الطائفية أساسها من عمق المذهب السلفي

محمد هادي

قال تعال{كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة

سوف أكتب بعض الأسطر عن تجليات حادثة قصف المرقد الشريف في سمراء والتعليق على الخطبة السنية الرسمية في الحرم المكي التي تناقلتها التلفزة والصحف المحلية منها والعالمية.

لا ريب أن القيم السماوية هي صمام الأمان لحفظ المجتمعات وأن القران الكريم هو الوحي الذي أنزله الله على نبيه لكي يكون نظاما وتشريعا للبشرية.  وأن مشكل  المسلمين بل البشرية هي عدم تطبيقها للقران الكريم، وعدم الرجوع له في حل كل مشاكلها، وأيضاً عدم الاتكاء على القيادة الربانية التي من خلالها تستلهم الرؤى الصائبة لمعالجة القضايا المعاصرة.

وأن من أسباب جريمة تفجير مرقد الأماميين العسكريين عليهما السلام في  سامراء من ـ البعثيين والسلفيون ومن وراؤه الأمريكيين، ما هي إلا قنبلة لزعزعة الأمن في العراق وجعل العلمانيين ـ علاوي وأشباهه ـ يقودون الحكومة الجديدة أمنيا وسياسي في العراق الجديدة أولا، أو هم  يردون الانقلاب على رئيس الوزراء الجعفري والحكومة الشرعية المنتخبة من الشعب وهذا السبب الثاني.

 أو تبديل نمط الحكومة القادمة الى حكومة عراقية أمريكية تجعل الصالح الأمريكية نصب عينها وفي مقدمة ألواوياتها ثالثاً.

وأن ما يفعله كثير من المسلمين الذين ينساقون للفئة التكفيرية التي تريد الصراع في العراق بل العالم الإسلامي والتي تريد الفساد في الأرض {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}،ونحن كمؤمنين وكطائفة شيعية لا نبرر أي عمل يقوم به أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام لان مرجعنا هو كتاب الله سبحانه وتعالى ومراجعنا العظام، وقد حذر مراجعنا دام بركاتهم يوم الأربعاء الماضي بحرمة الاعتداء على دور العبادة والآمنين الأبرياء بأي مبرر كان.

فالاعتداء على مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام جريمة كبرى لا تغتفر ولا تبرر، فحينما يعتدا على أتباع أهل البيت عليهم السلام كأشخاص وذوات ليس كما يعتدي عليهم في أهم مقدساتهم؛ لأن  مقدساتهم جزء أساسي من عقيدتهم، والشيعة لا تصمت و لا تنكس رأسها عندما يعتدى على مقدساتها، وشيعة أهل البيت شيعة يلتزمون بالمبادئ والقيم الإسلامية الأصيلة فهم لا يعتدون على الغير ولا يبررون الاعتداء  على احد من البشر مسيحيا كان أو يهوديا فضلا عن المسلمين بجميع طوائفهم، والشيعة على مر التاريخ عندما سكتت وتحملت الظلم والاضطهاد من الطغاة لم تسكت هوانا أو خنوعا بل سكتت محافظة على شعلة الإسلام و صونا لوحدة المسلمين لئلا لا تشعل حروبا طاحنة  وفتنة  بين المسلمين كافة، وهذا  لا يعني ان نسكت.

ونحن ندين الاعتداء على المساجد لا لأنها سنية بل لأنها مساجد لله فهي ليست للشيعة أو السنة، فمن يعتدي على مساجد الله يجب معاقبته ومحاسبته كان شيعيا أو سنيا.

وأن  كثير من علماء السنة بخطابهم يقومون بدعم مباشر أو غير مباشر  بتوجيه الإرهابيين للتفجير وخير شاهد على ذلك توجيههم بالكف عن التفجير أثناء لانتخابات العراقية عندما قال احد العلماء للإرهابيين.

ومن هذا المنبر الحر نستنكر طريقة الشجب والإستنكار التي أعلنها خطيب الحرم المكي عندما أثار قضية الهجوم على المساجد وبعض السنة وهي التي قد تكون من نفس الأيادي التي امتدت للمقام الشريف لهدف خلق الفتنة، أو لأناس بسطاء لم يلتزموا بالأمر الصادر من المرجعية بحرمة المساس بالمساجد والأبرياء أثار قضية المساجد وأنها أعظم وأفدح مما ارتكبه المجرمون بهدم البقاع المقدسة التي هي مساجد الله العظمى ليذكي روح العداوة والبغضاء في نفوس السنة لتشعل حربا طائفية في العراق من السنة والشيعة بدل أن يحاول أن يخفف من حدة الأزمة وإطفاء نار الفتنة.

وقال خطيب الحرم المكي "إن أكثر ما يوغل الصدور ويشق لصفوف التعرض للمقدسات ودور العبادة فيها أيا كانت القناعات تجاهها والرأي فيها وما حدث قريبا في العراق من استفزاز صريح واستعداء صارخ لفئة على فئة أخرى بل الاعتداء على قبرين هو استفزاز واستعداء لا يقره دين وإنما هي إثارة للفتنة واستخار في جسد العراق المنهك الذي صار يمسى على جرح ويصبح على ذبح وليس من مصلحة العراق كله الاستعجال والمبادرة فى الانتقام ولئن كان المعتدى على حرمة القبر مجهولا فكيف يجوز ان يكون المعتدى على المساجد وائمتها معلوما كيف تقابل حادثة تتعدد احتمالات منفذها بجريمة فاعلها ، كاشف الوجه كيف ينتقم من الاعتداء على قبور عباد الله بالاعتداء على بيوت الله وان يكون المساس بأحفاد رسول الله ردة فعله حرق لكتاب الله مشيرا فضيلته الى أن هذه الاعمال ما هى الا فتن يوقد نارها المجرمون و ينكوى بعذابها الآمنون".

إن المتأمل للكلمات ما بين علامتي التنصيص التي تحمل بغضا على أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام يلاحظ أن الاعتداء على المساجد ويقصد المساجد السنية استفزاز صريح واستعداء صارخ أم الاعتداء على ضريح الإمامين العسكريين عليهما السلام فقط استفزاز واستعداء، فهل المجهول لا يجب ان نحاسبه ونعاقبه، وأنا تفجير المرقد الشريف في سامراء ليس حادثة كما يدعي بل هي جريمة كبرى.

ونتعجب أن الذي يقابل الحادثة كما ذكرى إمام الجمعة في الحرم المكي بالجريمة فقط ولم يقل كما قال في سابقتها، فخطيب الحرم المكي يضخم الاعتداء على المساجد ويصغر في ذات الوقت تفجير مقدسات المسلمين جميعا، ويهيج عواطف المسلمين في العالم و يؤلبهم على شيعة آل محمد وفي ذات القول يحسسهم إن المساس بأحفاد رسول الله(ص) ليس بالتفجير والتدمير، بحرق كتاب الله وهذا عين الكذب والفتنة.

وأننا نعتبر ما قاله خطيب الجمعة في الحرم المكي اعتداء على شيعة آل محمد والتبرير لهم وغرس وتأصيل للفتنة، وعلى خطيب الحرم المكي أن يعتذر للشيعة والمسلمين وكما وينبغي أن يحاسب على ما قاله وهذا فقط في السعودية.

أما في قطر التي تحتضن قناة الجزيرة وتحتضن الشيخ القرضاوي الذي هاجم الشيعة في العراق هجوما لا سابق له، فالرجاء من أتباع أهل البيت عليهم السلام قراءة نص خطبة الحاقد الشيخ القرضاوي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 8/اذار/2006 -8 /صفر/1427