*إذا كان السياسي
يريد أن يكون ناضجا عليه أن يكون إعلاميا أولا
*البحوث والدراسات
أحد المصادر الأساسية التي تعتمد عليها الدول في صنع القرار
بعد هذه العاصفة من التغيير التي هبت على العراق والتي انتهت بسقوط
النظام السابق كان لابد من نهضة ثقافية ومعلوماتية كبيرة تستطيع مواكبة
التطورات والثورات الثقافية الحاصلة في العالم المحيط بنا والعراق ربما
تاخركثيرا بالانفتاح على غيره بسبب الانغلاق والتعتيم الثقافي
والإعلامي الذي فرضه ذلك النظام على مختلف شرائح المجتمع العراقي فكان
للمثقف العراقي الدور الفاعل في قيادة هذه النهضة ومن مختلف الاتجاهات
والثقافات الفكرية والتي تصب بمجملها لخدمة المواطن العراقي التواق
للتواصل مع الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية فكانت هناك
ولادات طبيعية لمؤسسات من المجتمع المدني ومراكز وجمعيات ونوافذ
إعلامية وغيرها تبنت رفع شعار الثقافة للجميع ومن هذه النوافذ الثقافية
مركز ثقافات للبحوث والدراسات والآداب والتي يرأسها الأستاذ عامر مخيف
العمر وهو من أسس أول إذاعة في كربلاء بعد سقوط النظام فكان هذا الحوار
...
كيف جاءت فكرة تأسيس إذاعة كربلاء ؟
الفكرة كانت قديمة في بالي عندما كنت خارج الوطن وأثناء عملي مع
المعارضة العراقية هناك حيث لاحظت مدى الانفتاح الكبير في الإعلام
وحرية الصحافة ودورها في تنوير المجتمع بشكل عام وتعريف المواطن بحقوقه
وواجباته وكنت مع الخارجين من العراق الذي كان أحادي الجانب والفكر كنت
أعيش معاناة المواطن في عموم العراق وما يعانيه من ظلم واضطهاد فكانت
أمنية أن نمتلك وسائل إعلام حرة خارجة عن متطلبات السلطة فكانت إذاعة
كربلاء fm
ما هو وجه الارتباط بين مركز ثقافات للبحوث
والدراسات والإذاعة ؟
الربط هو ربط الفكرة بين الثقافة وواقع العراق.. الفرد العراقي
يحتاج إلى التنوير وقد اخذ هذا الجانب حيزا كبيرا من تفكيرنا وكانت
لدينا فرصة الاحتكاك في وسائل الإعلام هناك من خلال كتابة بعض المقالات
وإقامة الندوات وكانت لدي أنا شخصيا رغبة إعلامية بالرغم من أن اختصاصي
ليس إعلاميا فكان احتكاكي بوسائل الأعلام المرئية والمكتوبة فالربط بين
الاثنين إنهما احد روافد وسائل الإعلام وفي كلتا الحالتين هي رغبة أن
تكون هناك مؤسسات علمية في مجال العلوم التقنية ...
