انفلونزا الارهاب

حامد الحمراني

استقبل العراقيون انفلونزا الطيور بفايروسه (H5N1) بغاية الكياسة والياقة والشفافية  رغم مشاغلهم الكثيرة واشغالهم المعطلة وبيوتهم الغير امنه والغير مهيئة للضيوف ودمائهم التي تسيل ولعابهم الذي لا يسيل وحكومتهم تصريف الاعمال التي لم تصرف عنهم الارهاب استقبلوه ولم يتعاملوا معه بغلظة وفظاظة بل العكس فقد كانت المجاملة واضحة ومن العوائل الفقيرة خاصة فاكلوا بيض المائدة والدجاج بعد انخفاض اسعارهما في السوق المحلية لانهم مقتنعون بان هذا الفايروس من الفايروسات الوطنية التي لا تفرق بين الناس ولا تقتل الشعوب حسب الهوية ولا تثير فيهم الحقد والاحتقان الطائفي عكس انفلونزا الارهاب الذي يقتل الناس حسب الهوية ويقسم الناس حسب انتماءاتهم الطائفية وهم على يقين بان انفلونزا الطيور "كذبه يراد بها اشاعة الكراهية للطيور الحبيبة والدجاج المسكين الذي حرمتهم منه انفلونزا الطواغيت طيلة 35 عاما  "

ويحلو للعراقيين المقارنه بين الموت بانفلونزا الطيوروالموت بانفلونزا الارهاب.. " لقد مات اثنين في العراق احدهما في السليمانية والثاني في ميسان نتيجة اشتباه اصابتهم بانفلونزا الطيور- مجرد الاشتباه - وقد تم اعدام الاف الدواجن البريئة بتهم باطلة  تعسفية وعلى الشبهة وخالية من ابسط حقوق الحيوان بحجة حملها للفايروس.

 في حين استشهد مائة الف عراقي – اكرر مائة الف عراقي -نتيجة انفلونزا الارهاب والى الان لم نشهد ان اعدموا احدا   ممن يحمل الفايروس المفخخ او المعبأ نسفيا او الذين ينتمون الى العائلة الحاضنة لفايروس الارهاب القاتل H3N10 اعني ( الاحتلال- بقاياالطاغوت – والتكفيريين )..

وهم يقولون يموت من يموت في انفلونزا الطيور بكامل اعضائه التي خلقها الله.. وبأمكانه قبل ان يموت ان يوصي ابنائه بحفظ النشيد الوطني او يذكرهم بالوحدة الوطنية والاستغفار للكهرباء ذاتية الحركة. لكن من يموت بفايروس الارهاب فان اشلائه لا يستطيع جميعها الا الله والملائكة اثناء استجوابه في القبر عما اذا كان القاتل اراده شخصيا ام استهدف رتلا امريكيا ؟ وهل موته بهذه الطريقة سيساعد على تشكيل الحكومة  ام الانزلاق نحو الحرب الاهلية ؟..

لقد  ازدهرت صناعة التوابيت عند السماع بانتشارانفلونزا الطيور لكنها انحسرت عند انتشار الموت بانفلونزا الارهاب فان الثاني لا يحتاج الى تابوت ولكنه يحتاج  لاكياس لجمع الاشلاء..

وتصرف الحكومة التصريف الاف الدولارات للحد من انفلونزا الطيور لكن الصعوبة  تكمن بكيفية الحد من انفلونزا الارهاب خاصة.

بعد التسعيرة العالمية الجديدة  التي اخذت في حسابها ارتفاع مستوى المعيشة للارهابيين وازدياد اسعارمشتقات النفط.

 فالسيارة المفخخة بالف دولار وعمال البناء بالف دينار واطفال العراق بالف يورو.

وبالمقارنة نفسها فان الدولة تستطيع ان تقضي على فايروس الطيور وبشكل سريع واجراءات انية  دون ان تنتظر تشكيل حكومة توافق او انقاذ او حكومة وحدة وطنية يشترك فيها الجميع حتى الذين خسروا الانتخابات والذي لم يشتركوا في الانتخابات والذين عارضوا الانتخابات وحتى العاملين في الانتخابات والذين مزقوا اعلانات الانتخابات والذين لا يؤمنون بالانتخابات..

اما انفلونزا الارهاب فانه يحتاج الى اجماع وطني واضح وتجريم القتلة ومحاربتهم على مستوى جميع العوائل الارهابية الحاضنه للفايروس..

والعراقيون يقارنون بين لقاح انفلونزا الطيور ولقاح انفلونزا الارهاب فبينما الاول يحتاج الى مصل طبي  فان الثاني يحتاج الى غلق الحدود  وتفعيل القضاء وبناءالمؤسسات وتشكيل حكومة وطنية بدون لف وطيران "اسف "دوران..

طبعا اختلف كل شىء في العراق الجديد  حتى سعر اللحوم قبل انفلونزا الطيور وبعدها وبين سعر الانسان قبل انفلونزا الارهاب وبعده..

وحتى مراسيم الموت وطقوسه اختلفت فعندما يموت احد بافلونزا الطيور فان ذويه لا يتّهمون احدا بذلك ولا يحملون المسؤولية لمغاوير الشرطة ولا لاي فقرة من فقرات الدستور الذي يريد الجميع تغييره قبل ان يطبقوا اي بند من بنوده..  وان موته لا يساهم في الاحتقان الطائفي ولا ياجج الراي العام الشعبي فانه من الفايروسات المسالمة التي لا تاخذ من الانسان الا روحه تاركة ضميره واخلاقه ووطنيته ويذهب الميت الى ربه معترفا مقرا مذعنا بانه اكل الدجاج والبيض مع سبق الاصرار والترصد بدون ضغوط اقليمية او خارجية.. ويستطيع اهالي المنطقة الحضورلمجلس الفاتحة ولا يهدد بعضهم  البعض الاخر بالتهجير والاخلاء ولا يحتاجون للمجاملات عكس لو مات احدهم بانفلونزا الارهاب فلابد ان تعرف انتمائه الطائفي وعمله الحالي وهواياته السابقة وماذا يشع الزوراء ام الطلبة وما اذا كان يؤمن بالاحتلال بعد سقوط النظام وهل تغير رايه بعد الاحداث الاخيرة عندها سيقرر الذهاب للفاتحة ام لا بعد ان يصحب معه احدا من مكونه الطائفي..

وبينما صرح وزير الصحة العراقي بانه " اذا ثبت حقا وجود انفلونزا الطيور فان ذلك عار على الحكومة والشعب والصحة "!!!!!

واما الاخ السفير الامريكي في العراقي زلماي خليل زاد عندما قال " نحن نفرق بين المقاومة والارهاب " في اشارة الى ان من يستهدف الشعب العراقي بكل مكوناته شيعة ام سنه فهو " مقاوم " ومن يستهدف قوات الاحتلال فهو " ارهابي " !!!!!!

hamedalhumraney@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 16/اذار/2006 -15/صفر/1427