إيران ستملك قنبلة خلال خمس سنوات وأمريكا تحذرها من عواقب طموحاتها

حذر تقرير اعده خبراء لمجلس السياسة الخارجية والدفاع وهو هيئة استشارية روسية من انه سيكون لدى ايران اسلحة نووية خلال خمس سنوات على الاكثر وعلى العالم ان يعتاد من الان على هذه الفكرة.

وجاء في التقرير الذي نشرته الجمعة وكالة انترفاكس ان «ايران تسعى الى الحصول على السلاح النووي وستتمكن من ذلك عاجلا ام اجلا».

وتؤكد طهران بالحاح انها لا تسعى الى صنع قنبلة ذرية كما تشتبه واشنطن.

وتعرض الدبلوماسية الروسية تخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا الا ان المفاوضات تتعثر بسبب رفض طهران القبول بتجميد تخصيب اليورانيوم على اراضيها.

واوضح التقرير «وفقا لقلة من الخبراء فان ذلك (صنع القنبلة الايرانية) قد يتحقق خلال فترة تترواح من ستة اشهر الى سنة او سنتين.في حين ترى الاغلبية انه سيستغرق بضع سنوات قد تصل الى خمس».

ونصح واضعو التقرير «ايا كان الامر ..من الافضل للعالم البدء منذ الان في التعود على التعايش مع ايران قوة نووية».

واعتبروا ان هذا التطور ليس مفيدا لامن روسيا الا انهم رأوا ان عواقبه «لن تكون كارثية طالما بقي النظام الايراني مستقرا».

وقال الخبراء الروس ان طهران لن تستخدم السلاح النووي ولن تنقل تكنولوجيتها الى دول اخرى او الى منظمات ارهابية.

لكن بعضهم خشي ان يشجع دخول طهران نادي القوى النووية «دولا اخرى في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية ومصر على تصنيع قنبلة عربية».

واعتبر الخبراء ان «الاحتمال ضئيل في لجوء الولايات المتحدة الى ضرب ايران عسكريا في المستقبل القريب».

لكنهم اعربوا عن تشاؤمهم حيال تطور الوضع في المنطقة، ففي رأيهم ان الشرق الاوسط الكبير (من افغانستان حتى شمال افريقيا) سيظل معقلا «للارهاب الاسلامي العالمي»وان خطر انتشار اسلحة الدمار الشامل سيتفاقم.

وجاء في التقرير ان «كثيرين مستعدون لاعادة اطلاق برنامجهم النووي لئلا يصبحوا عراقا اخر».

وحذر التقرير ايضا من خطر زعزعة الاستقرار الذي يهدد في الدرجة الاولى مصر والسودان والمملكة السعودية والعراق، وخصوصا كردستان العراق، وباكستان.

واضاف ان انظمة المنطقة خارت قواها وبالنسبة الى شعوبها «يبدو الاسلاميون الاصوليون البديل الوحيد».

ورأى معدو التقرير ان احتمال تولي الاسلاميين الحكم يرتبط بحجم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لارساء الديموقراطية، وخصوصا اجراء انتخابات حرة.

وقالوا ان «ارساء الديموقراطية سيزيل بقايا الانظمة (...) واجراء انتخابات حرة في الظروف الراهنة سيؤدي بالتاكيد الى بلوغ الاسلاميين الاصوليين الحكم».

وشدد المحللون الروس على ان وجود القوات الامريكية في العراق يساهم في توفير الاستقرار للمنطقة.

واكدوا ان «انسحابا سريعا للولايات المتحدة من العراق قد يؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة برمتها في شكل خطير والى تكثيف انشطة الارهابيين»، الامر الذي يتعارض «مباشرة»مع «مصالح روسيا».

من جهتها قالت الولايات المتحدة يوم الاحد ان ايران ستواجه "عواقب مؤلمة" اذا واصلت انشطتها النووية الحساسة وستزداد المشكلة صعوبة اذا لم يتصد لها المجتمع الدولي.

وأكد جون بولتون سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة عشية ما قد يكون اجتماعا دوليا حاسما بشأن ايران يوم الاثنين أن واشنطن ستستخدم "كل الادوات المتاحة" لوقف البرنامج النووي الايراني وبدأت بالفعل في "تكثيف الاجراءات الدفاعية لمواجهة التهديد النووي الايراني."

وقال بولتون أمام 4500 مندوب حضروا المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية التي تعد كبرى جماعات الضغط الموالية لاسرائيل في الولايات المتحدة انه "يجب حمل النظام الايراني على أن يدرك انه اذا استمر في طريق العزلة الدولية فستكون هناك عواقب ملموسة ومؤلمة."

وقال مسؤول أمريكي لرويترز ان الولايات المتحدة تبحث اعطاء مهلة لطهران تتراوح بين 30 و60 يوما لوقف برنامجها النووي والتعاون مع المفتشين الدوليين والا واجهت ضغوطا مكثفة في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وأضاف بولتون أن ايران تشكل "خطرا شاملا" كدولة راعية للارهاب بالاضافة الى طموحها النووي ولذلك "يجب أن نكون مستعدين للجوء الى حلول شاملة واستخدام كل الادوات المتاحة لنا لوقف التهديد."

وحذر بولتون من انه "كلما طال انتظارنا لمواجهة التهديد الذي تشكله ايران اصبح أكثر صعوبة وتعقيدا في الحل."

وأكد بولتون أن واشنطن لا تتوقع أن يتحرك مجلس الامن بسرعة نحو فرض عقوبات على ايران. واظهرت روسيا والصين وهما عضوان دائمان في مجلس الامن ولهما حق النقض (الفيتو) ترددهما بهذا الشأن.

ولكنه قال ان حكومات أخرى كثيرة بدأت تتحدث علنا عن العقوبات في اشارة ضمنية الى أنها قد تتخذ اجراءات خارج اطار مجلس الامن.

وقال بولتون ان الولايات المتحدة فرضت عقوبات واسعة النطاق على ايران منذ قيام الثورة الايرانية في عام 1979 ولكنها تبحث سبل استغلال مبادرة الحد من انتشار الاسلحة النووية أكثر من ذلك لحرمان ايران من المواد التي تحتاجها في برنامجها النووي.

والولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيون بزعامة القوى الثلاث الكبرى بالاتحاد الاوروبي بريطانيا وفرنسا والمانيا مقتنعون بان ايران تحاول صنع أسلحة نووية. لكن طهران تصر على انها لا تهدف الا للحصول على الطاقة النووية المدنية.

وتحدث كبير مفتشي الاسلحة بالامم المتحدة سابقا ديفيد كاي في المؤتمر عن حدود عمليات التفتيش. وقال ان الوصول الى حكم نهائي بشأن البرنامج النووي الايراني قد يأتي متأخرا بعد أن تكون ايران قد أجرت اختبارات على أسلحة نووية.

لكن ايران وفي مواجهة ذلك الضغط أكدت من جديد انها لا تنوي استخدام صادراتها النفطية كسلاح في النزاع المتعلق ببرنامجها النووي لكنها قالت انها قد تفعل ذلك "اذا تغيرت الظروف".

وقال علي لاريجاني كبير المفاوضين الايرانيين بشأن البرنامج النووي الايراني في مؤتمر صحفي "لسنا مهتمين باستخدام النفط كسلاح.. ولكن اذا تغيرت الظروف فقد يؤثر ذلك على قرارنا."

ولم يحدد ما الذي يعنيه بتغير الظروف.

وايران رابع اكبر مصدر للنفط في العالم وثاني اكبر مصدر من اعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك). 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين  6 /اذار/2006 -5 /صفر/1427