عدم الثقة تعم شوارع بغداد مع احتدام التوترات والتطهير الطائفي

 (وكالات) - لو نظرت من بعيد لبدا لك المسجدين متطابقين لكن اذا اقتربت فسيتضح لك مدى عمق الخلافات.

ففي احد الجوانب يقع مسجد حمزة في ضاحية الغزالية التي يغلب على سكانها السنة في بغداد. وعلى بعد نحو 100 متر عبر احد الجسور يقع مسجد اخر يرفرف علم اسود فوق مأذنته في ضاحية الشعلة الشيعية.

وبرزت التوترات بين السنة والشيعة في العراق على السطح بعد تفجير مزار شيعي يوم 22 فبراير شباط الماضي.

وفجر الهجوم موجة من اعمال العنف الطائفية راح ضحيتها 500 شخص حسب التقديرات الرسمية المتحفظة ووضعت البلاد على شفا حرب اهلية.

ويزداد خطر نشوب حرب اهلية بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية في مناطق مثل بغداد حيث يعيش خليط من الطوائف مما يضع المسجدين في قلب الازمة.

وتقوم سيارتان تابعتان للشرطة مزودتان بالاسلحة الالية بحراسة مسجد حمزة منذ أن تعرض لاعمال تخريب بعد ساعات من تفجير المسجد الذهبي في سامراء. وفتحت بوابة المسجد الزرقاء الممتلئة بالثقوب من الاعيرة النارية عن اخرها واضرمت النار في صحن المسجد وهشمت نوافذه.

وقال رجل كان يقف قرب المسجد انه اخر سني بقي في الشارع.

وأضاف طالبا عدم ذكر اسمه بسبب الخوف من الاعمال الانتقامية "معظم السنة الذين يعيشون قرب هذا المسجد غادروا هذه المنطقة بعد تعرضها لهجوم. لم يهددهم احد لكنهم شعروا بأنهم في خطر."

أما المسجد الشيعي في حي الشعلة فلم تطاله أعمال عنف. وسدت المنافذ الى جامع بالبراميل. ويمتنع الحراس عن فتح الابواب دون التحقق من شخصيات الوافدين فيما يبقى الصبية الذين يبيعون الماشية اعينهم على السيارات غير المألوفة.

ويقول عباس حسن وهو القائم على المسجد انه يشتبه في أن مسلحين سنة ينتمون لتنظيم القاعدة هاجموا مسجد حمزة والمزار الشيعي لاشعال حرب اهلية.

وأضاف أن المسلحين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذين اتهمهم بعض السنة بالوقوف خلف الاعمال الانتقامية ضدهم يحرسون الشارع الرئيسي والجسر خلال الليل.

وتابع بينما كان ينظف ساحة المسجد "نحن مستعدون تماما للدفاع عن انفسنا. الشيعة يفوقون جميع من في البلاد عددا..لا أحد يقدر على مواجهتنا في صراع مفتوح."

بدورهم دعا رجال الدين في مختلف انحاء العراق من الشيعة والسنة المنقسمين الى الهدوء والوحدة الوطنية في صلاة الجمعة بعد موجة من العنف الطائفي قتل فيها مئات الاشخاص ودفعت البلاد الى حافة حرب اهلية.

وفرضت الحكومة العراقية التي تخشى من وقوع مصادمات يوم الجمعة عندما تكتظ المساجد بالمصلين حظرا مروريا جديدا اثناء النهار في بغداد.

وقال صدر الدين القبانجي وهو عضو في احد اكبر الاحزاب الشيعية للمصلين في مسجد فاطمة بمدينة النجف "ان العراقيين حققوا منجزات كبرى وهي بعد في بداية الطريق وهذا يحتاج الى دراسة ومشروعنا السياسي هو عبارة عن تحقيق عراق عادل موحد مستقل وفيه ثلاث لاءات وثلاث نعمات هي نعم لعدالة سياسية نعم لعراق مستقل نعم للوحدة اما اللاءات فهي لا للدكتاتورية لا للتدخل الاجنبي ولا للطائفية واستعباد الاخرين".

وفي مسجد سعدية العمري السني في بغداد اثنى الخطيب على الشيعة لمساعدتهم في حماية المسجد من مسلحين هاجموا العديد من المساجد الاخرى في العاصمة التي يقطنها خليط من الطائفتين. وكانت سيارتان تابعتان للشرطة تحرسان المسجد في الوقت الذي تجمع فيه المصلون بداخله.

وقال الخطيب لحشد يتالف من حوالي 150 شخصا "المصلون اخبروني ان سكان المنطقة من الشيعة والسنة قاموا بحماية الجامع وهذا ما يدلل على الاخوة والوحدة."

وتسبب التفجير الذي لم يسفر عن سقوط ضحايا لكنه كان رمزيا بالمسجد الذهبي في سامراء في رد فعل غير مسبوق من الشيعة ضد الاقلية من السنة العرب الذين يشكلون العمود الفقري لتمرد ضد الحكومة التي يقودها الشيعة والاكراد.

واتخذت معظم الخطب خطا حذرا لتجنب مفاقمة التوترات لكن في مدينة البصرة الشيعية الجنوبية وهي ثاني اكبر مدينة في العراق انتقد صباح السعدي من حزب الفضيلة اتباع السنة بسبب إيواء المتمردين.

وقال "نحن ندعو (السنة) ان يكونوا مسؤولين والا يصبوا الزيت على النار. يجب ان يلفظوا الصداميين الجدد."

وصدام الذي يواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية من السنة العرب.

وذهب البعض للصلاة في مساجد تخص الطائفة الاخرى لابداء التضامن.

وقال ابو علاء وهو شيعي يبلغ من العمر 46 عاما انه صلى في مسجد للسنة لفترة وجيزة للمساعدة في جسر الفجوة.

وقال انه يأتي دائما للصلاة وليست لديه مشكلة في ان يصلي مع السنة مضيفا ان هذا وقت يحتاج العراقيون فيه الى الوحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4 /اذار/2006 -3 /صفر/1427