دراسة جديدة لتحليل الرسوم المسيئة للرسول (ص) تكشف اكذوبة حرية التعبير

ندت دراسة علمية الاسباب الحقيقية للرسوم المسيئة للرسول طبقا لمعطيات علم النفس السلوكى الحديث اعدها استشاري الطب النفسي الدكتور رامز طه واعتمدت اسلوب التحليل النفسي للرسوم وتعريف الاعجاز السلوكي في حياة الرسول (ص) .

وقال طه لـ (كونا) ان " موضوع نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم في عدد من الصحف والمجلات الأوربية اثار طوفانا من الغضب والاشمئزاز بين ملايين المسلمين " مشيرا الى ان الحملة العدائية بدات " في صحيفة مجهولة في الدنمارك ثم اعيد النشر بل واضيفت رسوم اخرى بذيئة في صحف النرويج والنمسا وفرنسا والمانيا وايضا في عدد غير قليل من مواقع الانترنت الاوربية ". واضاف ان " اكذوبة حرية التعبير كشفتها هذه الدراسة لتحليل رسوم هؤلاء الرسامين والتي يظهر ضعف مستواها الفني ايضا وركاكتها من اللمحة الاولى وانها نتاج مجموعة من الهواة الذين اسقطوا انفعالات مريضة وافكارا مشوهة" . واوضح انه يمكن تصنيف الكثير منها تحت ما يسمى بالادب المكشوف او التصوير الفاضح الذي يصنف ضمن الاضطرابات النفسية التي تصل في بعض الحالات إلى حد كتابة الفاظ نابية بذيئة على الحوائط في الخفاء تعبيرا لاشعوريا عن الانحراف النفسي والجنسي . واشار الى ان هؤلاء يشعرون " بنشوة ولذة عندما يرى الاخرين هذه الرسوم والتعليقات النابية البذيئة او الرسوم المستفزة المثيرة ". وقال ان رسالته في الماجستير ودكتوراه الطب النفسي تضمنت فصولا في تحليل واستخدام تلك الرسوم والصور كاساليب مساعدة في التشخيص والعلاج مشير الى انه عندما اثير موضوع هذه الصور البذيئة قرر اجراء هذه الدراسة التحليلية لكشف دوافع وتفسير دلالات ما جاء في هذه الرسوم .

وقال "ادهشني ما توصلت اليه من نتائج بوجود دلالات لنزعات عدوانية وتعصب واسقاطات جنسية تصل الى حد الانشغال الزائد بالجنس بل والى حد الهوس الجنسي في بعض تلك الرسوم كذلك اكتشفت وجود دلالات تشير الى الاغتراب واخطاء في التفكير والاعتقاد كالمبالغة والتعميم والتصلب والجمود وغيرها ". واعتبر ان دراسته هي رد مناسب بمنهج ولغة الغرب حيث ان الاحتجاج والغضب لا يكفى لمخاطبة العقل الغربي بل لابد من ابحاث ودراسات منضبطة وفق منهج علمي متطور يكشف العلل ويشخص الداء ويصف العلاج والدواء. وشدد طه على انه يجب علينا التعريف العلمي بالاعجاز السلوكي الذي قدمه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للبشرية نصوصا وتطبيقات عملية تتفق مع احدث معطيات ابحاث علم النفس السلوكي واساليب تعديل التفكير والسلوك وهى دراسة اخرى نشرتها منذ عدة سنوات ونوقشت في مؤتمرات علمية متعددة .وبين انه سينشر نتائج التحليل النفسي لهذه الرسوم تباعا مع تعريف بجوانب الاعجاز السلوكي في حياة الرسول الكريم في عدة مقالات واوضح ان الكاريكاتير يعتبر احد انواع الرسم الحديث التي تعتمد على التحريف والمبالغة المقصودة للتعبير عن الافكار والمفاهيم وكذلك عن الدوافع والصراعات اللاشعورية وهذه المبالغة هي التي تؤثر في المشاهد وتحرك خياله وتعطى للفكرة قوة تاثير عالية وتبرز المعاني وتغرسها في ذهن الفرد .

وقال انه وجد الكثير من دلالات العدوانية والتعصب عند تحليل هذه الرسومات المسيئة فعلى سبيل المثال اظهرت كثير من هذه الرسوم المبالغة في حجم الراس وتاكيد ملامح الوجه بصورة قبيحة ويعتبر هذا دلالة اهتمام الرسام بالمظاهر الخارجية وانعكاس لعدوان مكبوت يصاحبه في نفس الوقت اعتراف لاشعوري بقوة الشخص المرسوم ومكانته . واضاف انه ظهر في رسوم اخرى عدم وجود الفم مطلقا رغم وجود باقي ملامح الوجه ويعتبر ذلك من الدلالات اللاشعورية على ميل الرسام لرفض الاستماع للاخر ربما هروبا او خوفا من قوة الحجة والاستمرار في انكار الحقيقة التي جاء بها الرسول كما قد تشير الى العدوان السلبي بالترك وقد يكون دلالة ايضا على تضخم الذات ورفض التواصل مع الآخر . وبين انه فى اكثر من رسم اظهر الرسام الفم بخطوط بيضاوية او منحنية مع ابراز الاسنان وتاكيدها مما يعتبر دلالة على الميول السادية والنزعات العدوانية للرسام ايضا وفى رسوم اخرى تم رسم الفم بشفاه سميكة غليظة مما يعتبر اسقاطا لخبرات جنسية فميه للقائم بالرسم ويؤكد ذلك ان بقية الملامح في تلك الرسوم لاتتسق مع هذه الشفاه الغليظة. وقال ان " رسم هؤلاء الرسامين انفسهم واسقطوا على الرسوم خبايا نفوسهم المريضة وليتهم قرؤا عن جمال وجهه الشريف وطهارة سلوكه العفيف".

