لقد
اصبح العالم يتحدث عن شبكة اتصال عالمية لا تكتفى بنقل المواد المرسلة
و إستقبالها وإنما إنتقال الإنسان بكامل حواسه ودون أن يبرح
مكانه من أحد طرفى الأرض إلى الطرف الأخر ليتصل ويتفاعل مع نظيره
من هذا الطرف الأقصى .
بيد أن البعض من نشطاء الانترنت اساءوا التعامل معه واستغلاله ، و
تم تركيزهم على الإستخدامات السلبيه غير المقبولة أو غير المشروعة
أحيانآ ، حتى أن كلمة إنترنت أصبحت عند بعض الافراد مرادفه للإباحية
والأنفلات و صار الإنترنت هو المتهم البرىء دائمآ فى كل مشكلة أو كارثة
تحل بالعالم .
فبعض هؤلاء النشطاء أما من الجواسيس الذين يحاولون التلصص على الدول
أو الهيئات أو البنوك أو الأفراد بغية أنتهاك الامن او الخصوصية او
الحرمات أو من الإباحيين الذين يريدون عرض بضاعتهم المشبوهة من صور و
موضوعات مثيرة على الشبكة أو من أصحاب العقائد الهدامة أو الأفكار
المنحرفة الذين يحاولون نشرها بإستخدام الشبكة أو من قراصنة القرن
العشرين الذين وجدوا فى الشبكة ضالتهم .
وقد وجد نشطاء الانترنت في تلك الشبكة وسيلة حديثة ذات كفاءة وكفاية
عالية في اطار التقنية الفنية التي يستخدمونها في ارتكاب جرائمهم ،
وصعوبة اكتشاف هذه الجرائم وتحديد مصدرها وإقامة الدليل عليه، هذا
بالإضافة إلى عدم وجود تشريعات حديثة تواجه الجرائم التي ترتكب عن طريق
استخدام الإنترنت وتجريمها.
فلاشك ان نشطاء الانترنت يتمتعون بصفات وخصائص تميزهم عن غيرهم ،
وذلك كانعكاس حتمي لما تتطلبه عمليات استخدام هذه الشبكة من قدرات
تقنية وفنية هائلة ، بيد ان ذلك لا يعني حصر مرتكبي جرائم الإنترنت فى
طبقة او فئة معينة او جنس معين، فمرتكب الجريمة قد يكون من البالغين او
الاحداث و المتعلمين منهم أو المثقفين ومن الفقراء والاغنياء ومن
الرجال او من النساء .
وفى بعض الدراسات المتخصصة فى برامج الإنترنت تم حصر فئات الجناة
في ذلك المجال في اربع فئات وهم:-
الفئة الاولى : العاملون على اجهزة الحاسب الالى فى منازلهم نظرا
لسهولة اتصالهم بمصدر اتصال بدون تقيد بوقت محدد او نظام معين يحد من
استعمالهم للجهاز
الفئة الثانية: الموظفون الساخطون على منظماتهم التى يعملون بها
فببعدهم عن مقار عملهم بعد انتهاء مواعيد العمل يعملون على تخريب
المواقع الخاصة بالمنظمة على شبكة الإنترنت او اتلافهااو التشهير حتى
بالمنظمة .
الفئة الثالثة: فئة المتسللين "HACKERS " ومنهم الهواة او العابثون
بقصد التسلية,وهناك المحترفين الذين يتسللون الى مواقع مختارة بعناية
ويعبثون او يتلفون النظام او يسرقون محتوياتة ,وتقع اغلب جرائم
الإنترنت حاليا تحت هذة الفئة بقسميها .
الفئة الرابعة: العاملون فى الجريمة المنظمة فمثلا كعصابات سرقة
السيارات حيث يحددون بواسطة شبكة الإنترنت اسعار قطع الغيار ومن ثم
يبيعون قطع الغيار المسروقة فى الولايات الاعلى سعر.
ومن السمات العامة لنشطاء الإنترنت: والتى تتوافر لدى بعضهم او
معظمهم مجموعة من الخصائص والتى تميزهم عن غيرهم من المتورطين فى اشكال
الانحراف والإجرام الاخرى ومن اهمهم:
(أ) السن : تتراوح اعمار مقترفى تلك الجرائم عادة بين 46:18
سنة والمتوسط العمرى 25سنة .
(ب) المعرفة والقدرة الفنية الهائلة : ينتمى مركبى هذه الجرائم
عادة الى الطبقة المتعلمة ، ومعظمهم يكون من اصحاب التخصصات ومستخدمى
شبكة الإنترنت والذى يغريهم على ارتكاب جرائمهم هو شعورهم بالامن
نتيجة الثقة الزائدة بالنفس وجهل الكثير بعلوم وتقنيات الحاسب الالى
ولا سيما استخدام الإنترنت ، فيتملكهم الشعور بامكانية ارتكاب الجريمة
دون ان يتم اكتشافها.
(ج) الحرص الشديد وخشية الضبط وافتضاح الأمر.
(د) ارتفاع مستوى الذكاء .
(ه) الحرفية الفنية العالية :التي تتطلبها سواء عند ارتكابها
او عبد مقاومتها.
(و) تخفي مرتكب هذه النوعية من الجرائم عبر دروب الإنترنت،
بحيث يمكن ان يختفون تحت قناع فني يظهرهم من دوله الى اخرى .
ونحن نرى وجوب البدء في اتخاذ خطوات ايجابية للتصدي ليلك الافعال من
خلال:
- التدخل التشريعي لمواجهة القصور في التشريعات والقوانين
الحالية أو تحديثها بالنص صراحة علي تجريم استخدام التقنيات العلمية
الحديثة في ارتكاب تلك الجرائم أعمالا لمبدأ شرعية الجرائم والعقوبات
حتي نصل إلى إقامة بنية قانونية للتصدي لجرائم الإنترنت
- السعي الي وضع قانونا للإنترنت بان يشتمل في أحد جوانبه علي
جرائم الإنترنت بشقيها الموضوعي بحيث يجرم الأفعال غير المشروعة علي
الإنترنت ويعاقب مرتكبها ، والإجرائي بحيث يوضح إجراءات تفتيش الحاسب
وضبط المعلومات التي يحويها ومراقبة المعلومات أثناء انتقالها والسماح
للجهات القائمة علي التفتيش بضبط برامج الحاسب والمعلومات الموجودة
بالبرامج وفقا للشروط الخاصة بإجراءات التفتيش العادية .
*عضو مجلس ادارة الجمعية المصرية لقانون
الانترنت
نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية
لمكافحة جرائم الانترنت "تحت التأسيس
moelalfy@yahoo.com |