأصل باعتبارها استحقاقاً لا بد منه وحاجة أولية لا تقل أهمية
عن أي عامل آخر في العملية الاقتصادية وتناميها، وتأكيداً على أنها
أصابت البنى المؤسسية العربية بكثير من الإفقار من حيث التدريب
والتأهيل المطلوب لعصرنة المجتمع، وتأمين حاجاته الضرورية.
ومن المهم ربط الأمية بالفساد الاجتماعي وتخريب قيم الإنسانية
واستخدام الأميين وقوداً للإرهاب والمنظمات المافاوية، إن معالجة
الأمية في عالمنا العربي والإسلامي أصبح أكثر من ضرورية حيث المطلوب
الآن المشاركة الواسعة لكل الناس في تحديد خياراتهم ومستقبلهم.
أن الاستجابة لحاجات الإصلاح الشامل في العالم العربي تصبح دون هدف
أو جدوى في ظل مجتمع مفقر وأمي وجاهل ومن الأهم الخروج من ذهنية أن
الأمية محصورة في القراءة والكتابة فقط، إذ أن الأمية هي عكس الوعي
الحقيقي لحاجات الفرد والمجتمع وأهمية معالجتها بصورة علمية مدروسة عبر
خطة يشارك فيها الجميع.
aboalibassam@gawab.com |