تجملتَ بالصبر حتى ابتلى
بكَ الصبر ُ في نازلات البلا
تجاوزَ صبرُك حدَ الخيال ِ
فكنت َ مثالاً له ُ أمثلا
واجفل َ حين رأى في خُطاك َ
دليلا ً الى خافيات العُلا
فأوقفته ُ في طريق ِ الخلود
رسولاً يلوذ بمن أرسلا
مضى ليحدث َ عنكَ العصور
وكيفَ بنيت له ُ منزلا
وآويتَه ُ من صغار ِ الرجال ِ
وكانوا على عُشبه ِ منجلا
وحينَ تلّقف َ منك الشعاع
تجاوزَ اسفَله ُ الأسفلى
وشبّ َ على راحتيك كبيرا ً
عزيزاً كريما ً بما أستقبلا
إذا اشتّد فيه عياء ُ الطريق
رآك َ على دربه ِ مقبِلا
فيا سيّد َ الصابرين التقاة ِ
ومن كان َ أصعبه ُ الأسهلا
زرعت َ عليها ثمار َ الكتاب
وكنت َ لها في العلا جدولا
وتعرف ُ إن زمان َ الذئاب
على هوله ِ يبتغي الأهولا
عبرت َ عليه ِ كبيرَ الهموم
وتعرفه مفصلا ًمفصلا
وتعرف ُ إنك في عالم ٍ
تُدار ُ عليه ِ كؤوس ُ الطلى
وقد شمّر َ الليل ُ عن ساعديه ِ
ليطوي شعاعا ً عليك َ إنجلى
تخبّط َ في الدرب ِ حتى أتاك َ
فأشرقت َفي وجهه ِ مشعلا
وما المجد ُ إلا كبار ُ الهموم
ترى في العظيم ِ لها مأملا
فتصعد ُ كفّاه ُ عبر َ الغيوم
ليصنع َ للشمس ِ مستقبلا
فإن بسط َ المجد ُ كفَ السؤال ِ
حَـري ٌ بمثلِك َ أن يُسألا
وشمت َ بروحك َ روح َ الزمان
فكنت َ له ُ فجرَه ُ ألأجملا
hadialrubaie@yahoo.com |