بيان علماني ضد التوتاليتارية الاسلامية ومسرحية دنماركية حول صدام الحضارات

تنشر اسبوعية "شارلي ابدو" الفرنسية الساخرة في عدد الاربعاء بيانا يحمل توقيع 12 مفكرا بينهم الكاتبان سلمان رشدي وتسليمة نسرين بعنوان "معا ضد التوتاليتارية الجديدة : النزعة الاسلامية".

وتاتي هذه المبادرة بعد ثلاثة اسابيع من نشر شارلي ابدو الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها في البداية صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية ما اثار ردود فعل عنيفة في فرنسا والخارج.

وجاء في البيان "بعد التغلب على الفاشية والنازية والستالينية يواجه العالم تهديدا شاملا جديدا من النوع التوتاليتاري : النزعة الاسلامية. ونحن كتاب وصحافيون ومثقفون ندعو الى التصدي للتوتاليتارية الدينية والى اعلاء قيم الحرية ومساواة الفرص والعلمانية للجميع".

وكتب الموقعون مشيرين الى قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد "لقد اظهر ذلك ضرورة النضال من اجل هذه القيم العالمية لا بالسلاح وانما بالافكار".

واعتبروا ان الامر "ليس صدام حضارات او عداء بين الغرب والشرق وانما معركة شاملة يتواجه فيها الديموقراطيون مع الثيوقراطيين".

ومن بين الموقعين ايضا ايان هرسي علي النائبة الهولندية الصومالية الاصل وكاتبة سيناريو فيلم "خضوع" والفيلسوف الفرنسي برتران هنري ليفي وتسليمة نصرين الطبيبة والروائية التي تركت بنغلادش بعد ان تعرضت لتهديدات بالقتل من اسلاميين وسلمان رشدي الذي اصدر الامام الخميني فتوى باهدار دمه في شباط/فبراير 1989 بعد نشر كتابه "الايات الشيطانية".

من جهة اخرى يقوم المؤلف المسرحي والممثل الدنماركي فليمينغ ينسن بالاعداد لمسرحية جديدة حول صدام الحضارات على ضوء الازمة الاخيرة حول الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية التي تناولت النبي محمد.

وقال ينسن لوكالة فرانس برس "انها مسرحية مقتبسة عن الكاتب البريطاني اليستر بيتن عن صدام الحضارات بشكل عام وليس عن الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد الا انه ونظرا للتطورات الحالية فان هذا الموضوع سيلقي بظلاله بشكل واضح على العمل نظرا لردود الفعل العنيفة التي تسبب بها نشر هذه الرسوم".

الا ان ينسن الذي ترجم بنفسه لبيتن "ملك القلب" من الانكليزية الى الدنماركية والذي يامل ان تكون "مسلية" لا يخف انها تسبب له وللكاتب البريطاني صاحب النص الاساسي شعورا بالقلق.

وقال ينسن "للمرة الاولى يبدو اليستر متشنجا في العمل معي ليس لاسباب فنية بل بسبب الوضع الراهن فهو طلب ان يراقب بصرامة الترجمة التي اقوم بها لعمله لانه يريد ان يحمي نفسه ويحمي عائلته".

وبحسب ينسن ان بيتن الذي كتب هذا العمل "لا يريد ان يفقد السيطرة على ما يقال في العرض المسرحي لان هناك قوى خارجة عن اي سيطرة قادرة على فعل اي شيء".

ويضيف "لذا يريد بيتن ان يزن بتمعن كل كلمة ليتاكد ان العرض الدنماركي سيكون متفقا مع النص الانكليزي دون اي تعابير قد تطرح اشكالات".

وقال الفنان الدنماركي ان زميله البريطاني الذي يشترك معه في العمل الرابع بعد الاقتباسات الدنماركية لكل من اعماله "فيل غود" (اشعر بالراحة) و"سولو" و"فولو ماي ليدر" (اتبع قائدي) قال له انه "يستطيع ان يتقبل ان يقوم احدهم بحرق منزله بسبب ما كتب الا انه لا يرضى ان يكون ضحية خطأ ارتكبه شخص آخر".

ويؤكد ينسن ان العمل المقتبس "لن يعرض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد وهو كما سبق وقلت واشدد لا يتخذ من هذه الرسوم المثيرة للجدل موضوعه الرئيسي. ان ذلك ليس بفعل اي رقابة ذاتية وانما لان الهدف من العمل هو القاء الضوء على الاشكالية التي تحيط بنشر هذه الرسوم".

وكما في عمل بيتن السابق "سبين دكتور" فان "شخصيات هذا العمل المسرحي الجديد هي شخصيات خيالية في عالم حقيقي" بسحب تعبير ينسن الذي يعتبر ان "صدام الحضارات يتخطى الاشخاص".

ويقول ينسن في هذا السياق "ان صدام الحضارات حاضر في كل وقت وهو لم يظهر مع نشر الرسوم الكاريكاتورية" مؤكدا ان العمل المسرحي يتناول "نزاعات تثور في مجتمعات مثل الذي نعيش فيه والذي يضم جالية مسلمة كبيرة بالرغم من انه تاريخيا كان مجتمعا مسيحيا".

ويضيف "نحن مضطرون لاخذ كل هذه الامور بعين الاعتبار عندما تظهر مسالة بهذا الجنون (..) ان الفكاهة هو السلاح الوحيد للتعامل مع مشكلة بهذه الخطورة".

ويؤكد ينسن ان العمل الذي عنوانه في الدنماركية "هييرتي كونغي" "ليس هجوما على احد وليس دفاعا عن احد" مشيرا الى ان "مهمة المسرح هي اظهار الاوجه المختلفة للمشكلة دون اتخاذ موقف بالضرورة".

والعرض الاول للمسرحية سيكون في 21 ايلول/سبتمبر المقبل في مسرح "نوريبرو" في كوبنهاغن على الخشبة نفسها التي شهدت عرض مسرحية "لتس كيك آس" (فلنركل المؤخرات) في اشارة الى عبارة تلفظ بها الرئيس الاميركي جورج بوش.

وكانت هذه المسرحية التي نالت نجاحا كبيرا تناولت بوش وحليفه رئيس الحكومة الدنماركي اندرس فوغ راسموسن. وهي مقتبسة ايضا عن نص لاليستر بيتن بعنوان "فولو ذي ليدر" (اتبع القائد) بطلاه بوش ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  2  /اذار/2006 -1 /صفر/1427