وفي منطقتنا العربية نفتقر إلى المنهجية في تحصيل المعلومة والى
الدراسات العلمية مما أثار رغباتنا في هذا الاتجاه هو اطلاعي على الدول
المتقدمة في الغرب فان احد المصادر الأساسية في صنع القرار هو مصادر
البحث والدراسات التي تعتمد عليها الدولة أو صناع القرار في الحكومة
كنت رجلا عسكريا ثم دخلت السياسة بعدها كان الإعلام ما هو الرابط
بينهما وأين تجد نفسك ؟
إذا كان السياسي يريد أن يكون ناضجا عليه أن يكون إعلاميا أولا وهما
جناحان لأي شخصية تهدف إلى الخدمة العامة للمجتمع وفي ثقافتنا العربية
إن لم تكن في السلطة يعني انك لست سياسيا ..السياسة أبوابها متعددة
وروافدها متعددة كل عمل له صله بخدمة الناس هو من السياسة وقد يكون
صناع القرار من مراكز البحوث ومنظمات المجتمع المدني والاكادميين هذه
روافد للسياسة بشكل عام وكذلك الشعراء والفنانين يلهمون رجل الدولة
والسلطة
ماهي مقومات ديمومة واستمرار عمل مركز ثقافات
والإذاعة؟؟
في البداية كانت لدينا علاقات مع إعلام المعارضة (إعلام المؤتمر
الوطني العراقي )أي التشكيلة المعارضاتية العامة ومن ثم كان هناك
مجموعة من الخيرين التي كانت علاقاتنا معهم سياسية وبعضهم في الأردن
بشكل أساسي إضافة إلى أموالنا الخاصة وهناك أشخاص آخرين مثل الدكتور
عبد الحسن العطية وهذا رجل أكاديمي وبعض المهتمين بالشأن العراقي هذا
كان العمود الأساسي في دعم هذه المؤسسة
أما بخصوص المركز مركز ثقافات فان تكاليفه محدودة جدا وتعتمد على
مؤسسات المجتمع المدني التي تدعمنا بقضايا التثقيف وإقامة الندوات هذا
هو الهيكل الأساسي في دعم المؤسستين وفي ما يخص الإذاعة نتأمل في
المستقبل أن يكون استثمار في الإعلام من القطاع الخاص والشركات وان
لايكون مشروع مستهلك فقط وعندما يكون توجه الدولة نحو الخصخصة فان ذلك
سيؤدي بالتأكيد إلى تشجيع الاستثمار ويزيد التنافس وستكون هناك موارد
جيدة تصب في مصلحة الإعلام بمختلف أشكاله..
ماهي انجازات مركز ثقافات وما هي برامجه
المستقبلية ؟
المواضيع الساخنة أخذت الحيز الأكبر في عمل مركز ثقافات فقد واكبنا
الانتخابات وقمنا بعقد عدد من الندوات في المحافظات وعدد من ورش العمل
في بغداد كلها كانت حول الانتخابات والدستور وقضايا حقوق الإنسان وحقوق
المرأة وكل المواضيع الساخنة التي تخص الوضع العراقي ولدينا الآن
أساتذة من الأكاديميين يقومون ببحوث ودراسات تختص بالثقافة العراقية
ولدينا مشروع في جامعة بابل لدراسة الثقافات العراقية المختلفة لكي
نتلمس القواسم المشتركة بينها ولكي نبني ثقافة وطنية عراقية مع
الاحتفاظ بخصوصية كل المكونات
كيف ترى دور الإعلام العراقي في هذه المرحلة
وفي المستقبل؟
الإعلام هو جزء من بناء المجتمع.. نحن كنا في دولة كان الإعلام فيها
بوق لرأس الدولة وفجأة أصبحت الحرية بلا حدود والآن نحن في حالة ولادة
وبناء في كل المجالات والإعلام من ضمنها اعتقد إن العراق مليء بالكوادر
الثقافية والصحفية وقدرات بشرية جيدة لكنها غير منسقة وغير منظمة في
مؤسسات رصينة ولازالت في مهب الريح لم ترسم لها هوية هناك أحيانا تخبط
في الجرأة هناك في العراق فقط عشرة صحف تقريبا ممكن أن أصفها بالرصينة
والقوية وتقول الكلمة الحرة بكل جرأة وفيها كوادر مهيأة أن تخط إعلام
حر ونزيه وشفاف وأود أن أشير إلى نقطة مهمة وهي إننا لا نستطيع أن
نبني مؤسسة إعلامية رصينة وحرة وتقول الحقيقة بدون أن يكون لها مورد
مالي داعم مستقل وغير منحاز إلى طرف معين وهذا من الصعوبة أن تجده في
الوقت الحاضر ..والمحصلة النهائية إن الإعلام في العراق خطى خطوات
كبيرة وقد لا أبالغ إذا قلت انه سبق الجانب السياسي في العراق ... |