واستخدم الباحث مصطلح (الاسلاموكوست ) موضحا ان " هذا المصطلح لم اقرا عنه من قبل وقد استخدمته في دراستي هذه لاول مرة وعلى مسؤوليتي لانني اعتقد انه افضل مصطلح يعبر عن حرق وكي مشاعر المسلمين بهذه الرسوم المسيئة للرسول وبهذا الدرجة من الانتشار الوبائي . واشار طه الى انها " تشير الى انتقال الغرب من مرحلة الاسلاموفوبيا والتي تعنى الخوف من الإسلام الى الاسلاموكوست والتي تعنى كي وحرق مشاعر المسلمين بهذه الحملة من الاستهزاء والسخرية والاهانة لاسمى رموز الاسلام لا سيما وانهلم يصدر من المسلمين مايشوه او يسخر من اي عقيدة او ديانة أو اي رسول من الرسل " .

واكد اهمية ان "لا نقع في خطا التعميم لاننا ندرك ان الغرب فيه من يدرك سخافة وتفاهة ماحدث ويعارضه ولكن في جميع الحالات تقع علينا مسئولية توصيل معلومات موضوعية تساعد على تصحيح صورة الاسلام الناتجة عن نقص المعلومات الصحيحة عن الرسول الكريم ورسالته السامية ". واشار الى ان بحوث التعصب في امريكا واوروبا تؤكد ان الاتجاهات العقلية السلبية والعدوانية والتصلب ضد الاقليات ( والزنوج في امريكا تحديدا ) تقل كلما ازدادت المعلومات الموضوعية عن تلك الاقليات وسلوكياتها وعاداتها ومساهمتها في بناء الحضارة الانسانية . وقال ان الرسول الكريم الذي اساءوا اليه هو الذي استطاع ان يعدل ويغير في السلوكيات والعادات السلبية الهدامة لمجتمع باكمله خلال عدد محدود وقياسي من السنوات وهذه التغيرات ظلت ثابتة وباقية ومغروسة بعمق في عقل ووجدان الناس . واضاف انها كانت بحق اكبر عملية تعديل للسلوك والعادات في تاريخ البشرية وهو ما عجزت عنه كافة الثورات والانقلابات بل وجميع أساليب العلاج العلمية المعاصرة والمتقدمة في مجال السلوك الإنساني . وتساءل "لماذا لم نستفد من هذا المنهج وندرسه ونقارنه بمعطيات العلوم السلوكية والنفسية وابحاث الانثروبولوجيا والتربية والاجتماع الحديثة ولماذا تركزت دراسات الاعجاز العلمي في القران والسنة فقط على ما ورد في ابحاث و دراسات العلوم الطبيعية مثل الفلك والفيزياء وعلوم الفضاء وغيرها و اهملنا السلوك الانساني ". وقال ان الرسول استطاع " تحويل القبائل المتناحرة والجماعات الغوغائية التي تغير على بعضها البعض وتستحل الدم و الحرمات وتتفاخر بعدوانها واغتصابها للحقوق الى جماعات متضافرة تلتقي حول اهداف سامية ويحكم علاقاتها نظم وقواعد راقية ومشاعر الحب والعطف والاحسان " واضاف طه انه استطاع ايضا "ان يعدل في سلوكيات افراد المجتمع وعاداتهم وغرس فيهم الحب والتعاطف والرفق والرحمة كما استطاع ان يعالج مشكلات لازالت تزلزل العديد من المجتمعات المتقدمة مثل ادمان الخمر والقمار والانحرافات الجنسية وغيرها بصورة جماعية فريدة". واوضح ان " الرسول استخدم عدة طرق يمكننا الاقتداء بها والاستفادة منها في هذا العصر للتعامل مع الاخرين لتقويم وتعديل سلوكهم ومساعدتهم على التخلص من العادات السلبية الهدامة وهي تتفق مع احدث الدراسات والابحاث العلمية في هذا المجال الحيوي الهام ". واشار الى ان احد هذه الطرق هو اسلوب عرض النماذج السلوكية التطبيقية (النمذجة) في مواقف حية والتي تمثل افضل اساليب التعلم و اكثرها تاثيرا كما قدم بيانات عملية لتعديل السلوك وعلاج المشكلات واسلوب التعامل الصحيح في كل موقف من المواقف المختلفة. كما استعان بالتصوير والتجسيد و تنشيط المخيلة والقدرة على التوقع والتصور واستخدم القصص والامثال وتجسيد المشاهد وتقديم البيانات اللفظية والعملية ليشرح المواقف التعليمية التي تسهل عمليات التعلم وتساعد الإنسان على تغيير تصرفاته بالتدريج . وقال ان ذلك اتاح للمسلمين التعلم بالملاحظة والمحاكاة وغيرها والتي تعتبر من اساليب التعلم وتعديل السلوك الفعالة والتي وردت في دراسات العديد من العلماء المعاصرين وفي ابحاث اصحاب نظرية التعلم الاجتماعي ودراسات علوم النفس والسلوك وبيولوجيا الجهاز العصبي في الانسان .

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 14/اذار/2006 -13/صفر/1427