
* إعداد: قسم المتابعة[1]
(سامراء: لغة من سُرّ من رأى، مدينة كانت... على شرقي دجلة وقد خربت،
و... لغاتً: سامراء، (ممدود)، وسامرا (مقصور) وسُرّ من رأ (مهموز الآخر)
وسُرّ من را (مقصور الآخر) أما سامراء فشاهده قول البحتري:
ورأى المطايا لا قصور بها
عن ليل سامراء تذرعهُ
ومن القول الذي ثبت في الجزء الثالث من كتاب معجم البلدان الآنف قبل
قليل ذكره طبعة سنة 1399هـ - 1979م والصادر عن دار إحياء التراث العربي
(بيروت – لبنان) باب حرف السين (س) هذه الإشارات ابتداءً من صفحة 173
وإلى صفحة:
سامراء بلد على دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخاً يقال لها سرّ من رأى
فخففها الناس وقالوا سامراء.. يقول إبراهيم الجنيدي: سمعتهم يقولون إن
سامراء بناها سام بن نوح عليه السلام دعا أن لا يصيب أهلها سوء.. وأراد
المنصور بعدما أسس بغداد بناءها، وقد كان قد سمع ببركة هذه المدينة...
وأراد الرشيد أيضاً بناءها... ولكن الذي بناها مجدداً هو الخليفة
المعتصم في سنة (221هـ) ويذكر محمد بن أحمد البشاري إذ قال: (لما عمرت
سامراء وكملت وأتسق خيرها واحتفلت سميت سرور من رأى، ثم اختصرت فقيل سر
من رأى، فلما خُربت وتشوهت خلتها واستوحشت سميت ساء من رأى، ثم اختصرت
فقيل عنها سامراء، وكان الخليفة هارون الرشيد قد حفر عندها نهراً سماه
(القاطول) وبنى قربه قصراً خاصاً له وقلده فيما بعد الخليفة المعتصم
بالله فبنى هو الآخر هناك قصراً له فلما ضاقت بغداد بكثرة رجال عساكره
وجلهم كان من الأتراك أراد استحداث مدينة كان هذا الموضع على خاطره
فجاءه وبنى قربه (سُرّ من رأى) وكان هذا في حدود سنة 219هـ ويعتبر
تاريخ السنة 221هـ منطلقاً لعملية البناء فيها ولما صادف وضاقت بغداد
بعسكره الأتراك وتنقل الأخبار إذ مر ركب منهم في مناطق بغداد تموت
أعداد من الناس وبالذات الصبيان والعميان والفقراء جراء ازدحام مسير
الخيل حتى في أزقة المدينة. فأحتج أهل الوجاهة وتشكوا لدى المعتصم
وطلبوا منه إما أن يخرج العساكر الأتراك من بغداد وهددوه بقرار اعتبر
جريئاً في حسابات علاقة الحاكم برعيته حين قالوا له سنحاربك بسهام
السحر؟ فقال: وما سهام السحر؟ قالوا له: ندعو عليك، فقال المعتصم: لا
طاقة لي بذلك، وخرج من بغداد ونزل سامراء وسكنها وكان الخلفاء من بعده
يسكنونها إلى أواخر تاريخها العامر حيث أصابها الخراب تباعاً.
بعد سنة 227هـ حين ولي المتوكل بالله أمر الخلافة أقام أبنية كثيرة
في سامراء فاتسعت رقعتها وبنى مسجداً جامعاً فيها علته منارة لتعلو
منها أصوات المؤذنين وحتى ينظر إليها من مسافة فراسخ عديدة وشهدت
سامراء تشييد قصور فخمة مثل القصر المعروف بـ(قصر العروس) و(قصر
المختار) وقصور عديدة أخرى جعلت سامراء مدينة متقدمة جداً في زمانها
وهي في أوج بدائع أبنيتها وسعة طرقها المشجرة وحدائقها الغنّاء.
وبسامراء مرقد الإمام علي الهادي (عليه السلام) ومرقد ابنه الإمام
الحسن العسكري (عليه السلام) وبها السرداب الذي غاب فيه الإمام المهدي
المنتظر (عج).
ومن قبور الخلفاء العباسيين في سامراء قبور الخلفاء: الخليفة
المتوكل، وابنه الخليفة المنتصر بالله، وأخوه الخليفة المعتز بالله،
والخليفة المهتدي بالله، والخليفة المعتمد بالله بن الخليفة المتوكل
بالله.
وعن القفر والإطلال اللذان آل عليه بهما مصير مدينة سامراء بأحد
الأزمنة الغابرة التي تلت أيام عمرانها الراقي قول الشاعر ابن المعتز
عنها:
قد أقفرت سُرّ من را
وما لشيء دوامُ
فالنقضُ يحملُ منها
كأنها آجَامُ
ماتت كما ماتَ فيلٌ
تُسَلُّ منه العظام
([1]) أعدت هذه المادة الانترنيتة (بتصرف)
عن كتاب: معجم البُلدان للشيخ الإمام شهاب الدين بن عبد الله
البغدادي الجزء الثالث الذي طبعته دار إحياء التراث العربي
(بيروت – لبنان) سنة (1399هـ - 1979م).
|