الاستبداد معطل حقيقي للإنماء

بسام محمد حسين

كان ولا زال الاستبداد بأشكاله المختلفة وتجسيداته المتنوعة يخترق البنى الاجتماعية والسياسية والدينية مخلفاً في استمراره أزمات وكوارث متلاحقة أفرزت عطالة وتأخر وتخلف شملت ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها وإن شهدنا في هذه المرحلة انهيار أحد قلاع الاستبداد المعمم في التجربة العراقية إلا إننا لازلنا نشاهد ونتلمس نتائجها وصعوبة الانتقال إلى المجتمع العراقي المفتوح على الحرية والديمقراطية والعدالة والتسامح فالخراب أصاب جسد الأمة وفكرها ومنتجها الإعلامي والتربوي والإنساني عامة، ويخطى من يظن أن الإطاحة برأس المستبد يكون قد أنجز ما هو مطلوب لإخراج البلاد والعباد من كارثتها.

فالتراكمات السلبية التي أصابت المجتمع أفراد وقوى وعلاقات ستظل تترك بظلالها على المشهد اليومي ويعود ذلك أن الاستبداد لم يكن قادر على الاستمرار لولا سياسة الافساد العام لكل طاقات وقدرات الأمة ولولا تكريس ما هو معوق للتطور الإنساني.

 فالتجربة العراقية حقاً تحتاج إلى قراءة وتمعن وبحث معمق لاستخلاص النتائج والعبر فالطاغية أستطاع بأساليبه الديكتاتورية الهمجية أن يدمر كل محاولة للمقاومة لمشاريعه وخططه وانعكس في ذلك على ما أصاب قوى التغيير من سياسة.

 إن ما نراه اليوم ونسمع عنه في التجربة العراقية يحتاج أكثر إلى مزيد من الانتباه إلى أهمية وضرورة إصلاح اعطاب المجتمع ليتعافى وأن لا تترك السواد الأعظم من الشعب العراقي دون خيارات واضحة تحدد واقعه وحاضره ومستقبله.

وبرأينا يجب أولاً أن يتمم تعزيز حقوق المواطنة، واحترام حقوق الإنسان وإفساح المجال لكل فرد أن يأخذ حصته المتكافئة والمتساوية من الهواء والأرض والماء والسماء، وخاصة أن العراق بطاقاته الغنية وإمكانياته الكبيرة تشكل عامل مساعد في إخراج العراقيين من أزماتهم السابقة وتضعهم حقاً في مسار المجتمعات المتحضرة.

 خاصة أن تاريخ العراق عانى وما زال يعاني من العنف والإرهاب لتعطيل تطوره وإسقاط تجربته وهدر إمكانياته، فالحرية تترافق مع المسؤولية واحترام المواطنية وإبراز كل قيم الإسلام الحقيقي الأصيل في إقامة الحكومة الإسلامية الرشيدة المستندة على حقوق الكاملة التي أشار إليها سماحة الإمام الراحل محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) في قوله أن الغرب أعطى نصف الحرية ونصف رغيف الخبز).

أما الإسلام الحقيقي فقد أعطى الإنسان الحرية الكاملة ورغيف الخبز الكامل، وكما عرفته أمتنا الإسلامية في تاريخها في عهد سيدنا الإمام علي (عليه السلام) إذ شاهد متسولاً لم يقل من هذا إنما قال ما هذا...

إن أمام الشعب العراقي الكثير من الجهود لإخراج العراق إلى ساحة الحرية والأمل والحياة الكريمة ويتأتى ذلك عبر تعميق مفهوم الحق والعدالة والحرية.

aboalibassam@jawab.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/اذار/2006 -11/صفر/1427